مَنْ منّا لم يسمع بالـ”بتكوين” والارتفاعات الهائلة التي شهدتها على مدى العامين الماضيين، والتقلّبات الحادّة في قيمتها خلال الآونة الأخيرة، والاهتمام المتزايد من قِبل المستثمرين بالعملات المشفرة، الذين ينقسمون إلى فئتين: الأولى تعتبرها أصلاً حقيقياً ومخزناً للقيمة، والثانية لا ترى فيها إلاّ فقاعة.
الأسواق العربية بدورها تشهد مؤخراً زخماً ملحوظاً فيما يتعلق بالعملات المشفرة وتشريعها وتسهيل دخولها إلى المنطقة. في وقتٍ ألقت الأزمة الروسية – الأوكرانية مزيداً من الأضواء على الأصول الرقمية باعتبارها أحد المنافذ لتجنّب العقوبات المفروضة من الدول بقيادة الولايات المتحدة على حركة الأموال الروسية.
العملات المشفرة عربياً بالأرقام
يُعتبر تداول العملات المشفرة اليوم قانونياً في كل من البحرين والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا. في حين أنها محظورة في كل من مصر والمغرب وقطر، وغير قانونية في الجزائر. كما لا يوجد تشريع يُجرّم التعامل بالعملات المشفرة في كل من السعودية وتونس والإمارات. بينما الوضع القانوني للعملات المشفرة غير واضح حتى الآن في عدد من دول المنطقة، كسلطنة عُمان وفلسطين والسودان وسوريا واليمن.
بحسب بيانات جمعتها “الشرق”، جاءت السعودية ضمن أكثر 5 دول في البحث عن العملات المشفرة عالمياً خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
أمّا من حيث عدد المستثمرين، فتأتي مصر في الصدارة بـ1.8 مليون مستثمر أي ما يعادل 1.75% من عدد السكان، تليها المغرب بحوالي 880 ألف مستثمر أو 2.5% من عدد السكان، والسعودية بأكثر من 450 ألف أي 1.3% من السكان، بحسب بيانات “تريبل إيه”.
والملفت أن دولاً تشهد صعوبات سياسية ومشاكل أمنية في السنوات الأخيرة، تلحظ إقبالاً كبيراً من مواطنيها على العملات المشفرة، مثل العراق حيث يبلغ عدد المتداولين 375 ألفاً، واليمن بحوالي 278 ألف، وسوريا بحوالي 178 ألف متداول.
كرة الثلج
تمثل رعاية “كريبتو دوت كوم” (Crypto.com) لكأس العالم لكرة القدم المقرر انطلاقها هذا العام في قطر، أحدث الخطوات الترويجية للدفع بقوة لسوق العملات المشفرة في عالم الرياضة الجماهيرية، والمنطقة العربية في آن.
أمّا على صعيد الإجراءات التشريعية، فشهدت المنطقة العربية تطوراتٍ عدّة خلال الشهور الأخيرة لقوننة تداول العملات المشفرة، لعل أبرزها حصول “بينانس” (Binance)، أكبر بورصة عملات مشفرة بالعالم، على أول ترخيص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بنك البحرين المركزي. كما حصلت على ترخيص لتكون المنصة الأولى من نوعها في المنطقة الاقتصادية الحرة لـ”مركز دبي التجاري العالمي”، وهي تسعى للحصول على تراخيص في باقي دول المنطقة، بحسب الرئيس التنفيذي الإقليمي ريتشارد تينغ لـ”الشرق”. في وقتٍ تُشير وكالة “بلومبرغ” إلى أن دبي مرشحة بقوة لتكون المركز العالمي لـ”بينانس”.
إلى ذلك، أعلنت “إف تي إكس” (FTX)، وهي بورصة رئيسية لتداول العملات المشفرة، عن حصولها على ترخيص الأصول الافتراضية في دبي، وستؤسس مقرّاً إقليمياً في الإمارة.
بينما حصلت بورصة العملات المشفرة “بايبت” (Bybit) على موافقة مبدئية لإجراء مجموعة متكاملة من الأعمال بمجال الأصول الافتراضية في دولة الإمارات، وهي تخطط أيضاً لنقل مقرّها العالمي إلى دبي.
كما أطلقت شركة “سايفر كابيتال”، مقرّها الإمارات، صندوق استثمار بقيمة 100 مليون دولار يركز على مشاريع العملات والأصول الرقمية و”بلوكتشين”.
“الشرق”.. تغطية شاملة لأحدث تطورات عالم العملات المشفرة
انطلاقاً من إدراكها للزخم الكبير الذي تحظى به العملات المشفرة في المنطقة والعالم، حرصت “الشرق” على متابعة وتغطية آخر المستجدات والمعلومات المتعلّقة بها، وذلك عبر تخصيصها لركن كامل خاص بالعملات المشفرة في موقعها الإلكتروني وأيضا صفحة مخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي “اقتصاد الشرق- كريبتو” @AsharqCrypto تقدّم من خلاله أسعار أبرز العملات لحظة بلحظة، وتوفر متابعة آنية ومستمرة لكامل التطورات المتعلقة بالعملات المشفرة، والرموز والأصول الرقمية، كما تقدم مواد توضيحية وشارحة بصيغة إنفوغرافيك وفيديوهات، إلى جانب مقالات متخصصة من “بيزنس ويك” (Businessweek)، للتعريف بالاستثمار في العملات المشفرة، وتزويد المتداولين في العالم العربي بالمعطيات والبيانات التي تساعدهم على دخول السوق والتداول بثقة وأمان. وتقدم الشرق تغطيات مهمة على هذا الصعيد، منها، على سبيل المثال، ما يسلط الضوء على الأحداث العالمية وتداعياتها على أسعار العملات، مثل: حرب أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن “الشرق” لديها كُتّاب متخصصون في عالم العملات المشفرة؛ ونشرت على موقعها حتى الآن أكثر من 1000 موضوع على موقعها عن العملات المشفرة، ومثلها تقريباً على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم هذه الجهود، فإن الفورة التي تشهدها العملات المشفرة والأصول الرقمية عالمية، تُبرز حاجة كبيرة لتغطيات إعلامية متخصصة، ترصد مستجداتها، وتحلل أبعادها، وتثري معلومات الجمهور بتفاصيل مهمة.