أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، أن هناك تحديات كثيرة تواجه قارة أفريقيا، وتواجه مصر كجزء من القارة، مشيرا إلى أن هذه التحديات تؤثر على الخدمات الصحية لكل المواطنين على مستوى أفريقيا.
وقال عبد الغفار – في كلمته خلال فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الأول “صحة إفريقيا” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد – إن أبرز التحديات التي تواجه أفريقيا تتمثل في الزيادة السكانية والفقر والتعليم والصراعات وعدم الاستقرار السياسي في الدول التي تعاني من ذلك.
وأضاف: “يخطىء من يتصور أن الخدمات الصحية تعتمد فقط على مستشفيات وكوادر طبية، ولكنها منظومة متكاملة تبدأ من التعليم والطرق والاستثمار وأيضا الاستقرار السياسي والاقتصادي”.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن 76% من مواطني أفريقيا يعيشون تحت خط الفقر بأقل من 2 دولار يوميا، و 46% أقل من دولار يوميا، وحوالي 490 مليون مواطن أفريقي من أصل حوالي مليار و300 مليون يعانون من فقر مدقع.
وأوضح أن قارة أفريقيا تعاني مثلما يعاني الكثير من دول العالم من الزيادات السكانية التي تمثل عائقا أمام خطط التنمية، منبها إلى أن الفقر هو أصعب من أي مرض وأي فيروس، لأنه يؤدي إلى الكثير من الظواهر الصحية التي تتأثر منها الشعوب الأفريقية.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن أقل من 2% مما تحصل عليه أفريقيا من الدواء، هو من إنتاجها ويتم الاستعانة بأكثر من 98% من الخارج.
وقال عبد الغفار، إن مصر سعت خلال السنوات السبع الماضية على إيجاد حلول غير تقليدية، ومن هنا جاءت استراتيجية تطوير المنظومة الصحية في مصر والتي يتم حتى الآن دراسة إعادة هيكلتها في كثير من الجوانب.
وأضاف أن الاستراتيجية تتضمن عدة محاور ، وهي البنية التحتية والطواقم الطبية والخدمات الصحية، مشيرا إلى أن مصر استثمرت في البنية التحتية خلال السبع سنوات الماضية 300% من الإنفاق في الموازنات، حيث كان 33 مليارا ووصل إلى 108 مليارات جنيه، وهو ما يدل على حجم الاستثمار في القطاع الصحي.
وأكد أن الدولة اهتمت بمشروعات الطرق والنقل والإسكان وغيرها، وهناك أيضا استثمارات ضخمة في مجال التعليم والصحة في خلال السبع سنوات الماضية لأن الدولة تعمل على كل المحاور، لافتا إلى أن المؤسسات العالمية مثل مؤسسة “اي ام اف” أشادت باستثمارات مصر بشكل كبير جدا في مجال الصحة.
وأوضح وزير التعليم العالي أنه لا توجد محافظة في مصر لم يتم فيها تطوير أو رفع كفاءة أو إنشاءات جديدة في مشروعات البنية التحتية للقطاع الصحي، مشيرا إلى أنه تم إنفاق أكثر من 55 مليار جنيه في السنوات القليلة الماضية.
وقال عبدالغفار، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي صدق على تحويل معهد ناصر إلى مدينة طبية حيث يضم الآن 1612 سريرا وأكثر من 335 سرير عناية مركزة و100 وحدة غسيل كلوي و95 حضانة أطفال وغرف عمليات متطورة، ليتحول إلى مدينة طبية عالمية بكل ما يملكه من خبرات وبحث علمي في كل المجالات العلمية والبحثية، كما أنه من المقرر تطوير المعهد في الشهور القليلة القادمة ليكون ذراعا لمنظومة التأمين الصحي الشامل.
وأضاف أن المعهد القومي للأورام 500 ـ 500، هو أحد المستشفيات المتخصصة في علاج الأورام بجانب المعهد القومي للأورام و14 مركزا للأورام تتبع وزارة الصحة والسكان على مستوى المحافظات، مشيرا إلى أن هذا المعهد يمكن أن ينقل علاج الأورام نقلة نوعية بوجود أكثر من 300 سرير و80 غرفة عناية مركزة وعلاج إشعاعي وكيماوي، ليقلل العبء على المعهد القومي للأورام.
وأشار إلى أن مستشفيات جامعة عين شمس، وبعد تصديق الرئيس السيسي على تحويلها إلى مدينة طبية، تضم 3628 سريرا وتخدم آلاف المرضي بل الملايين بتخصصات مختلفة في كل المجالات، بالإضافة إلى مستشفيات جامعة المنوفية التي تخدم حوالي 10 ملايين مواطن في منطقة الدلتا بأكثر من 4 آلاف سرير لخدمة المرضى.
وأما عن مدينة الجلالة، فأوضح عبدالغفار أن الرئيس السيسي وجه ببناء جامعة عالمية دولية بالشراكة مع كل المؤسسات الدولية المرموقة، على أن تضم هذه الجامعة مستشفى تعليميا وهي مستشفى الجلالة، وقوامها 577 سريرا وبها أكثر من 50 وحدة عناية مركزة.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، إن ما نراه اليوم هو جزء من منظومة التدريب والتعليم، لكننا لم نكتف بهذا، حيث كانت مصر، من خلال توطين صناعة الدواء وهيئة الدواء المصرية والشركات الوطنية وعلى رأسها شركة أكديما ومصانع فاكسيرا والشركة القابضة للقاحات، لها دور كبير في التعامل مع جائحة كورونا من خلال توفير الكثير من اللقاحات.
وأضاف أن المشروع القومي جبتو فارم “مدينة الدواء المصرية ” الذي تم بتكليف من الرئيس السيسي بتكلفة أكثر من 5 مليارات جنيه، يهدف لدعم الاقتصاد القومي وتحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من حوالي 80% من احتياجاتها من الأدوية ويكون انتاجها محليا، مؤكدا أنه يتم التعاون مع كل الدول الأفريقية في هذا المجال.
وأوضح الدكتور عبد الغفار أن هذا المعرض يعد فرصة كبيرة للحديث عن هذا الموضوع، حتى يكون هناك تعاون وشراكة تستطيع مصر من خلال هذه الصناعة الواعدة أن تحقق الاكتفاء الذاتي وذلك بتعاونها مع اشقائها في القارة الأفريقية.
وكشف أن مصر بها حوالي 2011 مستشفي يعمل بها حوالي 120 ألف طبيب و52 ألفا من الصيادلة وطاقم التمريض وأطباء الأسنان ، كما تضم 130 ألف سرير، مؤكدا أن ضخامة هذه المنظومة – التي تخدم 60 مليون مواطن – ساهمت بشكل كبير في أن تستوعب مصر خلال فترة كورونا كل الصدمات، ولكن بدعم القيادة السياسية والحكومة تمكنا من توفير ما يقرب من 27 مليار جنيه لمواجهة جائحة كورونا فقط سواء من خلال رفع كفاءة مستشفيات الصدر والحميات أو اللقاحات.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أن هذا المبلغ تم استثماره حتى نستطيع أن نرى ما تم إنجازه خلال تعامل مصر مع جائحة كورونا، مؤكدا أن التعليم الطبي هام للغاية لأنه المغذي للمنظومة الصحية، ولذلك يوجد في مصر ما يقرب من 43 كلية طب و38 كلية طب اسنان و57 كلية صيدلة، تخرج بشكل عام ما يقرب من 30 ألف خريج سنويا، وهذا لا يكفي لأن هناك نقصا شديدا في مقدمي الخدمات الطبية على مستوى العالم.
وتابع قائلا “نبذل قصارى جهدنا لنخرج أطباء أو متخصصين في الرعاية الصحية بكفاءة وتدريب عال”، مؤكدا الدعم الكامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي للمعامل الخاصة بالتدريب وتأهيل الطلاب والدراسات العليا بالمعامل الافتراضية التي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي والذكاء المعزز.
ولفت الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن كل الأجهزة الطبية الحديثة التي تساهم في تعليم الأطباء تم توفيرها، حتى المستشفيات الافتراضية التي تم التصديق عليها من الرئيس حتى يكون هناك 3 مستشفيات افتراضية لتعليم وتدريب الأطباء أو كل الكوادر الطبية على أعلى مستوى، مشيرا إلى التعاون مع الكثير من المؤسسات الطبية في جلاسكو وإنجلترا وجامعة هارفارد لتعليم وتدريب الأطباء.
أ ش أ








