عامر: إنتاج الغاز يعيد رسم الخريطة الصناعية عالميًا .. ومصر في مقدمة الدول الصاعدة
توقع مستثمرون انتعاش حركة الطلب الخارجي على المنتجات المصرية خاصة التي يعتمد تصنيعها على الغاز الطبيعي، وذلك في ظل القرار الذي صدر أمس الجمعة بوقف تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” إلى أجل غير مُسمى.
ورأوا أن هذه الأزمة تمثل فرصة ذهبية للاقتصاد المصري، لكن اقتناصها يحتاج إلى قرارات سريعة وغير تقليدية وذلك فيما يخص ملف الصادرات والواردات وفي المقدمة تعميق الصناعة المحلية.
وقال المهندس محمد فرج عامر رئيس مجموعة فرج الله للصناعات الغذائية، إن الأزمات التى يمر بها السوق العالمي ستساهم في إعادة تشكيل الخريطة الصناعية عالميًا وإقليميًا.
وأضاف أن مصر مرشحة لاقتناص فرص كبيرة خلال الفترة المقبلة سواء على صعيد زيادة معدلات التصدير، أو جذب الشركات الراغبة فى الخروج من الأسواق الأوروبية التي تعاني نقصًا شديدًا في الطاقة إلى الأكثر استقرارًا.
وأشار إلى أن استفادة مصر من الأزمة، يتوقف على تسعير مصادر الطاقة وتثبيتها لأطول فترة ممكنة بجانب طرح أراض مجانية مع إعفاءات ضريبية للشركات العالمية التي ترغب فى إقامة مشروعات لها فى السوق المحلى.
وذكر أن دولة المغرب استطاعت تمكين صناعة السيارات فى وقت كانت تغالي فيه جميع الدول فى الرسوم المفروضة، حتى استوطنت فيها كبرى شركات السيارات العالمية، وبالتالى وفرت فرص عمل كثيرة وخلقت مصادر جديدة للعملة الأجنبية.
وأكد عامر أن شركته، ستبحث آليات الاستفادة من الأزمات العالمية في زيادة التصدير إلى مزيد من الدول الأفريقية والأوروبية، خاصة وأن بعض أسواق التصدير ستشهد تخارج شركات أوروبية منها جراء الأزمات في بلاد التصنيع.
ودعا عامر وزارة التجارة والصناعة، إلى تذليل جميع المعوقات أمام الشركات المؤهلة للتصدير خلال الفترة المقبلة، وبالتحديد مصانع الأسمدة.
الجبلى: تخفيض الطاقات الإنتاجية لمصانع الأسمدة فى أوروبا له تأثير إيجابي على الإنتاج المصري
وقال المهندس شريف الجبلي رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربى للأسمدة، إنَّ شركات الأسمدة وضعت خطط لزيادة صادراتها مع بداية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
أضاف أن تطور الأوضاع ووقف إمدادات الغاز الروسي إلى دول أوروبا سيعزز من فرص نمو القطاع خاصة وأن هذه التطورات ستؤدى إلى ترشيد أوروبا لاستهلاك الغاز وبالتالي ستنخفض الطاقات الانتاجية لمصانع الأسمدة في بلادهم.
وقفزت صادرات مصر من الأسمدة العام الماضى بنسبة 61 %، لتصعد إلى 2.3 مليار دولار، مقابل 1.4 مليار دولار فى 2020.
ويقدر عدد الشركات العاملة فى صناعة الأسمدة المصرية بنحو 280 شركة قيمة إنتاجها تصل إلى 30 مليار جنيه، وتضم إجمالى 260 ألف عامل، وذلك وفقاً لإحصاءات وزارة التجارة والصناعة.
هلال: الشركات المستوردة للخامات الأوروبية قد تتحول إلى التصنيع المحلي بسبب الأسعار
وقال الدكتور محرم هلال رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، إن الاتحاد بصدد إعداد دراسة حول استفادة مصر اقتصاديًا من تطورات الأحداث بين روسيا ودول أوروبا ومن المزمع عرضها وزارة التجارة والصناعة الأسبوع المقبل.
أضاف أن أزمة انقطاع الغاز الروسي عن دول أوروبا سيدفع عددا كبيرا من الشركات المصرية إلى مراجعة منتجاتها المستوردة، ومن المتوقع أن تتحول مئات الشركات إلى التصنيع المحلى بسبب ارتفاع السعر.
وأشار إلى أن مصر ليس أمامها سوى البدء بشكل فورى في تعميق صناعاتها المحلية، لتقليل مستلزمات الإنتاج المستوردة وتقليل الضغط على الدولار.
وقال المهندس عبدالله الغزالي رئيس جمعية مستثمري بلبيس، إن فائض الغاز الطبيعي الذي تحققه مصر يعد الميزة الوحيدة لإنعاش صادرات الشركات وجذب مزيد من العملة الصعبة.
أضاف أن الجمعية ستخاطب جميع الشركات الأوروبية المصدرة إلى المنطقة لعرض فرص الاستثمار عليها فى مصر وخاصة الصناعات الكيماوية والكهربائية.
الغزالي: إعداد قائمة بالشركات العالمية المصدرة للسوق المصرى ودعوتها لإنشاء مصانع فى مصر
وقال المهندس محمد سعد الدين رئيس جمعية مستثمري الغاز الطبيعي، شركات أوروبية كثيرة مهددة بالتوقف على إثر أزمة الغاز، لذلك لابد للشركات المصرية من مراقبة ذلك لاقتناص أى فرص تصديرية جديدة.
أضاف أن سرعة تعامل الحكومة مع أزمة توريد الغاز العالمية، ربما يجنب مصر أى آثار سلبية كما نتج عن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعمل الولايات المتحدة حاليا على إجراء محادثات مع بعض شركات الطاقة العالمية من أجل إمدادها بالغاز بعد توقف الإمدادات الروسية، بحسب وكالة رويترز.
واحتلت مصر المركز 14 عالمياً والخامس إقليمياً والثانى أفريقياً فى إنتاج الغاز عام 2020، بحجم إنتاج سنوى بلغ 58.5 مليار متر مكعب ، وذلك وفقاً لـ (بريتش بيتروليم) “وهى شركة بريطانية تُعتبر ثالت أكبر شركة نفط خاصَّة فى العالم.
ووفق خطة الحكومة تستهدف مصر تصدير الغاز الطبيعي والمسال لأبرز الأسواق العالمية ومنها اليابان وسنغافورة، فرنسا، الهند، باكستان، الصين، تركيا، اليونان، إيطاليا، الكويت، بنجلاديش، المملكة المتحدة، إسبانيا، تايوان، كوريا الجنوبية، بلجيكا، بنما، الإمارات، تايلاند، وكرواتيا.