يحتل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، صدارة الحديث في عالم السلع خلال الأسبوع الحالي، إذ من المقرر أن يعلن زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة قد تزيد من الضغط على قطاعات الطاقة والمعادن والمحاصيل.
يكمن الخوف في أن العلاجات القوية التي تقدمها الولايات المتحدة والبنوك المركزية الأخرى للتصدي لمعدلات التضخم المرتفعة لن تضغط على الطلب فحسب، بل ستعزز ارتفاع الدولار الذي يتسبب في تدهور السلع.
وكتب محللو شركة “كابيتال إيكونوميكس” في مذكرة: “يتم تسعير رفع أسعار الفائدة بشكل كبير في الأسواق الآن، لكننا نعتقد أنه ما زال بإمكان هذه الخطوة كبح الأسعار”.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أنه ما زالت ثمة أمور كثيرة مرتقبة في مكان آخر أيضاً، إذ يخطط زعماء أوروبا لتقديم خطط لمحاربة أزمة الطاقة، بينما تفكر ألمانيا في تأميم شركاتها، وستقدم الولايات المتحدة أحدث نظرة ثاقبة بشأن الطلب على اللحوم، وثمة مجموعة من المؤتمرات الرئيسية بشأن النحاس في برشلونة والذهب في دنفر والمناخ في نيويورك وبيتسبرغ.
وفي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، قد تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة محور التركيز أيضاً.
الذهب مقابل الاحتياطي الفيدرالي
تبرز التوترات التي كانت قائمة قبل خطوات الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر في سوق سبائك الذهب، إذ سيقود قرار سعر الفائدة الذي يلوح في الأفق، بجانب سياسات الفيدرالي بشأن التضخم والارتفاعات المستقبلية في أسعار الفائدة، التحركات التالية للمعدن الثمين بعد شهر من الانخفاضات المستمرة في مواجهة ارتفاع الدولار.
من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بما لا يقل عن 75 نقطة أساس، وقد تؤدي الزيادة الأكبر إلى مزيد من التقلبات في أسواق العملات.
تفر الأموال من الذهب، وتحولت صناديق التحوط ومديرو الأموال نحو اتجاه هبوطي صافٍ تجاه المعدن الثمين، ويعتقد بعض المتداولين أن هناك ما هو أسوأ قادم بالنسبة للذهب حتى في ظل سياسات الاحتياطي الفيدرالي بشأن معدلات التضخم المعتدلة، رغم أن آخرين يشيرون إلى دعم الأسعار من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة.
اضطرابات أوروبا
الأسبوع المقبل سيكون أسبوعاً تاريخياً آخر بالنسبة لقطاع الطاقة في أوروبا، إذ يطلق استحواذ ألمانيا على وحدة محلية لشركة بترول روسية كبرى، موجة محتملة من التحركات التي تهدف إلى إعادة تشكيل أسواق الطاقة لعصر جديد خالي من الإمدادات الروسية، بجانب تسارع الساسة في جميع أنحاء أوروبا للاستعداد لأزمة الإمدادات الشتوية.
دعت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إلى اجتماع عاجل لوزراء الطاقة في 30 سبتمبر بهدف التوصل إلى خطة لحل الأزمة على مستوى الكتلة قبل بدء موسم التدفئة الشتوي، وهذا يعني أن الشكل النهائي للمقترحات قد يتبلور خلال الأسبوع المقبل حول تدخلات السوق أو إدارة الطلب أو مساعدة المستهلكين.
عرض النحاس لشركة بي إتش بي
ثمة احتمال لتحركات إضافية في دفعة تجريها شركة “بي إتش بي غروب”، وهي أكبر شركة تعدين في العالم، للاستحواذ على منافستها الأصغر “أو زد مينيرالز” بعد محاولة فاشلة أجرتها في بداية العام الحالي.
قال أشخاص مطلعون على الأمر إن الشركة المستهدفة تعتقد أن نقطة انطلاق المحادثات يجب أن تبدأ من ما يقرب من 10 مليارات دولار أسترالي “أي ما يعادل 6.7 مليار دولار”.
أفادت “بلومبرج نيوز” بشكل منفصل أن “بي إتش بي” قد تقدم عرض استحواذ جديد في أقرب وقت من سبتمبر الحالي، لكن أي زيادة في قيمة الصفقة ستؤكد الاتجاه الصعودي بين كبار عمال المناجم فيما يتعلق بآفاق النحاس على المدى الطويل مع توسع الاستخدام في الطاقة المتجددة.
يذكر أن المعدن صمد بشكل جيد خلال الأشهر الأخيرة على الرغم من كل الاضطرابات التي شهدها الاقتصاد العالمي.
محادثات كولورادو
يلتقي مديرو التنقيب عن الذهب والمستثمرون والمصرفيون والمحللون في منتدى “دنفر جولد” السنوي في كولورادو سبرينجز بولاية كولورادو الأمريكية، الذي يبدأ نهاية الأسبوع الجاري.
يأتي التجمع السنوي الرابع والثلاثون لأقدم وأكبر حدث في العالم لقطاع المعادن الثمينة في وقت مثير للاهتمام بالنسبة للصناعة، ليس فقط بسبب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحاسم الذي يجب أن يأتي مع اختتام المنتدى ليومه الأخير.
فقد شهد العام الحالي الإعلان عن صفقات ذهب بقيمة 13.5 مليار دولار، وكان أكبرها هو عرض شركة “جولد فيلدز” البالغ قيمته 7 مليارات دولار للاستحواذ على شركة “يامانا جولد” والذي أعلن في مايو.
