البلتاجي: الموسم الحالي استثنائي وشهد خسائر كثيرة للشركات
حدت ارتفاعات التكلفة ومستلزمات الإنتاج، من مكاسب مصدري العنب الموسم الحالي، في ظل زيادتها بنحو 25% مقارنة بالعام الماضي.
كما تأثرت السوق التصديرية للعنب بالحرب الروسية الأوكرانية والتي لم تستوعب زيادة أسعاره ما تسبب في تراجع العائد من التصدير وخسائر لبعض الشركات.
قال محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية الصادرات البستانية «هيا»، إن حجم الإنتاج كان أكثر من المطلوب للتصدير هذا الموسم، مشيرًا إلى أنه رغم مقاربة الكميات التي تم تصديرها هذا الموسم من كميات الموسم الماضي ، إلا أنها العائد أقل عند حساب التكلفة التي ارتفعت بنحو 25% هذا العام، ولم تتمكن بعض الشركات من تصدير منتجاتها.
أضاف: “العام الحالي يعتبر عامًا استثنائيًا في موسم العنب، إذ خسرت شركات كثيرة ولم تسمح لها الفرص بالتصدير في ظل زيادة الإنتاج وارتفاع التكلفة”.
أضاف البلتاجي، أن الحرب الروسية الأوكرانية أحد أهم الأسباب وراء تراجع الطلب والارتفاع الطفيف في الأسعار .. لكنها لا تتناسب مع ارتفاع التكلفة، فضلا عن التأثير السلبي لزيادة المساحات المزروعة بأكثر من المطلوب في التصدير.
وارتفعت إنتاجية العنب خلال العام الحالي بنسبة 20 ـ30%، لتعود إلى معدلاتها السنوية المعتادة عند 1.4 مليون طن ، بعد تراجعها لـ 1.1 مليون العام الماضي نتيجة تغيرات الطقس أثناء فترة النضج في شهري مارس وأبريل.
من جانبه قال محمد عز الدين، استشاري محصول العنب، إن ارتفاع تكلفة الإنتاج كانت أحد أهم أسباب تراجع عائد التصدير من محصول العنب هذا العام على غير المعتاد، مشيرًا إلى أن الفترة الأولى من الموسم كانت جيدة وكان هناك طلب كبير من روسيا بأسعار تتراوح بين 24 ـ 25 جنيها للكيلو ، واستمر مدة أسبوعين.
وأشار إلى أن موسم التصدير بدأ في 10 مايو الماضي، فيما تم تصدير المحصول إلى أوروبا في يونيو الماضي بقيم تتراوح بين 17 ـ 18 جنيها للكيلو، في حين تتراوح تكلفة العنب المغطى الذي يوجه للتصدير بين 12 ـ 17 جنيها للكيلو.
أوضح عز الدين، أن أسعار تصدير العنب إلى أوروبا لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج المرتفعة، قائلا: “كافة مستلزمات الإنتاج ارتفعت بداية من أسعار إيجار الأراضي فضلا عن التسميد، وأسعار البلاستيك الذي يُغطى به المحصول، وكلها أسهمت في ارتفاع التكلفة في حين لم تتغير الأسعار عن معدلات العام الماضي في أوروبا”.
ولفت إلى أن دخول المنتج الأسباني والمغربي من العنب إلى أوروبا في يونيو الماضي نافس المنتج المصري بقوة، إذ تفضل هذه السوق إسبانيا والمغرب نظرا لقرب المسافة وانخفاض تكلفة الشحن معها.
وتحتل مصر المركز الرابع عالميًا في إنتاج العنب، وصدرت نحو 146.3 ألف طنا من العنب هذا العام، خلال الفترة من يناير ـ منتصف سبتمبر 2022، وجهت غالبيتها إلى دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والدول العربية ودول آسيا، فيما تم الانتهاء من تكويد 120 محطة عنب، و400 مزرعة إنتاجية خلال الفترة التصديرية الحالية والتي بدأت في مارس الماضي.
ويشترط في إي شحنة تصدير أن تحمل “كودا” من وزارة الزراعة وفقا لاشتراطات تراعي سلامة الممارسات الزراعية الجيدة في كل المراحل، ليسهل بعد ذلك تتبع المنتج في أي مكان لتوقيع العقوبة على المخالف فقط وعدم إغلاق السوق بالكامل.
وقال حسن البشبيشي نائب رئيس مجلس إدارة شركة جودة للحاصلات الزراعية ،ان انخفاض حجم الاستهلاك العالمي بسبب ارتفاع معدلات التضخم عالميا بجانب ارتفاع تكلفة الشحن ومستلزمات الإنتاج أثر سلبا علي موسم تصدير العنب الحالي ،مشيرا إلي أن الموسم لا يزال مستمرا في بعض الأصناف لمدة شهر.
أكد البشبيشي أن بعض الأسواق سجلت طلبا علي العنب المصري مثل اسواق دول شرق آسيا. وبعض الأسواق سجلت تراجعا منها السوق الأوروبي.
وحتي الآن لم يتم حصر الكميات التي تم تصديرها من الشركة ، نظرا لأن الموسم مستمر ، متابعا:” نتمني الحفاظ علي معدلات التصدير نفسها التي تحققت العام الماضي.”