«سعد»: التوجّه العالمى نحو السيارات الكهربائية يتطلب التوسّع فى المكوّنات
تباينت آراء مستثمرين بقطاعات صناعية مختلفة، حول مدى قابلية والحاجة إلى التوسع فى جذب تكنولوجيا التصنيع الأجنبية لبعض المنتجات ومكوّنات الإنتاج إلى مصر، فى ظل توجّه الحكومة، مؤخراً، نحو تعميق التصنيع المحلى.
قال مستثمرون، إنَّ السيارات الكهربائية من أكثر المنتجات التى تتطلب تصنيع بعض مكوّنات إنتاجها فى مصر بالتزامن مع التوسّع العالمى فى استخدامها السنوات المقبلة.
ويرى مستثمرون فى مجال صناعة الآلات والمعدات، أن نقص الخامات يقف عائقاً أمام التوسع فى التصنيع المحلى، فيما يعتقد عاملون بقطاع التعبئة والتغليف أن القطاع يشهد تطوراً تكنولوجياً بالفعل فى تصنيع بعض المُنتجات، لكنَّ ذلك يجب أن يقابله بعض التيسيرات الحكومية.
قال خالد سعد، المدير التنفيذى لرابطة مصنعى السيارات، مدير عام شركة بريليانس البافارية، إنَّ صناعة السيارات تحتاج إلى جذب تكنولوجيا التصنيع فى عدد من مكوّنات الإنتاج التى تدخل فى عملية التجميع.
أضاف لـ«البورصة»، أن المحرك والفتيس والتابلوه من أبرز المكونات المستوردة التى تُجمّع فى مصر بنسبة 55%، فيما توفر النسبة المتبقية محلياً مثل الشكمانات والبطاريات والفايبر والضفائر الكهربائية والزجاج والكراسى وغيرها.
وأوضح أن احتياجات السوق المحلى من السيارات تتراوح بين 250 و300 ألف سيارة سنوياً؛ منها 80 ألف سيارة محلية الصنع، وتستورد الكمية المتبقية من الخارج.
وأكد «سعد»، ضرورة توفير مجموعة من الحوافز لجذب تكنولوجيا التصنيع الخاصة بمجال صناعة السيارات.
وتتضمن الحوافز المطلوبة توسيع دائرة المبيعات بالسوق المحلى من خلال تحفيز المستهلكين المحليين على الشراء، وفتح أسواق جديدة أمام الصناعة المحلية على نحو يساعد على زيادة الطاقات الإنتاجية، وتوجيه المزيد من الاستثمارات نحو هذه الصناعة.
وذكر أن شركات تصنيع المكونات المحلية التى تدخل فى تجميع السيارات، لديها مراكز بحثية متطورة تمدها بشكل دائم بأحداث الدراسات فيما يخص عمليات التصنيع وفق أحدث المواصفات القياسية العالمية.
وقال المدير التنفيذى لرابطة مصنعى السيارات، إنه يجب جذب تكنولوجيا التصنيع بمجال صناعة السيارات الكهربائية ومكوناتها فى ظل التوجه العالمى نحو التوسع فى استخدامها.
وأضاف أن بطاريات السيارات الكهربائية من ضمن أبرز المنتجات المطلوب توافرها؛ حيث يتوفر حينئذٍ حوالى 60% من مكوّنات السيارة.
ولفت «سعد»، إلى أنه بحلول عام 2030 سيتم الاعتماد على السيارات الكهربائة بشكل أكبر كبديل للسيارات التقليدية، لتقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة لمواجهة تغير المناخ.
«القاضى»: الشركات الأم تمنع إجراء أى تعديل تكنولوجى على المركبات
وقال عبدالمنعم القاضى، رئيس شركة القاضى للخراطيم والمواسير، إنَّ صناعة السيارت تعد ثانى تكنولوجيا تقدماً واستمرارية فى العالم بعد تكنولوجيا الطيران، ولكنها انكمشت؛ نظراً إلى الظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم حالياً.
وأضاف أن من أكثر العقبات التى تواجه الشركات المحلية، أن الشركة الأم التى تستورد منها المكونات والسيارات تمنع إجراء أى تعديل تكنولوجى عليها.
«أبوعامر»: تدوير المخلفات البلاستيكية والورقية يحتاج إلى تعاون المراكز البحثية
وقال وليد أبوعامر، رئيس مجلس إدارة شركة نيوباك للتعبئة والتغليف، إنَّ صناعة تدوير المخلفات البلاستيكية والورقية الناتجة عن عملية التصنيع، تمتلك التكنولوجيا الخاصة، ولكن تحتاج إلى توافر مراكز بحثية وتسهيل إجراءات استيرادها.
وأضاف أن تلك المراكز تمد المصانع بالدراسات التى تسهم فى تحسين جودة المنتج وإعطائه قيمة مضافة؛ لأن جودة المنتج الأولى تساعد على زيادة جودة المنتج النهائى.
وتابع: «المخلفات البلاستيكية والورقية تمثل نحو 95% من مكونات إنتاج صناعة التعبئة والتغليف، إذ يبلغ سعر طن الهالك الورقى نحو 50 دولاراً والبلاستيك بين 150 و200 دولار».
وعزا اعتماد صناعة التعبئة والتغليف على استيراد المخلفات الورقية لعدم توافر الأشجار التى ينتج منها تلك النوعية من المنتجات فى مصر.
«القناوى»: التوسّع يتطلب كوادر فنية مؤهلة وربط الأبحاث بالصناعة
وقال معتز القناوى، عضو مجلس إدارة شعبة الآلات والمعدات بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إنَّ توفير تكنولوجيا التصنيع لمنتجات القطاع يتطلب توفير العديد من العوامل.
أضاف أن أهم تلك العوامل هى الكوادر الفنية المؤهلة وربط الجامعة والأبحاث بالصناعة والاستعانة بالخبراء من الخارج بالإضافة إلى تسهيلات لإنشاء المصانع الجديدة.
وذكر أن الأمر الإيجابى فى نقص مكونات ومستلزمات الإنتاج محلياً، خلال المرحلة الحالية هو أن نظيرتها المحلية أصبح عليها طلب لعدم وجود بديل.
«مجدى»: تصنيع الماكينات والآلات محلياً أكثر تكلفة من استيرادها
وقال وجدى مجدى، عضو مجلس إدارة شعبة الآلات والمعدات بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إنَّ أغلب مستلزمات الإنتاج الخاصة بالقطاع تُستورد من الخارج مثل المواتير وغيرها.
أضاف أن من أهم عوائق تصنيع تلك المستلزمات محلياً، أن تكلفة إنتاجها أعلى من استيرادها، لكون الخامات نفسها مستوردة بشكل كبير.
«محمد»: الميكنة الكاملة بقطاع الملابس الجاهزة تحتاج 20 عاماً لتحقيقها
وقال حسام الدين محمد، المدير العام لشركة جى بى للملابس الجاهزة، إنه لا يوجد تكنولوجيا فائقة التطور فى صناعة الملابس، ولكنَّ هناك تطوراً واضحاً فى طباعة الملابس «Digital».
أضاف أن تكنولوجيا التصنيع المنشودة تتمثل فى الميكنة المتكاملة، أى أن المصنع بأكمله لا يحتاج للعنصر البشرى، وهو أمر يتطلب حوالى 20 عاماً لتحقيقه، ولكنه موجود فى تصنيع بعض المنتجات مثل «البلوفر»، أما باقى المنتجات فيتدخل فيها العنصر البشرى بشكل كبير.
وأشار إلى وجود الخدمات الصناعية المتمثلة فى خدمات متابعة الإنتاج، والتى يندرج تحتها تكنولوجيا الذكاء الصناعى وتكنولوجيا «Industry 4.0»، أى ترشيد المعلومة وربطها بالكمبيوتر، بحيث تكون المعلومات متواجدة دائماً وبشكل مستمر، ما يساعد على اتخاذ القرارات وتحسين الجودة ومتابعة المصنع لحظة بلحظة.
«حدرج»: تصنيع معظم المكوّنات يتطلب مستثمرين جادين
وقال فؤاد حدرج، رئيس شركة بيلادونا للملابس الجاهزة، إنه لا توجد صناعة متكاملة العناصر ولا تعتمد على استيراد بعض المنتجات.
وأضاف أنه للوصول إلى مرحلة تصنيع معظم مستلزمات الإنتاج محلياً، سيتطلب الأمر سنوات طويلة، بالإضافة إلى مستثمرين جادين وعلى علم بما ينقص الصناعة حتى يتم بدء التصنيع.
كتب- محمد سرّى وندى العدوى