حذر وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، مجددًا من أنه سيتم اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة التقلب المفرط في سوق العملة، حيث تسبب الارتفاع المفاجئ للين مقابل الدولار في تكهنات السوق بأن السلطات النقدية اليابانية تدخلت مرة أخرى.
وقال سوزوكي للصحفيين -وفقا لما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية الرسمية-: “نحن نراقب التطورات في سوق العملات بحذر شديد. لا يمكننا أن نتسامح مع التقلبات المفرطة التي تسببها التحركات التخمينية والمُراهنات، ونحن مستعدون لاتخاذ الخطوات اللازمة عند الحاجة”.
ولم تؤكد اليابان ما إذا كان قد تم تنفيذ تدخل آخر في شراء الين وبيع الدولار، لكن نائب وزير المالية الياباني للشئون الخارجية، ماساتو كاندا أكد أن السلطات في طوكيو مستعدة للاستجابة “بشكل مناسب” للتقلبات الزائدة في أي وقت، قائلا “نحن في موقف نواجه فيه تحركات مضاربة بصرامة”.
وانخفض الدولار، الذي تم تداوله في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين مقابل 149 يناً، إلى 145 يناً في غضون دقائق، بعد تصريحات سوزوكي بوقت قصير، رغم ذلك، لا يزال الين ضعيفًا مقابل الدولار، مما يعكس اتساع فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة.
وتدخلت السلطات اليابانية يوم الجمعة الماضية خلال ساعات تداول نيويورك، بعد أن اقترب الين من 152 مقابل الدولار، وكان هذا هو التدخل الثاني منذ 22 سبتمبر عندما أنفقت اليابان ما يصل إلى 2.84 تريليون ين “أي حوالي 19 مليار دولار” لدعم العملة.
ويُنظر إلى التدخل في السوق على أنه خطوة الملاذ الأخير، وقال محللون إن تأثيره يمكن أن يكون محدودًا فقط، وقال مسئولون يابانيون آخرون إن العملة يجب أن تتحرك بثبات لتعكس الأساسيات الاقتصادية والمالية المُلحة، ولكن بعد ارتفاع الين صباح اليوم، عاد إلى المستويات التي كان يتداول عندها قبل التدخل المشتبه به، بحسب كيودو.
ومن جانبه، قال كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو في إفادة صحفية دورية: “إننا نحجم عن التعليق بشأن أي تدخل في العملة”.
وأثارت التقلبات السريعة في الين الياباني القلق بين صانعي السياسة اليابانيين، الذين يُنظر إليهم على أنهم قلقون بشأن السرعة التي ينخفض بها الين الياباني، وليس مستوياته المحددة.
ومن المقرر أن يعقد بنك اليابان المركزي اجتماعًا لمناقشة السياسة المالية لمدة يومين اعتبارًا من يوم الخميس المقبل، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يحافظ مجلس سياسته على سياسة سعر الفائدة شديدة الانخفاض، فيما قال محافظ البنك المركزي هاروهيكو كورودا إن التيسير النقدي ضروري للتعافي الاقتصادي الذي لا يزال هشًا.
أ ش أ