دعا فريق استشاري علمي الاتحاد الأوروبي إلى تسريع جهوده “بشكل كبير” لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إذا رغب في تحقيق أهدافه المناخية لعامي 2030 و2050.
وكشف تقرير أعده فريق استشاري بارز في المرصد الأوروبي للحياد المناخي التابع للاتحاد الأوروبي -ونقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية اليوم الأحد- أن التقدم نحو تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي في العديد من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك هدفه المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ظل ضعيفًا بشكل خاص في قطاعي الغابات والتمويل، حيث يحتاج الاتحاد إلى زيادة استثماراته السنوية في المناخ بمقدار 360 مليار يورو للمساعدة في الوصول إلى صافي الصفر.
وقال اتحاد المجموعات البحثية أيضًا إنه يتعين على بروكسل تكثيف جهودها لمساعدة الأسر على تقليل انبعاثات الكربون. مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي صور نفسه كرائد في سياسات المناخ، مستهدفًا خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 في المائة بحلول عام 2030 وصافي صفر بحلول عام 2050 خاصة بعد نجاحه عام 2021 في خفض انبعاثاته بنسبة 30 في المائة مقارنة بمستويات عام 1990. لكن يظل الوصول إلى هدف 2030 بحاجة إلى إجراء مزيد من التخفيضات بمقدار 132 ميجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفقًا للتقرير، وهو ما يقرب من الإنتاج السنوي لـ 332 محطة تعمل بالغاز.
وأضاف التقرير: “أن بيانات السنوات الخمس الماضية قدمت رسالة واضحة مفادها أنه بينما استمرت الانبعاثات في أوروبا في الانخفاض، فإنه يلزم تحقيق معدل خفض أسرع لتلبية كل من هدف 2030 والحياد المناخي بحلول عام 2050”.
في سياق متصل، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذا الأسبوع إن أوروبا تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة “ضعف” المتوسط العالمي، حيث بلغت درجات الحرارة حوالي 2.3 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة في عام 2022. وشهد العام الماضي ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة وموجات الجفاف وحرائق الغابات في جميع أنحاء القارة، “ارتفاعات جديدة ” في درجات حرارة سطح البحر في المنطقة ومستويات” غير مسبوقة “من ذوبان الجليد.
من جانبه، قال روب جيتين، وزير المناخ والطاقة الهولندي الذي يتفاوض نيابة عن الاتحاد الأوروبي في قمم المناخ التي تجريها الأمم المتحدة: إنه من الأهمية أن تحقق أوروبا أهدافها الخاصة بخفض الانبعاثات لأن المنطقة “تحتاج إلى القيادة وأن تكون قدوة في العمل المناخي، بالنظر إلى مسئوليتنا التاريخية” بحسب قوله.
وأفادت “فاينانشيال تايمز” بأن المفوضية الأوروبية أنهت مشاوراتها لتحديد هدف 2040 للكتلة يوم أمس الأول، ومن المتوقع أن تقوم بأول تقييم رسمي للتقدم نحو هدف الصفر الصافي للانبعاثات في سبتمبر.. مع ذلك، حذر التقرير من أن فجوات البيانات تعيق قدرة المشرعين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الوصول إلى الحياد المناخي. وكشف التقرير أخيرًا أن متوسط البصمة الكربونية للاتحاد الأوروبي من الإنفاق الأسري قد انخفض بمعدل 1.2 في المائة سنويًا بين عامي 2014 و 2019، وهو معدل كان “بطيئًا للغاية” لتحقيق هدف الحياد المناخي لعام 2050.








