البنك يفضل سندات الأسواق الناشئة بالعملة المحلية وكذلك الأسهم
البنوك المركزية مضطرة للحفاظ على تشديد السياسة النقدية بسبب قيود العرض
قال بنك الاستثمار العالمى «بلاك روك»، إن النظام العالمى الجديد يوفر فرصاً استثمارية مختلفة، ولكن وفيرة، إذ تجبر القيود المستمرة من جانب العرض البنوك المركزية الرئيسية على تشديد السياسة النقدية، ما يؤدى إلى مزيد من التقلبات على مستوى الاقتصادات والأسواق.
وأضاف «بلاك روك»، أن الفرص تكمن فى تفتيت المحفظة فى المجالات المختلفة بدلاً من التركز بشكل ضخم فى أصول بعينها، وأن التحولات الهيكلية مثل صعود الذكاء الاصطناعى، وإعادة تشكيل العولمة، يمكن أن تدعم العوائد الآن وفى المستقبل.
وتوصلت الأسواق إلى وجهة نظر مفادها أن البنوك المركزية لن تخفف السياسة النقدية بسرعة فى عالم تشكله قيود العرض، لا سيما نقص العمالة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح «بلاك روك» أن البنوك المركزية مضطرة للحفاظ على سياستها مشددة لاحتواء الضغوط التضخمية، وهو أمر غير جيد لعوائد قطاع عريض من الأصول، ما يمثل استراحة من أربعة عقود من النمو المطرد والتضخم المعروف باسم الاعتدال العظيم.
وقال البنك إن التوجه نحو محافظ مفتتة أكثر لانتقاء القطاعات والأسهم التى ستستفيد من تلك الأوضاع، ولكنه أشار إلى أن أسهم الأسواق المتقدمة ما زالت هى الأساس لمحافظه الاستثمارية خاصة الأسهم الأمريكية، حتى مع تقليل وزنها النسبى قليلاً.
وأضاف «بلاك روك» أنه يميل نحو زيادة الوزن النسبى للذكاء الاصطناعى، ويفضل الأسهم اليابانية، وكذلك أسهم الأسواق الناشئة وسندات الأسواق الناشئة بالعملة المحلية، وسندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل، والأوراق المالية المدعومة برهن عقارى فى الولايات المتحدة، والائتمان عالى الجودة.
اقرأ أيضا: سيتى بنك: مع انتهاء هيمنة الدولار.. العملات قد تكون سبباًً فى عوائد الاستثمار
وخلال السنوات الخمس المقبلة، يفضل «بلاك روك» الائتمان الخاص كمجال قد يستفيد من الضغط على البنوك التقليدية وتشديد شروط الائتمان.
وقال البنك إن الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات المشحونة بين الولايات المتحدة والصين أدت إلى حقبة جديدة من الانقسام العالمى والتكتلات الدفاعية والاقتصادية المتنافسة، وهو خروج ملحوظ عن العولمة والاعتدال الجيوسياسى فى فترة ما بعد الحرب الباردة.
وأضاف «بلاك روك»: «نحن نرى عالماً يُفضل فيه الأمن القومى والمرونة على الكفاءة، وبدون مكاسب إنتاجية كبيرة مدفوعة بالتكنولوجيا، من المرجح أن يؤدى ذلك إلى انخفاض النمو وارتفاع التضخم».
وأوضح أنه يمكن للسياسات الصناعية والحمائية أن تحفز الاستثمار فى البنية التحتية والروبوتات، ومع تزايد المنافسة بين التكتلات، ستزداد قوة ونفوذ الدول متعددة التحالفات، وتمتلك دول مثل دول الخليج النفطية والهند والبرازيل وفيتنام والمكسيك موارد قيمة بالإضافة إلى مدخلات سلسلة التوريد.
وقال «بلاك روك» إن حدوث توترات جيوسياسية على الأرض أو فى الفضاء أو الفضاء الإلكترونى، قد يدفع النمو فى صناعات الدفاع والفضاء والأمن السيبرانى.
وأضاف البنك أنه يمكن أن تؤدى زيادة الاستثمار فى مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة النظيفة والبنية التحتية والدفاع إلى خلق فرص.
وكشف أن التحول الأخضر سيكون أيضاً من أبرز محددات الاستثمار، وأن التحول سيكون أسرع فى الأسواق المتقدمة عنه من الأسواق الناشئة بسبب انخفاض تكاليف رأس المال، ووجود عدد أكبر من القطاعات التى يسهل إزالة الكربون منها، والطلب القوى على الطاقة الأكثر استدامة.
وتوقع «بلاك روك» ضغوطاً تضخمية فى السنوات القادمة حيث تتحد أسعار الطاقة المرتفعة مع زيادة الإنفاق الرأسمالى، على أن يتبدد هذا التأثير بمرور الوقت مع انخفاض تكاليف التكنولوجيا منخفضة الكربون.








