انتشار ظاهرة تهميش آراء السيدات فى العمل من قبل الزملاء الرجال
قالت سارة حسنى العضو المنتدب لشركة البركة كابيتال، إنها تعتمد فى استراتيجيتها للإدارة على نهج الاستحقاق الفردى والأداء بدلاً من النوع، مؤكدة أن ثقافة المساواة والعدالة داخل الشركة هو حجر أساس الاستراتيجية، ونسبة التمثيل.
وأضافت لـ«البورصة»، أن مشاعر التعاطف والذكاء العاطفى قوة مهمة لقيادة فريق العمل الناجح، إلا أنها ليست حصرية لأى جنس، الذكاء العاطفى ضرورى لفهم والتعامل مع احتياجات فريق عمل متنوع، حيث نسعى إلى خلق بيئة شاملة حيث يشعر كل فرد بأهميته وقدرته.
وأشارت إلى أنه على الرغم من كون شركة البركة كابيتال متخصصة فى التمويل الإسلامى، إلا أنها تولى أهمية للعنصر النسائى فنسبة تمثيل السيدات فى الشركة تصل إلى نحو 54%.
وتابعت، فى تجربتى الشخصية، صفات القيادة لا تعتمد بشكل أساسى على النوع، ويمكن للرجال والنساء حمل آراء فريدة لإثراء الرؤية الفكرية داخل الشركات، إلا أن الدراسات أظهرت أن الفريق القيادى المتنوع بما فى ذلك توازن الجنسين، ينتج غالبًا استراتيجيات نمو أكثر قوة وابتكارًا.
وترى أن الفرق الجوهرى بين رؤية النساء والرجال للإدارة إنه غالباً ما تسلط النساء الضوء على التعاون والتفكير التام وحل المشكلات بشكل شامل، مما يسهم فى استراتيجية تنظيمية متوازنة ومتينة.
التركيز على القدرات الفردية والتجارب والإنجازات
وأكدت على أن النوع ليس عاملاً فى تحديد من ينفذ استراتيجيات الشركة، فالكفاءة والمهارات والالتزام هى المعايير التى يجب أن نوليها اهمية، دون تجنيب التنوع فى فرق التنفيذ، بما فى ذلك مزيج من الجنسين تنوعًا فى وجهات النظر يسهم فى تنفيذ استراتيجيات أكثر فعالية.
وأشارت إلى أن المرأة تواجه تحديات فى تمكينها فى القطاع المالى الذى كان الرجال يهيمنون عليه، فبناء الثقة فى الكوادر النسائية وكسر النمطيات هو جهد مستمر، ومن المهم إقامة الثقة وتعزيز ثقافة التنوع، لضمان أن يتم سماع الأصوات المتنوعة وتقديرها فى عمليات اتخاذ القرار عبر بناء الجسور وتعزيز ثقافة التضامن أمر أساسى لتحقيق هذه التحديات وتعزيز التنوع الجنسى على جميع المستويات.
وأكدت على أن تحقيق المساواة بين الجنسين فى المناصب القيادية العليا والمواقع الإدارية لا يزال تحديًا معقدًا على الرغم من التقدم التنظيمى الذى يلزم بوجود مقعدين على الأقل للنساء فى المجالس، يواجه النساء تحديات كبيرة.
وأشارت إلى أن إحدى المشكلات المنتشرة هى ظاهرة “الازدراء mansplaining”، حيث يتم تهميش آراء النساء أو إهمالها غالبًا من قبل زملائهن الذكور، إلى جانب التحيزات غير المدركة والصور النمطية العميقة الجذور والقيم التاريخية، التى تقف عائقًا أمام تحقيق المساواة الجنسية الحقيقية.
وأوضحت أن التشريعات تهدف إلى خلق بيئة شاملة، إلا أنها لا تعالج دائما الحواجز الثقافية العميقة المستمرة، حبث يعد تشجيع الإرشاد مهمًا لتقديم الدعم والإرشاد للنساء اللاتى يتنقلن خلال هذه التحديات، وتوفير فرص متساوية للتنمية المهنية خطوة حاسمة أخرى فى تسوية الميدان.
واختتمت قائلة: “الرحلة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين فى القيادة تتطلب جهدًا جماعيًا ومستدامًا لإعادة تشكيل ثقافات الشركات والسياسات، حيث يمكننا خلق بيئة مواتية لكل فرد، بغض النظر عن نوعه ليزدهر ويساهم بشكل فعال فى نجاح الصناعة بشكل عام”.