أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي أصبح أقوى مما كان عليه قبل خمس سنوات على الرغم من سلسلة الأزمات التاريخية.
جاء ذلك في حديثها ، أمس الثلاثاء ، أمام الجلسة العامة الأخيرة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج قبل انتخابات يونيو القادم ، حسبما أشارت اليوم الأربعاء الصحف البلجيكية.
و تابعت:” “تغلب الاتحاد الأوروبى على أزمتين بأبعاد تاريخية، الأزمة الصحية لكوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، علاوة على أزمة الطاقة .
ورأت فون دير لاين أن هذه الأزمات “كان من الممكن أن تتحول إلى أزمة اقتصادية واجتماعية مأساوية لكن هذا لم يحدث بفضل المرونة العظيمة التي تتمتع بها أوروبا، وأيضا بفضل تنفيذ السياسات الصحيحة. كما هو الحال مع برنامج أمان (Sure) الذي أنقذ 40 مليون وظيفة في أوروبا”، وكذلك عبر “برنامج الجيل القادم وخطة (RePowerEu)، مما أدى إلى تسريع الانتعاش وانتشار الطاقة المتجددة”.
وأضافت “في العام 2020 توقع الكثيرون بطالة جماعية في أوروبا وركودا طويلا. لم يحدث ذلك وبدلا منه، أصبح عدد العاملين اليوم أكبر من أي وقت مضى في التاريخ الأوروبي ( أكثر من 75%) .
البطالة عند أدنى مستوياتها التاريخية، أقل من 6% والتضخم يقترب الآن من هدفنا البالغ 2%
وقالت رئيسة الجهاز التنفيذي الأوروبي فون دير لاين :” لقد مررنا بأوقات صعبة “لكن خرجنا أقوى مما كنا عليه قبل خمس سنوات”.
وشددت فون دير لاين على الحاجة إلى تعزيز الاستثمار الخاص في الاتحاد الأوروبي، خلال الخمس سنوات القادمة مشيرة إلى أن اتحاد أسواق رأس المال (CMU) يمكن أن يولد 470 مليار يورو سنويا إذا تم تعزيزه.
ويمثل هذا الرقم ثلاثة أرباع ما قدرته المفوضية في السابق ضروريا كل عام لتمويل التحول الأخضر والرقمي مجتمعين، ( 620 مليار يورو) و إجمالى التمويل اللازم للتحول الأخضر وحده استنادا إلى حسابات العام 2020.
وفيما يتعلق بالتقدم المحرز في اتحاد أسواق رأس المال ، رحبت فون دير لاين بالمجلس الاستثنائي الأخير المعني بالقدرة التنافسية، والذي يمثل “نقطة تحول”.
وأضافت: ” لدينا الآن تفويض واضح للمضي قدما في ثلاث قضايا حيوية، في إشارة إلى مواءمة قواعد الإعسار، وإنشاء منتجات ادخار التجزئة عبر الحدود وتعزيز الإشراف على السوق على المستوى الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي فشلوا الجمعة الماضية في الاتفاق على مركزية الإشراف داخل هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية (ESMA)، لكنهم طلبوا من المفوضية تقييم إمكانية الانتقال إلى آلية إشراف واحدة.
و أعلنت فون دير لاين إلى أنه تم تكليف المفوضية بتعزيز الرقابة على اللاعبين الرئيسيين في السوق على المستوى الأوروبي لافتة إلى أن الطريق الذى يجب اتباعه بات واضحا.
و تابعت:” إذا كنا نريد تمويل الثورة الصناعية الجديدة في عصرنا، فيتعين علينا أن نعمل على تعبئة رأس المال الخاص في أوروبا … لقد حان الوقت للانتقال من الإرادة السياسية إلى العمل.
ومع ذلك، فإن قادة الأحزاب السياسية التي تدعم فون دير لاين لا يشاركونها تفاؤلها بالكامل.
من جانبه ، قال مانفريد ويبر، رئيس حزب الشعب الأوروبي، مجموعة يمين الوسط التي تنتمي إليها فون دير لاين، إن “التفويض الحالي لم يكن جيدا” عندما يتعلق الأمر بتخفيف العبء البيروقراطي على الشركات.
وبحسب مانفريد ويبر ، فإن تزايد البيروقراطية ينبع من فكرة أن الإطار التنظيمي أفضل من الثقة بمن يحقق النجاحات الاقتصادية التي نسعى إليها.
وانتقدت إيراتكس جارسيا بيريز، رئيس مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين، رئيس حزب الشعب الأوروبي لأنه “فتح الباب أمام اليمين المتطرف” من خلال العمل مرارا وتكرارا مع أحزاب في أقصى يمين الطيف السياسي.
ونظرًا للتغيير المتوقع في السياسة في الفصل التشريعي المقبل لتحسين بيئة الأعمال، حذرت جارسيا بيريز أيضا من تحويل أوروبا إلى “منطقة تجارة حرة بلا روح، بلا ضمير، بلا إرادة سياسية”.
و من جانبها أشارت عضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية فاليري هاير من حزب التجديد الليبرالي – المجموعة الثالثة التي تشكل “أغلبية فون دير لين”، مع الاشتراكيين والديمقراطيين وحزب الشعب الأوروبي – إلى أن “80% من إنتاج الأدوية الأوروبية يتم في آسيا” علاوة على أن “التحول البيئي” يعتمد على الوضع في بقية العالم”علاوة على أن “التحول البيئي” يعتمد على الوضع في بقية العالم” مشددة على أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا الاعتماد الاستراتيجي”..







