فى خطوة تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتى، وتقليل الاعتماد على الواردات، تشهد صناعة الساعات فى مصر تحولاً ملحوظاً نحو التوطين الكامل لساعات اليد والحائط.
وتوسعت الحكومة فى تقديم الدعم للقطاع من خلال توفير قروض ميسرة للمصنعين الراغبين فى توطين جزء من مستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى التعهد بتقديم إعفاءات ضريبية تصل إلى 5 سنوات أيضاً لتشجيعهم على تعميق الصناعة المحلية، وفق متعاملين فى القطاع تحدثوا لـ«البورصة».
ونحو 70% من المصانع العاملة بالقطاع تستورد الساعة مفككة، وتعمل على تجميعها محلياً.. لكن مع تقييد عمليات الاستيراد، مؤخراً، بدأ بعضها توطين أجزاء، أبرزها الأحزمة، والكريستال، والأغطية، بينما تُستورد «الماكينة» من الصين وسويسرا، وفق قولهم.
ولعبت أزمة الدولار دوراً كبيراً فى خفض واردات الساعات بنسبة 60% بنهاية العام الماضى، مقارنة بالسنوات السابقة؛ حيث تراجعت قيمة الواردات من 20 مليون دولار سنوياً إلى حوالى 8 ملايين دولار العام الماضى، بحسب نشرة التجارة الخارجية.
«سلطان»: توطين الصناعة يتطلب استثمارات ضخمة وتكنولوجيا متطورة
قال تامر سلطان، رئيس شعبة الساعات بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ توطين الصناعة بالكامل محلياً يتطلب استثمارات كبيرة وتكنولوجيا متطورة، لذا ينبغى على الحكومة مساعدة الشركات المصرية فى نقل التكنولوجيا إلى مصر.
ودعا «سلطان» وزارة الصناعة والنقل إلى مساعدة القطاع فى وضع استراتيجية تركز على تصدير الساعات بعد تجميعها داخل مصر إلى السوق الأفريقى، فى محاولة لتنشيط عمل القطاع وفتح نوافذ تصديرية له.
وتركز مصر على توسيع نطاق صادرات الساعات إلى الأسواق الأفريقية، بدعم من توقعات ارتفاع الطلب على الساعات فى السوق الأفريقى بنسبة تصل إلى 30%، خلال السنوات القادمة، وفقاً لتقرير السوق الأفريقى.
«شعبة الساعات» تجتمع مع «الصناعة» لوضع استراتيجية جديدة للقطاع
قال عادل الشابورى، أمين شعبة الساعات بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ تطوير الكوادر البشرية يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية توطين الصناعة فى مصر.
لفت إلى أن أولى خطوات التوطين تبدأ بإنشاء مدارس متخصصة، وبرامج تدريبية لتحسين مستوى التصنيع المحلى.
وقال «الشابورى»، إنَّ الدولة تقدم الدعم اللازم للمصانع العاملة فى القطاع، من خلال منح قروض ميسرة وبعض الحوافز والتسيرات الأخرى.
وطالب الحكومة بإزالة العقبات التى تواجه الصناعة سواء فى عملية الترخيص أو إجراءات التصدير، خاصة أن المصانع قادرة على إدخال عملة صعبة إلى السوق المصرى.
وقال مجدى سليمان، نائب رئيس شعبة الساعات بالغرفة، إنَّ الشعبة ستجتمع مع وزارة الصناعة، خلال الشهر الجارى، لوضع تصور للنهوض بالصناعة فى مصر، وحل المشكلات التى تواجه المصانع القائمة لخلق براند قوى ومنافس بالأسواق التصديرية.








