سجل عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على الجنسية البريطانية ارتفاعاً قياسياً العام الماضي، إذ أسهمت عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة والتغيرات الضريبية بالمملكة المتحدة، في زيادة الطلبات المقدمة من المواطنين الأمريكيين المقيمين في بريطانيا.
وتقدم أكثر من 6100 مواطن أمريكي بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية العام الماضي، وهو العدد الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات قبل عقدين، وبزيادة نسبتها 26% مقارنة بعام 2023.
كما ارتفع إجمالي طلبات الحصول على الجنسية البريطانية بنسبة 6% ليصل إلى 251 ألف طلب، وهو رقم قياسي جديد.
وشهد الربع الأخير من عام 2024 قفزة كبيرة في طلبات التجنيس المقدمة من الأمريكيين، إذ ارتفعت بنسبة 40% على أساس سنوي لتصل إلى حوالي 1700 طلب، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية.
وأرجع محامو الهجرة، هذه الزيادة إلى فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر الماضي، إضافةً إلى التعديلات الضريبية في بريطانيا، التي دفعت بعض الأمريكيين المقيمين هناك إلى تأمين جواز سفر بريطاني قبل مغادرتهم البلاد.
وقالت إلينا هينشين، الشريكة في مكتب المحاماة “فارر آند كو”، إن المشهد السياسي في الولايات المتحدة كان “عاملاً رئيسياً للغاية” في زيادة الاهتمام بالإقامة والجنسية البريطانية.
وأضافت: “لاحظنا زيادة واضحة في الطلبات منذ بدء الحملة الانتخابية، وهناك اهتمام أكبر بكثير مقارنة بفترة إدارة ترامب السابقة”.
وأفادت بأن إلغاء بريطانيا نظام “غير المقيمين الضريبيين” دفع بعض الأمريكيين الأثرياء الذين يعيشون في المملكة المتحدة إلى السعي للحصول على الجنسية قبل مغادرتهم.
وأوضحت قائلة ان “العديد من الأفراد ذوي الثروات العالية يفكرون في مغادرة المملكة المتحدة بسبب التغييرات الضريبية. إنهم يريدون التقدم بطلب للحصول على الجنسية الآن حتى لا يفقدوا حقهم في ذلك… الأمر يتعلق بترك الباب مفتوحاً وتوفير مزيد من المرونة لأطفالهم”.
ويمكن للأشخاص التقدم للحصول على الجنسية البريطانية إذا استوفوا مجموعة من المعايير، مثل مدة إقامتهم في المملكة المتحدة، وما إذا كان أحد والديهم يحمل الجنسية البريطانية، وما إذا كانوا متزوجين من مواطن بريطاني.
وأظهرت بيانات وزارة الداخلية البريطانية أن طلبات الأمريكيين للحصول على الجنسية شهدت ارتفاعاً مستمراً منذ نهاية عام 2022.
قالت مادلين سامبشن، مديرة مرصد الهجرة في جامعة أكسفورد، إن البيانات تشير إلى أن الأمريكيين أصبحوا أكثر حرصاً على الحصول على الجنسية البريطانية العام الماضي، لكنها حذرت من أن قرار الحصول على جنسية جديدة غالباً ما يكون مدفوعاً بمجموعة من العوامل الشخصية.
وأضافت أنه “بالنسبة للأشخاص الذين ينتقلون من دول آمنة، فإن العوامل السياسية عادةً ما تكون سبباً ثانوياً أو ثالثاً، وليس الدافع الرئيسي الوحيد للانتقال”.
من جهته، قال أونو أوكيريجا، مدير مكتب المحاماة “خدمة استشارات الهجرة”، إن البحث عن الجنسية البريطانية شهد ارتفاعاً كبيراً في اليوم التالي للانتخابات الأمريكية في نوفمبر، مع استمرار الاهتمام بالحصول على الجنسية والتأشيرات منذ بدء ولاية ترامب الثانية المضطربة.
وأوضح أن طلبات الأمريكيين للحصول على الجنسية بدأت في الارتفاع قبل بضع سنوات، مشيراً إلى ما سماه “تداعيات الهجرة الجماعية الأولى لدونالد ترامب”، حيث بدأ المواطنون الأمريكيون الذين هاجروا إلى بريطانيا خلال فترة رئاسته الأولى بين عامي 2016 و2020 في التأهل للحصول على الجنسية البريطانية.
لم يقتصر الأمر على المملكة المتحدة، إذ شهدت أيرلندا أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على جنسيتها.؟
وأظهرت البيانات زيادة بنسبة 46% في الطلبات العام الماضي من قبل أشخاص في أمريكا الشمالية لديهم أصول إيرلندية.








