تتبنى مصر اتجاهات مستدامة ونهجا أكثر خَضَارًا للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة بالمناخ العالمى والتى تشعل وتيرة الاحتباس الحرارى العالمي.
وطبقاً لموقع «عالمنا فى بيانات»، فإن قطاع الطاقة يعتبر القطاع الأكثر تلويثاً للبيئة، إذ ينتج ما متوسطه سنوياً 37.5 مليار طن من انبعاثات الغازات الدفيئة.
ويعتبر الوقود الأحفورى مصدر الطاقة الأول فى مصر، جاعلاً قطاع البترول والغاز الطبيعى من أكبر القطاعات جذباً للاستثمارات العامة فى مصر، إذ كان قطاع البترول الرابع من أكثر القطاعات جذباً للاستثمارات فى العام المالى 2023/ 2024 بقيمة 61.7 مليار جنيه، وقطاع الكهرباء الذى حظى على المركز الثانى بإجمالى استثمارات 167.2 مليار جنيه طبقاً لبيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.
وأخذت شركات البترول المصرية نهجاً لمحاولة تقليل الانبعاثات الضارة وخفض البصمة الكربونية المصرية عالمياً سواء عن طريق محاولات خفض الانبعاث من الوقود الأحفورى مباشرة أو مبادرات الخفض من التلوث بشكل عام من شركات قطاع البترول.
تشغيل مركز أسيوط لمكافحة التلوث النهرى عبر شركة بتروسيف
وذكرت مجلة البترول الصادرة عن قطاع البترول المصري، أنه لتنفيذ الخطة الوطنية للحفاظ على مياه النيل من التلوث الزيتى الصادر عن مصانع ومحطات قطاع البترول، تم تشغيل مركز أسيوط لمكافحة التلوث النهرى عن طريق شركة بتروسيف ويتم إنشاء مركز الأقصر لمكافحة التلوث النهرى.
وتابعت أنه تم استخدام تقنيات معالجة مياه الصرف وتم تشغيل عدد من المحطات بشركات النصر للبترول وأمل للبترول وسوكو، ومن المقرر بدء التشغيل التجريبى لمحطات مشابهة بشركات كالشركة العامة، وبتروجلف وجابكو فى يونيو 2025.
«القابضة للبتروكيماويات» تستهدف تدوير قش الأرز لإنتاج 205 آلاف متر مكعب ألواح خشب
وذكرت المجلة أن الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بصدد تنفيذ عدد من المشروعات البتروكيماوية الخضراء، كمشروع تكنولوجيا الاخشاب والذى يهدف إلى إنتاج 205 آلاف متر مكعب سنوياً من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة اعتماداً على 250 ألف طن من قش الأرز سنوياً.
وتابعت أن المشروع يهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلى وإحلال الواردات بالإضافة إلى إعادة تدوير قش الأرز بدلاً من إحراقه والذى ينتج انبعاثات كربونية كبيرة، إذ يتم خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بكمية تقدر بـ360 ألف طن سنوياً، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 351 مليون يورو.
وأضافت أن الشركة على وشك الانتهاء من مشروع إنتاج الإيثانول الحيوى والذى يستخدم مادة المولاس من شركات السكر لإنتاج 100 ألف طن من الإيثانول الحيوى والذى سيهم فى الحد من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بحوالى 300 ألف طن سنوياً وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 170 مليون دولار.
«دمياط للأمونيا الخضراء» تخطط لإنتاج 150 ألف طن سنوياً بتكلفة استثمارية 910 ملايين دولار
وفى السياق نفسه، تم تأسيس شركة دمياط للأمونيا الخضراء بهدف إنتاج 150 ألف طن سنوياً من الأمونيا الخضراء بتكلفة استثمارية 910 ملايين دولار، ويتضمن المشروع إنشاء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة 160 ميجا وات وأخرى لإنتاج طاقة الرياح بقدرة 340 ميجا وات، بالإضافة إلى محلل للهيدروجين الأخضر بقدرة 240 ميجا وات، وكذلك محطة لتحلية مياه البحر ومن المخطط بدأ تصدير الأمونيا الخضراء.
وتابعت أن الدول بصدد تنمية مشروع لإنتاج وقود الطائرات المستدام والذى يهدف إلى إنتاج 120 ألف طن سنوياً اعتماداً على المعالجة الهيدروجينية لزيت الطعام، ملتزمة بالقوانين الدولية لشركات الطيران بضرورة خلط 2% على الأقل من وقود الطائرات المستدام مع الوقود التقليدى اعتبارا من بداية السنة الجارية 2025، وستصل النسبة إلى 20% بحلول 2035، و70% بحلول 2050، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 537 مليون دولار.
«بترول بلاعيم» تدشن محطة طاقة شمسية قدرة 14 ميجاوات فى سيناء
وأسهمت الشركة العامة للبترول فى استغلال غازات الشعلة بإنشاء عدد من المشروعات فى مختلف مواقع إنتاج الشركة، ويبلغ الإنتاج حوالى 2.2 بليون قدم مكعب، كما تم ترشيد استهلاك السولار فى منطقة رأس سدر باستبدال المولدات السولارية لـ18 بئراً بأخرى تعمل بالغاز المنتج، ما يوفر حوالى 500 ألف لتر سنوياً.
وتقوم الشركة بإنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 6.5 ميجا وات، كما تعيد تدوير الزيوت الناتجة من عادم مراكز الصيانة، ما يوفر 5 ملايين لتر سولار سنوياً. وذكرت المجلة أن شركة بترول بلاعيم أنشأت محطة طاقة شمسية بقدرة 14 ميجا وات فى سيناء.
«العامة للبترول» تنفذ مشروعات استغلال غازات الشعلة وترشيد استهلاك السولار
أضافت أن شركة بدر الدين للبترول، نجحت فى تقليص البصمة الكربونية من 120 ألف طن انبعاثات عام 2019 إلى 69 ألف طن بحلول يونيو 2024، بالإضافة للمشاريع التى تهدف لخفض غاز الشعلة، إذ تم تخفيض المعدل اليومى لغاز الشعلة فى 2019 من 5.6 مليون قدم مكعب إلى 2.5 مليون قدم فى يونيو 2024 ومن المستهدف أن يصل إلى 1.7 مليون قدم فى يونيو 2025.
وخفضت الشركة استهلاك الديزل بمقدار 31 ألف لتر يومياً والذى يوفر مليون لتر شهرياً لاستخدامها فى أماكن أخرى دون الحاجة إلى الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة، وتم تحسين كفاءة الطاقة الإجمالية بنسبة 17% وتوفير سنوى قدره 11.7 مليون دولار.
أضافت أن الشركة الفرعونية للبترول نجحت فى خفض انبعاثات غاز الشعلة بمقدار 112 مليون قدم مكعب مما أدى لتقليل انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون.
وبالنسبة لشركة الوسطانى للبترول، فقد خفضت معدل الاستهلاك من الطاقة بنسبة 9% والذى نتج عنه انخفاض معدلات الوقود المستخدم من الغاز الطبيعى بواقع 315 مليون قدم مكعب بتراجع 25% من الاستهلاك عن العام الماضى.
وخفضت «الوسطاني» معدلات غاز الشعلة لتصل إلى 63 مليون قدم مكعب لعام 2024 بنسبة تراجع 36% مقارنة بـ2021، كما انخفضت انبعاثات الشركة فى 2024 بنسبة 38%.وذكرت أن شركة شمال البحرية للبترول انتهت من مد حقولها بالغاز الطبيعى كبديل للسولار فى محطات توليد الكهرباء، ما وفر 750 ألف لتر سولار سنوياً وخفص التكلفة بمقدار 4 ملايين دولار، وتراجع الانبعاثات بمقدار 1200 طن مكافئ سنوياً.
وأنشأت شركة شمال البحرية، محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية والتى أسهمت فى توفير 86 ألف دولار وخفض الانبعاثات بمقدار 220 طن مكافئ سنوياً.
وأضافت شركة مصر للبترول، نشاط تموين السيارات بالغاز الطبيعى لـ 194 محطة ويجرى العمل الآن فى 64 محطة، باجانب تشغيل عدد من المحطات بالطاقة الشمسية وإضافة خدمة شحن السيارات بالكهرباء وتحويل وحدات النقل للعمل بالغاز الطبيعى والتوسع فى تسويق متجات السولار والمازوت منخفض الكبريت، كما حققت الشركة وفراً سنوياً 37 مليون جنيه والذى يعادل 41.5% من استهلاك الطاقة.
وأنشأت شركة النصر للبترول بالتعاقد مع إيفاكو محطة طاقة شمسية بقدرة 1 ميجاوات لتوفير استهلاك الكهرباء وخفض نسبة الانبعاثات بقيمة 30 طناً سنوياً، كما حققت شركة القاهرة لتكرير البترول وفراً بمقدار 9 ملايين دولار سنوياً وخفض انبعاثات بمقدار 100 ألف طن ثانى أكسيد كربون مكافئ.
وقامت شركة الإسكندرية للإضافات البترولية باستخدام زيوت الطعام المستعملة لإنتاج الديزل الحيوى، بالإضافة لاستخدام المذيبات الخضراء لمعالجة خام البترول بدلاً من المذيبات التقليدية.
الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين تطرح أول شحنة من البالتات البلاستيكية المعاد تدويرها 100%
كما تقوم الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته بتدوير المواد البلاستيكية وتطوير منتجات أكثر استدامة. وطرحت الشركة أول شحنة من البالتات البلاستيكية المعاد تدويرها بنسبة 100%، بالإضافة إلى بدء تشغيل المبنى الإدارى إلى مبنى أخضر مستدام خلال الربع الأول من 2025.
وتابعت أن شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات بالتعاون مع ميتسوبيشى قد استغلت فائض الهيدروجين كوقود للغلايات لتوفير استهلاك 31 ألف طن من الغاز الطبيعى وتقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بمقدار 57 ألف طن سنوياً، ومن المتوقع أن يوفر المشروع 320 مليون جنيه سنوياً.
وأسهمت الشركة المصرية لمشروعات الطاقة والتبريد فى التحول الأخضر عن طريق تنفيذ عدد من المشروعات الخاصة بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لعدد من المبانى الإدارية بإجمالى طاقة منتجة تتخطى الـ 2 ميجاوات موزعة على 20 محطة طاقة شمسية.وبلغ إجمالى الخفض السنوى للانبعاثات لشركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية 1.5 مليون طن ثانى أكسيد كربون مكافئ، وتشغيل محطة طاقة شمسية بقدرة 117 كيلو وات لتوفير استهلاك طاقة بمقدار 250 ألف جنيه سنوياً وتقليل انبعاثات الكربون بنحو 175 طناً سنوياً، وافتتاح وحدة معالجة مياه الصرف الصناعى.