ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الثلاثاء استنادا إلى بيانات من موقع “تريفاجو” المتخصص في حجوزات الفنادق، أن السياح القادمين من دول تضررت بشدة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد بدأوا في الابتعاد عن السفر إلى الولايات المتحدة، في ظل توتر تجاري متصاعد وتراجع ثقة المستهلكين.
وبحسب التقرير، شهدت الحجوزات إلى الولايات المتحدة من اليابان وكندا والمكسيك تراجعا بنسب ملحوظة، علما أن كندا والمكسيك كانتا أول من استهدفت برسوم جمركية بنسبة 25% مطلع فبراير الماضي.
وأفادت البيانات بأن الطلب الألماني على السفر إلى الولايات المتحدة تراجع أيضا، حيث سجلت حجوزات الفنادق الأمريكية انخفاضا بنسب مئوية أحادية الرقم.
وجاء ذلك في ظل تصعيد ترامب تهديداته للاتحاد الأوروبي، خصوصا ألمانيا، بفرض رسوم إضافية، قبل أن يعلن الأحد الماضي تأجيل تنفيذ ضريبة بنسبة 50% كانت مقررة الشهر المقبل.
ولم تُسجل تغيرات كبيرة في أعداد السياح البريطانيين المتجهين إلى أمريكا، في ظل بقاء بريطانيا بمنأى عن الرسوم الثقيلة حتى الآن، بالإضافة إلى توقيعها مؤخرا اتفاقًا تجاريا وُصف بـ”الاختراقي” مع واشنطن.
ووفقا للصحيفة، تزداد مخاوف قطاع السياحة الأمريكي، الذي تبلغ قيمته نحو 2.6 تريليون دولار، من تأثير ما يعرف بـ”الركود السياحي المرتبط بترامب”، نتيجة الاضطرابات الاقتصادية العالمية الناجمة عن الحروب التجارية.
وأشارت الأرقام الرسمية من “المكتب الوطني الأمريكي للسفر والسياحة” إلى أن عدد الزوار الأجانب إلى الولايات المتحدة انخفض بنسبة 11.6% في مارس مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
كما أوضحت بيانات “تريفاجو” أن السياح الأمريكيين أنفسهم باتوا أكثر ميلاً لاختيار فنادق أرخص وأقل تصنيفا، ما يعكس حالة من الحذر في الإنفاق.
وأضافت الجارديان” أن ترامب فرض رسوما على أكثر من 180 دولة، لكنه علق العديد منها لفترات تمتد إلى 90 يوما، في إطار محاولات لإبرام اتفاقات تجارية جديدة”.
وفي سياق متصل، سجلت بريطانيا زيادة بنسبة 25% في الطلب على السفر المحلي خلال أشهر الصيف المقبلة (يوليو – سبتمبر)، مما يعكس توجها عاما نحو “السفر القريب” في أوقات عدم اليقين.
وقال يوهانس توماس، الرئيس التنفيذي لشركة تريفاجو، للصحيفة: “في أوقات الضبابية، يفضل الناس البقاء أقرب إلى منازلهم”.
