حذرت الجمعية المصرية للغاز والطاقة، من أن أسعار الغاز العالمية دخلت فقاعة ، وأصبح السوق ساحة للمضاربات .
قال خالد أبو بكر نائب رئيس الاتحاد الدولي للغاز، رئيس الجمعية المصرية للغاز والطاقة، إن أسعار الغاز العالمية دخلت فقاعة سعرية ناتجة عن الأزمات المتتالية منذ عام 2020.
أضاف خلال مؤتمر صحفي عقدته الجمعية المصرية للغاز والطاقة بمناسبة الإعلان عن المهام القيادية التى ستتولاها مصر فى الاتحاد الدولي للغاز خلال الفترة 2025-2026، أن أسعار الغاز حالياً تتجاوز قيمتها الحقيقية بنسبة تتراوح بين 15 ـ 20% بسبب العوامل الجيوسياسية وليست أساسيات السوق .
أكد أبو بكر ، أن التأثير الحالي للأزمة الإيرانية – الإسرائيلية محدود .. لكنهم يراقبون عن كثب أي تصعيد إقليمي قد يعيد سيناريو أزمات الإمداد التي شهدناها خلال حرب الخليج.
وحذر من سيناريو إغلاق مضيق هرمز، لافتاً إلى أنه حال اتخذت إيران مثل هذه الخطوة، سنجد أنفسنا أمام أزمة إمدادات حقيقية.
أضاف :” الدول التي تمتلك مخزوناً استراتيجياً ستكون في وضع أفضل، بينما ستعاني الدول المستوردة من صعوبات خلال الفترة المقبلة”.
قال أبوبكر، إن السوق العالمية للغاز ما زالت تعاني من آثار متتالية بدءاً من جائحة كورونا مروراً بالحرب الأوكرانية وصولاً إلى التوترات التجارية بين القوى الكبرى.
وتابع:” لذلك نعيش في عصر الأزمات المتتالية التي حولت سوق الغاز إلى ساحة للمضاربات أكثر من كونه سوقاً تعكس فيه الأسعار التوازن الحقيقي بين العرض والطلب”.
وأكد على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة الغاز، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة أصبحت عاملاً حاسماً في عمليات الاستكشاف ورفع الكفاءة التشغيلية.
أضاف أبو بكر، أن جمعية الغاز والطاقة المصرية تبذل جهوداً مكثفة لتعزيز الشراكات الدولية، إذ تخاطب حالياً الشركات المحلية – سواء الحكومية أو الخاصة – ووزارتي الكهرباء والبترول، لدعوتها إلى ضم كوادرها في اللجان العالمية التابعة للاتحاد الدولي للغاز.
وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى نقل الخبرات العالمية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، بما يخدم استراتيجية مصر لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
أشار أبو بكر إلى أن الهيدروجين الأزرق يحظى بأولوية قصوى في أوروبا، إذ بدأت شركات توزيع الطاقة تحويل بنيتها التحتية من الغاز الطبيعي إلى مزيج من الغاز والهيدروجين الأزرق.
ولكل دولة سيناريو مختلف حسب احتياجاتها، ومصر تتبنى استراتيجية متوازنة تلبي أولوياتها المحلية مع الحفاظ على موقعها الريادي عالمياً.
قال أبوبكر، إن الاتحاد الدولي للغاز يحترم أولويات جميع الدول، وسيعمل على دعمها بغض النظر عن اختلاف احتياجاتها، مؤكداً أن مصر ستظل شريكاً أساسياً في تشكيل مستقبل الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أن الاتحاد يسعى لاتخاذ خطوات فعالة لتعزيز التعاون مع أبرز المؤسسات التمويلية الدولية، في إطار سعيه لدعم مشاريع الطاقة المستدامة حول العالم. وتشمل هذه الجهود إجراء حوارات استراتيجية مع كيانات مالية رائدة مثل البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بالإضافة إلى منظمات التمويل الدولية الأخرى.
ويهدف هذا التعاون إلى توفير الدعم المالي والفني للمشاريع الرائدة في قطاع الغاز والطاقة النظيفة، مع التركيز على تبني التقنيات الحديثة وتعزيز كفاءة الطاقة. كما يأتي هذا التحرك تماشياً مع الجهود العالمية للانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون، مع الحفاظ على أمن الطاقة العالمي.
فؤاد : ندرس تعزيز الاستثمار فى قطاع الهيدروجين الأزرق مع الحكومة المصرية
من جانبه، كشف محمد فؤاد نائب رئيس اللجنة التنظيمية الوطنية للاتحاد الدولي للغاز، والسكرتير العام للجمعية المصرية للغاز والطاقة، أن الاتحاد لديه خطة استراتيجية شاملة للسنوات الست المقبلة.
وأضاف أن الخطة ترتكز على أربعة محاور رئيسة تشمل دفع البرامج الاستراتيجية من خلال تنفيذ خطة العمل الثلاثية، وقيادة المبادرات العالمية عبر إنشاء مجموعات عمل وتشكيل شركة وطنية لمؤتمر الغاز العالمي، وتمكين الأعضاء وجذبهم عبر توسيع فرص المشاركة الفاعلة في جميع منصات الاتحاد الدولي للغاز، وكذا ضمان الاستقرار الغازى عبر مواجهة التحديات العالمية.
وأكد التزام الاتحاد بتعزيز الحوكمة من خلال توجيه اجتماعات المجلس التنفيذي برؤية استراتيجية واضحة.
وتمثل الاستراتيجية خارطة طريق لمكانة مصر المتعاظمة كمركز إقليمي للطاقة، وتعزيز دورها الريادي في تشكيل مستقبل صناعة الغاز العالمية.
قال فؤاد، إن الجمعية المصرية للغاز والطاقة تدرس حالياً مع الحكومة الاستثمار فى الهيدروجين الأزرق، وهو مزيج من الغاز الطبيعى والهيدروجين.
ولفت إلى أن كفاءة استخدام الطاقة تعد عاملا محوريا لضمان استدامة الموارد، بالإضافة إلى كونها عاملا محوريا لجذب الاستثمارات الأجنبية فى مجال الطاقة.
شعبان : تعزيز الهيدروجين الأخضر يمثل أولوية كبرى رغم التحديات
وقال كريم شعبان نائب رئيس اللجنة التنسيقية للاتحاد الدولي للغاز، رئيس لجنة المشروعات بالجمعية المصرية للغاز والطاقة، إن تعزيز الهيدروجين الأخضر يمثل أولوية كبرى رغم التحديات التي يواجهها، خاصة فيما يتعلق بتكلفته العالية وتعقيدات نقله. وأشار إلى صعوبة منافسة الأسعار العالمية، معتبراً أن الهيدروجين الأزرق القائم على الغاز الطبيعي لا يزال يحظى باهتمام كبير.
وتابع:” مصر تمثل فرصة استثنائية في هذا المجال نظراً لريادتها في إنتاج وتصدير الغاز، بالإضافة إلى طموحاتها الكبيرة في مجال الهيدروجين الأخضر، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في السوق العالمية”.








