تستهدف شركة «ريسايكل» لتدوير المخلفات الزراعية، افتتاح مصنع جديد باستثمارات 110 ملايين جنيه خلال النصف الثانى من العام المقبل، بتمويلات معظمها بنكية يتم التفاوض عليها حالياً مع البنك الزراعى المصري.
قال عمرو حجازى، رئيس الشركة، إن «ريسايكل» تعيد تدوير المخلفات التى تنتج عن عملية تصنيع الزيوت العطرية التى تُصدَّر إلى فرنسا كأبرز الدول المستقطبة لها.
أضاف فى حوار لـ«البورصة»، أن الشركة تصنع الأعلاف التى تُستخدم لتسمين الماشية الكبيرة والحلاب والماعز، من مخلفات زيوت النباتات العطرية وتقليم أشجار الموالح عبر تحقيق قيمة مضافة لها.
لفت «حجازى»، إلى أن وزارة الزراعة اعتمدت المنتج مؤخرًا، ما دعم توزيعات الشركة بالسوق والتوسع فى الإنتاج من خلال التصنيع لدى الغير، مشيراً إلى أن الشركة تؤسس حالياً مصنعاً جديداً فى محافظة كفر الشيخ، بالشراكة مع مركز البحوث الزراعية.
وتسلّمت الشركة، قطعة أرض من مركز البحوث الزراعية داخل المحطات البحثية، ويجرى تجهيزها للإنشاءات حاليًا.
وأرسلت الشركة، الرسومات الخاصة بخط الإنتاج إلى الصين لتصنيعه هناك، إذ سيكون المصنع الأول من نوعه فى الشرق الأوسط.
كشف «حجازى»، أن استثمارات المصنع الجديد تبلغ نحو 110 ملايين جنيه، بطاقة إنتاجية 50 ألف طن سنوياً، وفقاً للدراسات التى أعدتها الشركة بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية وكبرى الشركات الاستشارية.
ولفت إلى أن الشركة تفاوض البنك الزراعى المصرى على 80% من إجمالى التمويلات للمصنع الجديد، بينما يرغب البنك فى تمويل 50% فقط، مرجعاً ذلك لمخاطر المشروع، بالإضافة إلى أن باقى التمويلات ستكون ذاتية وبالمشاركة مع مركز البحوث الزراعية.
طالب «حجازى»، الحكومة والقطاع المصرفى بمساندة مثل هذه المشروعات التى تقدم قيمة للاقتصاد، وتحفيز المستثمرين من خلال السماح لهم باستيراد الماكينات وخطوط الإنتاج دون جمارك، وذلك لاستغلال كميات كبيرة من المخلفات يتم هدرها سنوياً.
وأوضح أن الشركة تجهّز أيضاً خط إنتاج آخر لتجفيف المخلفات الغذائية مثل تفل البرتقال، وقشر الطماطم، وتفلة الشعير لتصنيع منتج نهائي، موضحاً أن منتج الشركة الحالى تُرسِله كمادة خام إلى مصانع الأعلاف لتصنيعه كمنتج نهائى وإدخاله ضمن مكونات تصنيع الأعلاف.
ولفت إلى أن الشركة تستهدف افتتاح المصنع الجديد خلال النصف الثانى من العام المقبل، للانطلاق نحو التصدير بقوة، حيث يلقى المنتج طلباً متزايداً فى الخارج.
وأشار إلى أن «ريسايكل» أرسلت عينات إلى بعض الدول التى تفتقر للمَرعى الطبيعى مثل السعودية والإمارات. وبعد تجربته هناك ونجاحه، طلبت هذه الدول الحصول على كميات كبيرة جدًا، قائلًا: «مصنع واحد للأعلاف فى الإمارات يحتاج للكمية التى تنتجها الشركة كاملة».
أوضح «حجازى»، أن الشركة أرجأت تنفيذ تلك الطلبيات لحين افتتاح المصنع الجديد، لضمان أعلى جودة ومواصفات للمنتج، والحفاظ على الانتشار السريع بهذه الأسواق والتوسع بها، بالإضافة للحفاظ على سمعة المنتج المصرى خارجيًا، واقتناص أكبر فرص تصديرية.. الأمر الذى يفتح شهية دول جديدة للتعاقد على استيراد المنتج، وتحديداً الدول التى تفتقر للمَرعى الطبيعى.
ولفت إلى أن سعر طن تصدير خام «علف النارينج» يبلغ نحو 170 دولاراً، بينما يُباع محلياً لمصانع الأعلاف بنحو 5 آلاف جنيه.
وأشار إلى أن الإمارات وبعض الدول التى تفتقر للمَرعى الطبيعى تبحث عن مناشئ بديلة لشرق آسيا لاستيراد هذا الخام من الأعلاف، بعد هجمات الحوثيين على السفن واضطراب الملاحة فى البحر الأحمر، ما يُحفز مصر على المنافسة نظراً لقرب المسافة وانخفاض السعر.
أكد «حجازى»، أن المخلفات التى تنتج عن تصنيع الزيوت العطرية فى مصر تُقدَّر بنحو 2 مليون طن، ولا يتم استغلالها، إذ تُعتبر الكنز المهدر والذى يُحرَق جزء منه فى مكانه، والجزء الآخر تستقطبه مصانع الأسمنت لاستخدامه فى عملية التشغيل كوقود بديل ومُضر للبيئة.
أضاف رئيس شركة «ريسايكل» لتدوير المخلفات الزراعية، أن الشركة تُصنِّع حالياً نحو 100 طن فى الشهر لدى الغير فى محافظة بنى سويف، موضحاً أن عملية التصنيع لدى الغير مُكلِفة للغاية ولا تحقق هامش ربح مُجزٍ.. لكن تسعى الشركة للحفاظ على منتجها ومكانتها فى السوق لحين تشغيل مصنعها الجديد.
وأوضح أن التوجهات الرئاسية لاستغلال المخلفات الزراعية فى إنتاج سماد عضوى أو خامات أعلاف، كانت أكبر محفّز للشركة للدخول فى هذا المجال، ومن ثم ضخ استثمارات فى إنشاء مصنع جديد، للتوسع فى هذه الصناعة الهامة التى تسد جزءاً من الاحتياجات الغذائية للحيوانات، وتُخلِّص البيئة من الملوّثات، كما أنها تقدم قيمة مضافة للاقتصاد.
ولفت إلى أن التجارب التى أجرتها الهند على المنتج، أظهرت أنه متوافق بيئياً بشكل كبير، ويقلل غاز الميثان الناتج عن مخلفات البقر.
وتحصل الشركة على خاماتها من مزارع البرتقال واليوسفى، الموجودة بكميات كبيرة موزعة على 600 ألف فدان فى محافظات البحيرة والشرقية والإسماعيلية والغربية، بينما تحصل على مخلفات تصنيع الزيوت العطرية من نحو 15 مصنعاً فى محافظة الغربية بالقرب من مقر الشركة، وهو ما يساعد على تقليل تكلفة النقل وترشيد المصروفات.
