يُتوقع أن تكون شركتا بي واي دي وتسلا –المنافستان في قطاع السيارات الكهربائية– أكبر الخاسرين من الرسوم الجمركية المقترحة في المكسيك بنسبة 50% على السيارات المستوردة من الصين، ما قد يُوجّه ضربة موجعة لسوق السيارات الكهربائية سريع النمو هناك، مع استثناء شركات صناعة السيارات الأمريكية الثلاث الكبرى التقليدية.
تستهدف الرسوم الجمركية المقترحة، التي أُعلن عنها يوم الأربعاء، السيارات الكهربائية والبنزين المستوردة من جميع الدول التي لا تربطها بالمكسيك اتفاقية تجارة حرة، بما في ذلك كوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وروسيا، غير أن هذه الرسوم ستؤثر عملياً بالدرجة الأولى على السيارات الكهربائية المصنَّعة في الصين والمباعة في المكسيك، وفقاً لمحللي الصناعة.
وأضاف المحللون أن هذه الرسوم قد تُعيد تشكيل سوق السيارات الأسرع نمواً في أمريكا الشمالية، وتعرقل الصعود الصاروخي لشركة بي واي دي في المكسيك.
خلال العام الماضي، رفعت المكسيك الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المصنَّعة في الصين من 0% إلى 15%، ثم الآن إلى 50%، وفقاً لما ذكره أوجينيو جرانديو، رئيس جمعية التنقّل الكهربائي في المكسيك، الذي قال: «إنها بلا شك نقطة تحوّل، فـ50% رسوم جمركية رقمٌ تنافسيّ للغاية».
ولا تزال الخطة بحاجة إلى موافقة الكونغرس المكسيكي، حيث يتمتع حزب مورينا بزعامة الرئيسة كلوديا شينباوم بأغلبية كبيرة.
تسلا تتضرر من الرسوم المكسيكية
ورغم أن الرسوم الجمركية المقترحة تبدو شاملة بطبيعتها، فإنها عملياً ستُجنّب شركات صناعة السيارات الأمريكية العريقة –جنرال موتورز وفورد وستيلانتس– بفضل مرسوم صدر عام 2003.
ويتيح هذا المرسوم لشركات السيارات التي لديها مصانع إنتاج في المكسيك استيراد نسبة مئوية من السيارات معفاة من الرسوم الجمركية من دول مثل الصين، التي لا تربطها بالمكسيك اتفاقية تجارة حرة.
وعلى عكس شركتي تسلا وبي واي دي، تمتلك شركات السيارات الأمريكية الكبرى مصانع إنتاج في المكسيك.
وفي الوقت نفسه، تعثرت خطط كلٍّ من تسلا وبي واي دي لبدء عملياتها هناك، إذ علّقت تسلا العام الماضي بناء مصنعها في شمال المكسيك، مُلقيةً باللوم على ضغوط أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وكان يُفترض أن يكون المصنع المقترح أكبر مصانع تسلا في العالم، وأن يوفّر ما يصل إلى 6000 فرصة عمل محلية.
وقال سلفادور روزاس، رئيس نادي مالكي تسلا في المكسيك –وهي مجموعة تابعة للشركة– إن جميع سيارات تسلا من طرازي موديل 3 وموديل واي التي بيعت في المكسيك منذ منتصف 2023 صُنعت في مصنع الشركة في شنغهاي.
وأضاف جرانديو أن تسلا تملك على الأرجح مخزوناً من السيارات في المكسيك بالفعل، ما قد يمنحها متنفساً مؤقتاً لإعادة توجيه استيراد سياراتها من مصانع أخرى في أنحاء مختلفة من العالم.
بي واي دي وسوق المكسيك
أعلنت شركة بي واي دي عام 2023 عن خطط لبناء مصنع في المكسيك، لكنها ألغتها هذا العام وسط اعتراض السلطات المكسيكية التي خشيت من أن تُغضب هذه الخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتُعرّض العلاقات التجارية للخطر.
وقالت الشركة إنها أوقفت المشروع بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات ترامب التجارية، بينما أعربت بكين أيضاً عن قلقها من مسألة نقل التكنولوجيا إلى المكسيك.
ورغم إلغاء المصنع، شهدت بي واي دي نمواً كبيراً منذ دخولها السوق المكسيكية أواخر 2023، إذ أعلنت أنها باعت نحو 40 ألف سيارة في المكسيك عام 2024، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن في البلاد.
وفي أغسطس، كشفت بي واي دي أنها ضاعفت وتيرة مبيعاتها في المكسيك حتى عام 2025، معتمدةً على انخفاض تكاليف العمالة في الصين والدعم الحكومي لبيع سياراتها بأسعار من بين الأرخص عالمياً، ما مكّنها من منافسة خصومها بقوة. ولم يتسنَّ الوصول إلى الشركة للتعليق على كيفية تأثير الرسوم الجديدة على أسعارها.
وعقب إعلان الرسوم المقترحة، حثّت الصين المكسيك على «التفكير ملياً» قبل فرضها، محذّرةً من أنها «ستؤثر بشكل خطير على بيئة الأعمال» في البلاد.
وقال فلافيو فولبي، رئيس رابطة مصنّعي قطع غيار السيارات الكندية، إن التعريفة الجمركية الجديدة «سيُنظر إليها بإيجابية بالغة» من قِبل إدارة ترامب، إذ ستُتيح لشركات السيارات الأمريكية منافسة بي واي دي بسهولة أكبر، مضيفًا: «المكسيك هي السوق الواعدة الوحيدة في أمريكا الشمالية».








