تترقب البورصة المصرية موجة صعود جديدة مدفوعة بحالة التفاؤل الجيوسياسي بعد الاتفاق على إنهاء الحرب فى غزة، وسط توقعات بأن تقود أسهم المقاولات ومواد البناء المشهد خلال الفترة المقبلة مع تصاعد الرهانات على قرب انطلاق مرحلة إعادة الإعمار.
وشهدت تعاملات السوق أمس الاثنين أداءً متباينًا وسط صراع قوي بين القوى البيعية والشرائية، إذ دفعت عمليات جني الأرباح قيم التداولات لتتجاوز المتوسط اليومي مسجلة 6.4 مليار جنيه.
وأغلق المؤشر الرئيسي مرتفعًا بنسبة 0.08% عند مستوى 37,410 نقطة، فيما صعد مؤشر EGX70 EWI بنسبة 1.1% إلى 11,477 نقطة، وارتفع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنحو 0.81% ليسجل 15,180 نقطة.
فهمي: التهدئة تمنح السوق دفعة جديدة.. والمؤشر قد يختبر مستوى 40 ألف نقطة
قال أحمد فهمي، رئيس قسم التحليل الفني بشركة «ثري واي» لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر الرئيسي EGX30 يتحرك في نطاق إيجابي مستقر، مشيرًا إلى أن استقراره أعلى مستوى 37 ألف نقطة يدعم استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير.
وأشار فهمي إلى أن التهدئة في غزة عززت التفاؤل في الأسواق الإقليمية، ومنحت المستثمرين ثقة بعودة الاستقرار في الشرق الأوسط حتى نهاية العام الجاري، ما قد يدفع المؤشر الرئيسي لاختبار مستوى 40 ألف نقطة مع بداية 2026 إذا استمر الهدوء الجيوسياسي.
وأوضح أن القطاعات العقارية ومواد البناء تشهد استفادة واضحة من حالة التفاؤل السياسي، مشيرًا إلى أن قطاع الأسمنت واصل صعوده خلال آخر جلستين بقيادة أسهم «مصر للأسمنت – قنا» و«العربية للأسمنت» و«أسمنت سيناء» و«جنوب الوادي للأسمنت».
كما شهد قطاع العقارات تحركات إيجابية بقيادة أسهم «سوديك» و«بالم هيلز» و«الشمس للإسكان»، متوقعًا استمرار النشاط مع بدء تنفيذ المشروعات المرتبطة بمرحلة إعادة الإعمار في المنطقة.
وأكد فهمي أن السوق يغلب عليه الطابع المضاربي حاليًا، مع فرص استثمارية تتراوح عوائدها بين 5 و10% على المدى المتوسط، محذرًا من التوسع في المراكز الممولة بالهامش مع اقتراب المؤشر من قمم سعرية جديدة.
وأكد فهمي أن السوق يعيش مرحلة إيجابية لكنها تحتاج إلى إدارة مخاطر محسوبة، موضحًا أن المستثمرين عادة يزيدون مراكزهم الممولة مع تحسن الأداء العام، وهو ما يشكل خطورة عند القمم السعرية، حيث قد تؤدي أي حركة تصحيح طبيعية إلى تراجعات حادة نسبيًا.
ونصح المستثمرين بالتعامل الحذر في المدى القصير والالتزام الصارم بمستويات وقف الخسارة، بينما يُفضَّل للمستثمرين متوسطى الأجل الاحتفاظ بمراكز محدودة وانتظار تأكيد اختراق المقاومة قبل التوسع في الشراء.
واتجه الأفراد المصريون والعرب نحو البيع بصافي 339.3 و78.5 مليون جنيه على التوالي، بينما حققت المؤسسات الأجنبية صافي بيع بقيمة 333.8 مليون جنيه، مقابل مشتريات للمؤسسات المحلية والعربية بنحو 551 و141.7 مليون جنيه على الترتيب.
أبوغنيمة: تدوير السيولة بين الأسهم القيادية يعزز الزخم وأي تراجعات فرصة لإعادة الشراء
قال باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة «عربية أون لاين» لتداول الأوراق المالية، إن مؤشر السوق الرئيسي EGX30 اختبر خلال الجلسة مستوى المقاومة الأهم بين 37,400 و37,500 نقطة، إلا أنه فشل في الإغلاق أعلاها نتيجة الضغوط البيعية على سهم التجاري الدولي، وهو ما حدّ من قوة الصعود رغم تحسن أحجام التداول.
وأوضح أن الإغلاق لليوم الثاني على التوالي عند مستوى المقاومة يؤكد وجود ضغوط بيعية من المؤسسات، لكن في المقابل يظهر نشاط شرائي قوي يعكس رغبة في تكوين مراكز جديدة استعدادًا لاختراق فعلي للمقاومة خلال الجلسات المقبلة.
وأشار أبوغنيمة إلى أن تدوير السيولة بين الأسهم القيادية أصبح السمة الأبرز في السوق مؤخرًا، إذ شهدت أسهم مثل «السويدي إليكتريك» تحركات إيجابية ملحوظة، مقابل تراجع في أسهم أخرى مثل «الشرقية للدخان»، بينما تحركت أسهم «جهينة» في اتجاه صاعد.
وأضاف أن هذا النمط من التداول يعكس نشاطًا مؤسسيًا واضحًا، مؤكدًا أن أي تراجعات تصحيحية نحو مستويات 36,800 و36,300 نقطة ستشكل فرصًا لإعادة الشراء، طالما ظل المؤشر فوق مستوى الدعم الهيكلي 34,500 نقطة الذي يمثل الحد الفاصل لتغير الاتجاه قصير الأجل.
ونصح أبوغنيمة بجني جزء محدود من الأرباح يتراوح بين 25 إلى 30% من المراكز الحالية، مع انتظار تأكيد اختراق مناطق المقاومة قبل زيادة المراكز الشرائية.
وبلغت قيم التداول 6.4 مليار جنيه عبر تداول 1.6 مليار سهم بتنفيذ 135 ألف عملية على أسهم 219 شركة، ارتفع منها 122 سهمًا وتراجع 75 سهمًا بينما استقر 22 دون تغيير.
وسجل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة 2.669 تريليون جنيه، واستحوذت المؤسسات على 30.6% من التداولات مقابل 69.4% للأفراد، فيما بلغت نسبة تعاملات المصريين 89.1% من السوق، مقابل 6.3% للعرب و4.6% للأجانب.








