شهدت منطقة الشرق الأوسط طفرة في تمويلات الشركات الناشئة خلال الربع الثالث من عام 2025، بعد أن نجحت في جذب استثمارات قياسية بلغت 1.2 مليار دولار، في وقت تعاني فيه أغلب الأسواق الناشئة الأخرى من تراجع ملحوظ في تدفقات رؤوس الأموال.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن منصة “ماجنيت”، ارتفع إجمالي التمويلات التي حصلت عليها الشركات الناشئة في المنطقة بنسبة 60% خلال الربع الثالث، مقارنة بالربع الثاني من العام الجاري.
وأرجع التقرير هذا النمو إلى الصفقات الضخمة التي تجاوزت قيمتها 100 مليون دولار، والتي شكلت المحرك الرئيسي لارتفاع معدلات التمويل خلال الأشهر الماضية.
وأشار التقرير إلى أن المستثمرين الأجانب استحوذوا على النصيب الأكبر من التمويلات للمرة الأولى منذ عدة سنوات، في مؤشر على تزايد اهتمام الصناديق العالمية بالمنطقة ورغبتها في دعم الشركات الناشئة التي دخلت مرحلة التوسع والنمو، خاصة في مجالات التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي.
من جهتها، أوضحت وكالة بلومبرج أن الأداء القوي للشرق الأوسط يأتي في وقت تشهد فيه الأسواق الناشئة الأخرى تراجعًا حادًا في الاستثمارات، حيث سجلت جنوب شرق آسيا أضعف أداء ربع سنوي لها منذ سبع سنوات، بينما اجتذبت أفريقيا أدنى حجم تمويل منذ عام 2020 بسبب التوترات التجارية وحالة عدم اليقين السياسي.
وأكدت “ماجنيت”، أن المنطقة تتحدى الاتجاه العالمي الهابط بفضل المبادرات الحكومية والسيادية، وتنامي دور المستثمرين الدوليين، ووجود بيئة تنظيمية أكثر مرونة.
أشارت إلى أن ما تحقق يعكس انتقال الشرق الأوسط إلى مرحلة أكثر نضجًا في منظومة ريادة الأعمال، معتمدًا على الاستثمار الذكي في الابتكار والتقنيات الحديثة كأداة للنمو المستدام وتعزيز مكانته كمركز جذب لرأس المال المغامر العالمي.








