دانفت: السويد نجحت في تحويل المخلفات إلى طاقة دون مدافن نفايات
تستثمر شركة “تتراباك العالمية ” نحو 40 مليون يورو سنويًا في تطوير عمليات جمع العبوات وإعادة التدوير، حسبما قال وائل خوري، العضو المنتدب التنفيذي لشركة تتراباك مصر.
أضاف خوري، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن إطلاق حملة “دور العلبة تدورلك”، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية إعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة (UBC)، إن “تتراباك العالمية” تخصص 100 مليون يورو سنويا للبحث والتطوير بهدف إنتاج عبوات أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
وأكد أن شعار الحملة الجديدة “افرز، جمع، دوّر” يجسد المعنى الحقيقي للاستدامة والمسئولية البيئية، موضحًا أن “تتراباك مصر” بدأت جهودها في هذا المجال منذ عام 2020، وتمكنت عام 2024، بالتعاون مع شركة يونيبورد، من تشغيل أول خط لإعادة تدوير عبوات الكرتون في مصر باستثمارات بلغت 2.5 مليون يورو، وبطاقة إنتاجية تستهدف معالجة 8 آلاف طن من المخلفات الكرتونية خلال 5 سنوات.
وبلغت كمية المخلفات التي تم جمعها منذ عام 2024 نحو 4 آلاف طن، مؤكدًا أن نجاح منظومة التدوير يعتمد بشكل رئيسي على الشراكات مع القطاع الخاص.
لفت خوري إلى انضمام تطبيق “بيكيا” إلى حملة جمع العبوات، ما سيسهم في توسيع نطاق الحملة وتسهيل عملية الجمع والوصول إلى شرائح أوسع من المستهلكين.
وتمثل الحملة الجديدة، خطوة عملية نحو إشراك المجتمع في حماية البيئة، مشيرًا إلى أن “تتراباك” تضع المواطن في قلب منظومة التغيير، وتؤمن بأن “الاستدامة تبدأ من كل بيت ومن كل علبة.”
من جانبه، أكد السفير السويدي بالقاهرة داج يولين دانفت، أن إطلاق أول مصنع لتدوير العبوات الكرتونية المستخدمة للمشروبات (UBC) في مصر يمثل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أكثر استدامة، ويعكس التعاون المثمر بين مصر والسويد في مجالات الاقتصاد الدائري وحماية البيئة.
أضاف خلال المؤتمر، أن “تتراباك” تعد من الشركات العالمية الرائدة في مجال إعادة التدوير، معتبرا أنها ليست مجرد شركة ناجحة تجاريًا، بل نموذجا يحتذى به في دمج الاستدامة ضمن نموذج الأعمال.
وأوضح أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا جديدًا في مسار الرؤية المشتركة بين مصر والسويد لبناء مستقبل أكثر دائرية واستدامة، مشددًا على أن إعادة التدوير وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة لم تعد خيارًا بل واجبًا عالميًا.
وتحدث دانفت، عن التجربة السويدية في مجال إدارة المخلفات موضحًا أن بلاده بدأت رحلتها نحو الاقتصاد الدائري منذ سبعينيات القرن الماضي، وأنه لا توجد في السويد اليوم مدافن نفايات، إذ يتم تدوير جميع المخلفات أو استخدامها لتوليد الطاقة، حتى أصبحت العاصمة ستوكهولم تعتمد بالكامل على الطاقة المنتجة من النفايات لتوليد الكهرباء والتدفئة.
أضاف أن النقل العام في ستوكهولم يعمل بالكامل بالوقود الحيوي المشتق من المخلفات، وهو ما يعكس التطبيق العملي لمفهوم الاقتصاد الدائري، مؤكدًا أن هذا التوجه لا يحقق فقط فوائد بيئية بل أيضًا عائدًا اقتصاديًا كبيرًا.
وأشار السفير إلى أن تجربة السويد أثبتت أن الاستثمار في إدارة المخلفات وإعادة التدوير يمكن أن يكون عملًا مربحًا، إذ ظهرت شركات صغيرة ومتوسطة متخصصة في هذا المجال وحققت أرباحًا كبيرة من تحويل النفايات إلى موارد.
وأوضح أن السويد تسعى لتصبح أول دولة في العالم خالية تمامًا من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2045، مضيفًا أن الأهم هو التحرك الجاد في الاتجاه الصحيح، تمامًا كما تفعل دول أخرى مثل السعودية التي وضعت رؤية طموحا للتحول الأخضر.








