من المتوقع أن يسهل الذكاء الاصطناعى (AI)، الوصول إلى التكنولوجيا ويجعله فى متناول الجميع، ما يجعله نعمة للمؤسسين المحتملين فى الأسواق الناشئة، لكن بعض المستثمرين لا يشاركون هذا التفاؤل.
قال أنطون أوسيكا، الرئيس التنفيذى، المؤسس المشارك لشركة «لافابل» السويدية الناشئة التى تتيح إنشاء تطبيقات ومواقع إلكترونية عبر الأوامر النصية دون الحاجة إلى معرفة تقنية، إن «الذكاء الاصطناعى سيغير كل شىء فى الأسواق الناشئة».
وأضاف أن معظم الأفكار المبتكرة فى العالم موجودة فى عقول أشخاص لا يجيدون البرمجة، وهو أمر ينطبق خصوصاً على الأسواق الناشئة، حيث يفهم الكثيرون المشكلات المحلية فى مجالات مثل الرعاية الصحية واللوجستيات والتعليم، لكنهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لبناء حلول برمجية لمعالجتها.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعى يزيل هذه العوائق، متوقعاً أن تشهد الأسواق الناشئة موجة من رواد الأعمال الجدد.
حققت «لافابل» إيرادات سنوية متكررة بلغت 100 مليون دولار فى يوليو، لتصبح أسرع الشركات الناشئة نمواً فى العالم خلال ثمانية أشهر فقط.
وقال «أوسيكا»، إن الاقتصاد الرقمى كان مقصوراً على أقل من 1% من سكان العالم، لكن الذكاء الاصطناعى سيمكن الـ99% الباقين من المشاركة.
وتوقع أن يتضاعف عدد الشركات العاملة فى هذا المجال بنحو 50 مرة بفضل أدوات مثل «لافابل».
وتبلغ قيمة الشركة حالياً 1.8 مليار دولار، وقد تصل إلى 4 مليارات بحسب تقارير «فاينانشيال تايمز» فى أغسطس، فيما تمتلك 2.3 مليون مستخدم نشط فى أكثر من 200 دولة، من بينها سريلانكا وهولندا وتايوان وتنزانيا والإكوادور.
لكن بناء شركات فى الأسواق الأقل تطوراً يظل تحدياً بسبب نقص التمويل والبنية التحتية وتكاليف التوزيع وضعف الثقة، بحسب مستثمرين تحدثوا إلى شبكة «سى إن بى سي».
وقال إيميت كينج، الشريك الإدارى فى «جى 12 فنتشرز»، إن الذكاء الاصطناعى خفّض تكاليف إنشاء البرمجيات، إذ يمكن الآن اختبار النماذج الأولية خلال أسابيع بدلاً من سنوات، ما يقلل فجوة المعرفة بين الشركات الكبرى والجديدة.
وأشار «أوسيكا» إلى شركة التعليم البرازيلية «كيو جروب»، التى طور مطوران فقط نسختها المميزة خلال شهر واحد وحققت ثلاثة ملايين دولار خلال 48 ساعة من الإطلاق.
لكنه أقرّ بأن الذكاء الاصطناعى لا يحل التحديات الهيكلية للأسواق الناشئة مثل ضعف التمويل المحلي.
من جانبها، قالت جونى آنجلايدس، مؤسسة «ليفير فنتشرز» الداعمة للمؤسسين الأفارقة، إن جودة الفرص الاستثمارية تراجعت مع توجه الكفاءات نحو العمل فى شركات التكنولوجيا الكبرى، مشيرة إلى أن غياب التمويل فى المراحل المبكرة يجعل النمو أبطأ.
وأضافت أنه رغم الشائعات عن فقاعة تكنولوجية، فهى لا ترى تدفقاً وشيكاً لرؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة.
بدوره، شدد توماس أولشيفسكى، الشريك فى «سيكس ديجريز كابيتال» التى تدير 250 مليون يورو، على أن نجاح الشركات يعتمد على توافر المواهب التقنية الداخلية، موضحاً أن الاستثمار فى الأسواق الناشئة يجب أن يستند إلى ميزة تنافسية يصعب تقليدها.
واعتبرت آنجلايدس أن أفريقيا تحتاج إلى مزيد من رأس المال والبنية التحتية مثل الاتصال المستمر بالإنترنت ومراكز البيانات.
وأشارت إلى استثمارات محدودة من «مايكروسوفت» و«إنفيديا» فى القارة، لكنها تبقى ضئيلة مقارنة ببقية العالم.
واختتم كينج بالقول إن الذكاء الاصطناعى يفتح باب الابتكار للجميع لكنه لا يضمن القدرة على التوسع، إذ إن القيمة ستذهب إلى الفرق التى تربط النماذج بالبيانات المحلية وتلتزم بالحوكمة والانضباط.








