أنهت مؤشرات البورصة المصرية تعاملات الأسبوع الماضي على أداء متباين وسط تذبذب حاد وتحركات تصحيحية طبيعية بعد المكاسب القوية الأخيرة، فيما يرى محللون أن السوق يتهيأ لاختراق مستوى 38 ألف نقطة تمهيدًا لمرحلة جديدة من الصعود مدعومة باستقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي وتحسن أداء القطاعات الرئيسية.
وأغلق المؤشر الرئيسي EGX30 الأسبوع على ارتفاع طفيف بنسبة 0.03% عند مستوى 37,689 نقطة، فيما واصل مؤشر EGX70 EWI صعوده القوي بنسبة 3.65% ليغلق عند 12,079 نقطة، كما ارتفع EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 3.07% ليصل إلى 15,836 نقطة، وحقق مؤشر EGX30 Capped ارتفاعًا بنسبة 0.31% عند 46,292 نقطة.
حسن: المؤشرات مرشحة لمواصلة الارتفاع بدعم من استقرار الاقتصاد
قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة “ألفا لتداول الأوراق المالية”، إن مستوى 37,500 نقطة يمثل منطقة دعم رئيسية للمؤشر الرئيسي EGX30، مضيفًا أن المؤشر تمكن من التماسك أعلاها بنجاح خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ما يشير إلى قوة الاتجاه الصاعد على المدى القصير.
وأوضح حسن أن السوق يشهد عمليات جني أرباح طبيعية بعد موجة الارتفاعات الأخيرة، لافتًا إلى أن المؤشر الرئيسي مرّ بتحركات دراماتيكية ما بين صعود قوي في أول الجلسات وتراجع حاد منتصف الأسبوع قبل أن يستعيد توازنه ويغلق عند مستويات قريبة من الافتتاح.
وأضاف أن المؤشر السبعيني EGX70 واصل أداءه الإيجابي مدعومًا بتدفقات سيولة واضحة واتجاه شرائي نشط من المستثمرين، مما منحه زخمًا أقوى من المؤشر الرئيسي، متوقعًا استمرار هذا الأداء في ظل جاذبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أن الأسبوع شهد عدة تطورات مؤثرة في حركة السوق، من بينها رفض الهيئة العامة للرقابة المالية عددًا من عروض الاستحواذ المقدمة على شركات مدرجة، موضحًا أن أبرزها رفض عرض “السويدي” وكذلك عرض مقدم لشركة “راية”، وهو ما يعكس انخفاض الأسعار المعروضة مقارنة بالقيمة الحقيقية لتلك الشركات، مؤكدًا أن الأسهم المصرية ما زالت تُتداول دون قيمها العادلة وتمثل فرصًا استثمارية مغرية.
بلغت قيمة التداولات خلال الأسبوع نحو 373.2 مليار جنيه، بتنفيذ أكثر من 731 ألف عملية بيع وشراء على 10.29 مليار سهم، مقارنة بـ 374 مليار جنيه للأسبوع السابق بعد تنفيذ 662 ألف عملية.
عمار: اختراق مستوى 38 ألف نقطة يعزز الاتجاه الصاعد للمؤشر
من جانبه، قال وائل عمار، مدير الاستثمار بشركة “زالدي”، إن السوق يحتاج إلى تأكيد الاستقرار فوق مستوى 38 ألف نقطة لبدء موجة صعود قوية جديدة، متوقعًا أن يدعم أداء القطاعات القيادية – خاصة البنوك والخدمات المالية غير المصرفية والأدوية والأسمنت – هذا الاختراق قريبًا.
وأضاف أن تحركات المؤشر الرئيسي خلال الأسبوع الماضي كانت ضمن نطاق تصحيح طبيعي، إذ تجاوز المؤشر مستوى المقاومة ثم تراجع بصورة محدودة، متوقعًا أن يستعيد المؤشر توازنه خلال الأسبوع الجاري ليغلق أعلى 38 ألف نقطة.
وأشار عمار إلى أن ارتفاع أسعار الوقود الأخيرة لم يكن مفاجئًا للأسواق، ولم يؤثر سلبًا على الأداء العام للبورصة، موضحًا أن استقرار سعر الصرف وتحسن الأوضاع الإقليمية واستمرار الملاحة في قناة السويس تمثل عوامل دعم قوية للسوق خلال المرحلة الحالية.
ونوّه إلى أن تزايد عروض الشراء والاستحواذ على شركات مدرجة يعكس استمرار جاذبية السوق المصري أمام المستثمرين المحليين والخليجيين، مضيفًا أن التقييمات الحالية للأسهم ما زالت دون قيمها الحقيقية، ما يجعلها أكثر جذبًا للاستثمار متوسط وطويل الأجل.
وارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بنسبة 1.72% ليصل إلى 2.738 تريليون جنيه. وسجلت تعاملات المصريين نسبة 88.2% من إجمالي التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على نسبة 8.1% والعرب على 3.7% وذلك بعد استبعاد الصفقات، وسجل الأجانب والعرب صافي بيع بقيمة 444.5 مليون جنيه و 155.6 مليون جنيه وذلك بعد استبعاد الصفقات.
وقد مثلت تعاملات المصريين 89.2% من قيمة التداول للأسهم المقيدة منذ أول العام بعد استبعاد الصفقات، بينما سجل الأجانب 5.5% والعرب 5.3%.








