أوصت دراسة حديثة بدعم نشاط الأعمال الخاص بالشباب وإزالة العقبات التي تواجه رائدات الأعمال، باعتبارهما من الأولويات لصانعي السياسات.
وأظهرت الدراسة التي أعدتها الدكتورة عبير الشناوي والدكتور محمد بوعادي، أستاذا الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعد فحص الأدلة المستمدة من عينات الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر، أن المؤسسات التي تملكها نساء أو يديرها شباب أكثر ميلًا إلى التفكير في تبني حلول الطاقة المتجددة.
وأوضحت أن زيادة مشاركة الشباب في القوة العاملة للشركات يرفع من احتمالية اعتماد تلك الشركات على مصادر الطاقة النظيفة، مشيرة إلى أن تزويد الشباب بالمهارات اللازمة عبر التعليم يعزز دورهم كمحرك رئيس في نشر الطاقة المتجددة ودعم التحول الأخضر.
كما لفتت الدراسة المعنية بـ”محفزات تبني الطاقة المتجددة بالشركات المصرية”، إلى أن رفع مستوى الوعي لدى النساء والشباب حول فوائد الطاقة المتجددة يسهم في تشجيع الشركات على تبنيها، لاسيما عند توفير المعلومات المتعلقة بتقنيات التوليد الاحتياطي التي تقلل من المخاطر الناتجة عن عدم انتظام مصادر الطاقة.
الشناوي: القوة العاملة الشابة تسهل تبني الطاقة المتجددة
قالت الدكتورة عبير الشناوي، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، لـ”البورصة”، إن مصر نجحت في تحقيق نمو اقتصادي جيد خلال السنوات الأخيرة حسب بيانات البنك الدولي، لكن النمو السكاني المتسارع يحد من رفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تواجه الحكومة تحديًا إضافيًا يتمثل في فصل النمو عن تأثيره البيئي السلبي.
وأضافت أن ترتيب مصر في مؤشر الأداء البيئي يظل متواضعًا، بسبب تهديدات تغير المناخ وتراجع الإنتاج الزراعي وانخفاض إنتاجية عوامل الإنتاج وارتفاع مستوى سطح البحر وغمر جزء كبير من دلتا النيل حيث تتركز الأراضي الزراعية.
ووصفت الشناوي، الوعي البيئي في البلدان النامية بـ”الفقير”، مبينة أنه يتزايد تدريجيًا بين الشباب عبر التعليم ووسائل الإعلام، رغم غياب ضغط المستهلكين الواعين بيئيًا والحكومات “المتأهلة” بيئيًا، إلا أن الضغط من أجل حماية البيئة، حسب وصفها، يأتي من الموظفين.
وتابعت أن القوة العاملة الشابة أحد الدوافع التي تسهل تبني الطاقة المتجددة على مستوى الشركات، إضافة إلى أن النساء أكثر اهتمامًا بالقضايا البيئية مقارنة بالرجال، حسب تصريحها، مبينة أن التنوع بين الجنسين بمجالس إدارات الشركات يزيد استهلاك الطاقة المتجددة، موضحة أن رائدات الأعمال قد يكنَّ أكثر ميلًا لتوظيف الطاقة المتجددة مقارنة بنظرائهن من الذكور.
بوعادي: التكنولوجيا الجديدة تجتذب دائما مهارات الجيل الأصغر
وقال الدكتور محمد بوعادي، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، لـ”البورصة”، إن تخفيف آثار تغير المناخ يتطلب جهودًا لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة والابتعاد عن الوقود الأحفوري، الذي مايزال مهيمنًا على مزيج الطاقة بمصر. ولهذه الغاية حددت الدولة هدفًا طموحًا لتوليد 42% من الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2030، حسب تصريحه.
أضاف أن مصر تمتلك نحو 5.8 جيجاوات من القدرة المركبة من الطاقة المتجددة، ويأتي الجزء الأكبر منها من الطاقة الكهرومائية، بينما يأتي الباقي (معظمه استثمارات حكومية) من الشمس والرياح، مشيرًا إلى انخفاض حصة الطاقة المولدة من الوقود الأحفوري مؤخرًا.
أوضح بوعادي، أن تصنيف الجزء الأكبر من شركات قطاع الصناعات التحويلية المصري كمنشآت صغيرة ومتوسطة (SMEs)، يجعل تبني الطاقة المتجددة خطوة مهمة نحو تقييم دور البيئة التنظيمية والسياسية الحالية وتصميم بيئة أكثر تمكينًا تحفز تبني الطاقة المتجددة، لاسيما وأنه بديل أرخص للشركات.
أضاف أن تشغيل الطاقة المتجددة يتطلب مجموعات مهارات هندسية وتقنية، مشيرا إلى أن من المنطقي أن تجتذب التكنولوجيا الجديدة مهارات الجيل الأصغر، ومن ثم توظف الشركات المتبنية للطاقة المتجددة حصة أكبر من الشباب.








