تراجعت سوق الأسهم السعودية دون مستوى الدعم الفني البالغ 11 ألف نقطة في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تزايد عزوف المستثمرين عن المخاطرة تحت ضغط ضعف المعنويات العالمية وغياب المحفزات المحلية، بينما تتجه السيولة نحو سلسلة من الاكتتابات الأولية الجديدة.
ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن التراجعات التي تسجلها السوق مرتبطة أكثر بتأثر المعنويات بأوضاع الأسواق العالمية منها بالعوامل الأساسية للشركات المدرجة في السعودية.
انخفض المؤشر العام “تاسي” بنحو 0.5% عند الفتح لينزل عن مستوى 11 ألف نقطة، مع هبوط معظم أسهم البنوك وشركات الطاقة، في ظل ارتفاع طفيف لأسهم قيادية مثل “سابك”، أكبر شركة للبتروكيماويات في المملكة، و”أكوا باور”. وخسر سهم “أرامكو” أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية، أكثر من 1% بعد تداوله دون أحقية في توزيعات الأرباح.
القطاع البنكي يواصل الضغط
يعزو محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في “أرباح المالية”، تراجعات السوق في الآونة الأخيرة إلى أداء القطاع البنكي وذلك في ظل التوقعات بخفض الفائدة مجدداً خلال العام الحالي، والتي بدأت في الانحسار. لكنه توقع في الوقت ذاته أن تتدفق السيولة مجدداً إلى المصارف حال أبقى الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه في ديسمبر.
ولم ترتفع في التعاملات الصباحية سوى ثلاثة أسهم فحسب من بين عشرة مدرجة في القطاع البنكي الذي كان أحد العوامل الرئيسية في هبوط السوق على مدى الأسبوع الماضي.
اكتتابات تسحب السيولة
تتجه شركة “اتحاد جروننفلدر سعدي القابضة” (سي جي إس) لجمع 300 مليون ريال من بيع حصة 30% في السوق الرئيسية، بعدما حددت السعر النهائي للطرح عند 10 ريالات للسهم وهو الحد الأعلى للنطاق الاسترشادي.
جاء ذلك بعدما حددت شركتا “المسار الشامل” للتعليم و”شري للتجارة” السعر النهائي لطرحيهما خلال الأسبوعين الماضيين.
اعتبر الفراج، خلال مداخلة مع “الشرق”، أن “تزامن ثلاثة اكتتابات بقيمة إجمالية حوالي 1.15 مليار ريال سحب سيولة كبيرة من السوق. هذه السيولة لو عادت إلى السوق فسيكون لها تأثير كبير”.
من جانبه يرى ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أن الشركات الثلاث تمتاز بأنها صغيرة الحجم وتعمل في قطاعات متنوعة تمثل إضافة للبورصة السعودية، وهي التعليم وتأجير السيارات والنقل المبرد، ما قد يشكل عنصر جذب للمستثمرين عند بدء تداول تلك الأسهم.
وأضاف خلال مقابلة مع “الشرق”: “التسعير أيضاً جيد. المكررات في أغلبها تتماشى مع مكررات الربحية للسوق. نوعية هذه الشركات ربما تفرض تعاملاً مختلفاً من جانب المستثمرين مقارنة مع الطروحات السابقة”.








