ارتفع سعر النحاس إلى مستوى قياسي يناهز 13 ألف دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، في موجة صعود لافتة بنهاية العام، مدفوعة بمخاوف من شحّ الامدادت.
صعد المعدن الذي يعدّ أساسياً في قطاع الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء، بنسبة وصلت إلى 6.6% مسجلاً 12960 دولاراً للطن، مع استئناف التداول بعد عطلة يومين في المملكة المتحدة، لترتفع مكاسبه في ديسمبر إلى أكثر من 15%.
يأتي ذلك في وقت يراهن المستثمرون على تسابق الشركات لشحن النحاس إلى الولايات المتحدة قبل احتمال فرض رسوم جمركية على الواردات، وهو أمر قد يجبر المشترين في بقية الأسواق إلى دفع أسعار أعلى.
أسعار النحاس نحو مستويات قياسية
تتوج هذه القفزة القوية عاماً استثنائياً للنحاس، تخللته توقفات مفاجئة في عدد من المناجم الكبرى، وغموض حول السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إضافة إلى ضغوط غير مسبوقة على المصاهر حول العالم.
مع ذلك، تتزايد التحذيرات من أن الأسعار ارتفعت بشكل مبالغ فيه، في وقت يُرجَّح أن تكون موجة التفاؤل التي اجتاحت أسواق المعادن النفيسة قد اتجهت جزئياً نحو سوق النحاس.
قال وو كونجين، رئيس أبحاث المعادن الأساسية في “مينميتالز فيوتشرز” (Minmetals Futures) في حديث هاتفي “لا يزال ما نشهده مدفوعاً بالتوقعات أكثر من أي شيء آخر”، موضحاً أن بعض المصانع الصينية التي تشتري النحاس وتتأثر بالأسعار، خفّضت إنتاجها أو علّقت نشاطها عقب موجة الارتفاع الأخيرة.
تداول النحاس في بورصة لندن للمعادن بنحو 12919.50 دولاراً للطن، فيما صعدت العقود الآجلة في بورصة “كوميكس” بنيويورك 1.2% إلى 5.908 دولارات للرطل، بعد قفزة قوية بلغت 5% يوم الجمعة، في وقت كانت فيه أسواق لندن مغلقة.
رسوم ترمب تربك سوق النحاس
من المقرر أن يحسم ترمب قراره بشأن فرض رسوم جمركية على واردات النحاس المكرر في منتصف العام المقبل، في وقت تظل فيه الأسعار في الولايات المتحدة أعلى من مستوياتها في بورصة لندن للمعادن، وسط توقعات بأن يمضي قدماً في تنفيذ هذه الخطوة.
دفع ذلك كبار المتعاملين إلى شحن كميات ضخمة من المعدن إلى السوق الأميركية استباقاً لأي رسوم محتملة، ما أدى إلى استنزاف المخزونات في بقية أنحاء العالم.








