بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
تحول الخلاف السياسى إلى صراع، وتحول الصراع إلى مصادمات، وتحولت المصادمات إلى عنف، وتحول العنف إلى «عنف قصدى» ممنهج ينقل مصر إلى مرحلة خطيرة هى مرحلة التصفيات!
«التصفية الجسدية» لم تكن أبداً منهجاً فى حسم الخلافات أو الصراعات فى مصر على مر التاريخ سوى عند عدة سوابق تاريخية مثل مذبحة القلعة، أو اغتيال بطرس غالى أو النقراشى أو محاولة اغتيال عبدالناصر واغتيال السادات والدكتور رفعت المحجوب أو محاولة اغتيال الأستاذ نجيب محفوظ.
الآن نحن نتحدث عن حوادث فردية ولكننا لا نتحدث عن حرب أهلية منظمة تقوم على العناصر التالية:
1- انسداد كامل فى قنوات التواصل السياسى سواء كانت الرسمية أو «الخلفية».
2- توفر كميات هائلة من السلاح غير الشرعى، غير المرخص لقوى خارجة عنه الالتزام بحسم صراعاتها عبر المؤسسات الشرعية.
3- وجود مصادر متنوعة من المال السياسى ممتدة عبر الحدود تخدم مصالح الممولين.
4- خلو نخبة المجتمع من أى حكماء خبراء يسعون إلى بناء جسور من التفاهم والتحاور والتصالح وعدم الانسياق خلف لعبة «الإجهاز على الآخر».
5- وجود وسائل إعلام تدخل فى لعبة الانحيازات الأيديولوجية والمواقف المسبقة وتبتعد عن أصول الاحتراف المهنى القائم على خدمة المشاهد بشكل متجرد.
هذه الأسباب مجتمعة هى «الخلطة الشيطانية» لأى حرب أهلية مدمرة قادرة على أن تطيح بالأخضر واليابس، وتؤدى إلى انهيار مشروع الدولة العصرية وتمهد إلى حالة ما يعرف باسم الدولة الفاشلة.
الدولة الفاشلة هى الدولة التى تسقط فيها مفاصل الدولة، يغيب عنها دور المؤسسات، تنعدم فيها سيادة القانون، تظهر فيها التشكيلات العسكرية أو شبه العسكرية الخاصة غير التابعة للدولة.
نحن الآن يا سادة على أعتاب تلك المرحلة المخيفة التى تتصاعد بقوة وبشكل يدعو إلى الشك والريبة إلى الحد الذى يكاد يقنعك بأننا على أعتاب «مؤامرة» متكاملة الأركان لا تعرف أى منطق ولا تؤدى إلى معرفة أى مستفيد نهائى.
نحن فى خطر عظيم!!







