تعتبر دول آسيا النامية أكبر المتضررين من أزمات أوروبا والولايات المتحدة، حيث يعتمد نموها الاقتصادى بنحو 50% على الصادرات للخارج خاصة لدول الغرب.
وبعد سنوات من النمو السريع يرى بنك التنمية الآسيوى إن المنطقة يجب أن تستعد لفترة طويلة من النمو المعتدل فى ظل الركود الذى يخيم على الطلب العالمي.
وقال تشانج يونج ري، خبير اقتصادى فى البنك، إن دول آسيا النامية عليها التكيف مع بيئة النمو المعتدل وأن تقلل اعتمادها على الصادارت وتعيد التكييف لمصادر النمو لديها وتزيد من كفاءتها وإنتاجيتها.
وتوقع البنك أن يتراجع الناتج المحلى الإجمالى للمنطقة إلى 6.1% فى 2012، وإلى 6.7% فى 2013، مقارنة بـ 7.2% فى 2011.
ويحبط التباطؤ فى اقتصادات العملاقتين، الصين والهند، تزامنا مع التباطؤ العالمي، التوقعات المتفائلة بشأن المنطقة.
وأوضح تقرير لبنك التنمية الآسيوى أن أزمة الديون السيادية الحالية فى أوروبا والخلاف بشأن الموازنة الأمريكية قد يكون له آثار كارثية على بقية العالم خاصة منطقة آسيا الناشئة.
وذكر التقرير أن التباطؤ المتوقع سوف يخفف فى الأغلب ضغوط الأسعار، وأن يتراجع التضخم من 5.9% فى 2011 إلى 4.2% فى 2012 و2013، فى حال عدم زيادة الأسعار العالمية للغذاء والوقود.
وتنبأ البنك بأن ينمو الاقتصاد الصينى بنسة 7.7% هذا العام و8.1% فى 2013، وهو ما يعد انخفاضا كبيرا مقارنة بـ 9.3% فى 2011.
كما أن التباطؤ الصينى سوف يعكس أثراً سلبياً على دول شرق آسيا التى تعانى انخفاض الصدارات داخل المنطقة وخارجها، ويتوقع أن ينمو اقتصاد هذه الدول بنسبة 5.6% فى 2012، ويرتفع قليلا فى 2013 إلى 2013.
وتوقع البنك انخفاض الناتج المحلى فى الهند إلى 5.6% فى 2012 مقابل 6.5% فى 2011، وتعافيه بشكل طفيف فى 2013 إلى 6.7%.
ويرجع السبب وراء هذه النظرة إلى ضعف الطلب على الاستثمارات الذى يتوقع ان يتسبب فى تباطؤ دول جنوب آسيا إلى 5.6% و6.4% فى 2012 و2013 على التوالي.
كما يتوقع أن يتسارع النمو فى جنوب شرق آسيا إلى أكثر قليلا من 5% فى 2012، بفضل تعافى تايلاند من آثار فيضان 2011، ودفع الارتفاع فى الإنفاق الحكومى النمو فى ماليزيا والفلبين، كما أن انتعاش الاستثمارات والاستهلاك الخاص فى المنطقة، بالإضافة إلى انحسار الضغوط التضخمية.
وتمتلك دول آسيا الناشئة مساحة كافية لاستخدام الادوات النقدية والمالية فى حال وقوع أى صدمة قوية، وتحتاج تكثيف الجهود فى المدى المتوسط لمعالجة تراجع الطلب الخارجي، وقد يساعد تطوير قطاع خدمات حيوى فى تنويع مصادر النمو الاقتصادى فى المنطقة.
اعداد: ربيع البنا ورحمة عد العزيز ونهى مكرم







