جدد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد مطالبة الرئاسة بإطلاق حوار وطنى جاد، يقوم على أجندة محددة وأن يكون متوازنا مع الالتزام بنتائجه، وعدم تحويله إلى حوار اعلامى للادعاء بأن هناك حواراً وطنياً يجرى فى البلاد.
وقال فى حوار مع «البورصة» إن خطابات الرئيس محمد مرسى، وآخرها خطاب مجلس الشورى، تفتقد الشفافية والمصارحة مع الشعب المصري، والاعتراف بأن هناك أزمة حقيقية فى الشأنين السياسى والاقتصادي.
أضاف أن الوفد قرر دخول الانتخابات البرلمانية القادمة فى قائمة موحدة بالتحالف مع جبهة الانقاذ الوطنى، واستبعد أن يحوز حزب الحرية والعدالة على الأغلبية البرلمانية مرة أخرى، فى ظل الأخطاء السياسية الواضحة التى ارتكبها منذ وصوله إلى سدة الحكم، إلا أنه سيحوز الأكثرية بسبب قوة تنظيمه وتبعيته لجماعة عقائدية فى الأساس مما يمنحهم قوة وإصراراً كبيرين.
ووصف الوضع الاقتصادى الذى تمر به البلاد حاليا بالسيئ جدا وان الاحتياطى النقدى يكفى الواردات لفترة لا تزيد على 4 أشهر فقط، مما يستلزم ضرورة وضع خارطة طريق واضحة سواء سياسية او اقتصادية.
كيف ترى المشهد السياسى الراهن؟
ــ هو مشهد مرتبك ملىء بالأخطاء السياسية التى تسبب فيها الرئيس محمد مرسى وحزب الحرية والعدالة، الذين اتبعوا سياسات تفتقد الشفافية، رغم أننا فى مرحلة مهمة ينبغى أن تقوم على المصارحة الوطنية حتى تحدث المصالحة المنشودة بين جميع أبناء الوطن وفصائله المختلفة، ويجب ان تعترف مؤسسة الرئاسة أن البلاد تمر بأزمة حقيقية، وأن المجتمع انشق إلى نصفين، وهو الانشقاق الذى تسبب فيه الرئيس مرسى باصداره الاعلان الدستورى، والذى كان سببا فى انسحابى من الجمعية التأسيسية للدستور، لأنه اعلان ديكتاتورى يرفض من خلاله التوافق مع القوى الوطنية.
إذن برأيك ما السبيل للخروج من الأزمة التى تمر بها البلاد وأثرت بالسلب على الوضع الاقتصادى؟
ــ لابد أن يكون هناك حوار وطنى جاد مبنى على أسس واضحة المعالم، وأن يكون هناك جدول أعمال هدفه الوحيد مصلحة الوطن، على أن يكون حوارا متوازنا من حيث الحضور، بمعنى ألا تدعوا الرئاسة إلى هذا الحوار خمسين شخصا يميلون لتيار معين ومن التيار الآخر المعارض لسياسات النظام عشرة أشخاص مثلا، لأن نتيجة مثل هذه الحوارات لن تسفر عن شىء ونتيجتها محسومة مسبقا.
كما يجب ألا يكون هدف الحوار هو الظهور الاعلامى والتأكيد للمجتمع بأن هناك حوارات وطنية تجرى فى البلاد، كما يجب أن تعلم جماعة الإخوان المسلمين أنه لا يمكن لحزب واحد ان ينهض بالبلد منفردا لأن الأزمة اكبر من أن يتحملها فصيل واحد.
وإذا تحققت هذه الأمور فليس لدينا مانع من الدخول فى حوار وطنى مع مؤسسة الرئاسة.
ألا ترى أن دور حزب الوفد تراجع ولم يعد فعالاً فى الشارع السياسى؟
ــ بالفعل تراجع دور الحزب بشكل كبير فى الفترة السابقة، شأنه فى ذلك شأن باقى الأحزاب المصرية، وهى نتيجة طبيعية للنظام الديكتاتورى الذى كان يحكم مصر على مدار عشرات السنين، وعمل على محاربة المعارضة واضعافها، وهو ما نعمل على تداركه بعد الثورة لاستعادة مكانة الوفد مرة أخرى.
كيف سيتعامل نواب الوفد فى مجلس الشورى مع تغيير صلاحيات المجلس وانتقال سلطة التشريع اليه مؤقتاً؟
ــ لقد أصدرت قراراً بتشكيل لجنة لتقديم الدعم السياسى والقانونى للهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشورى وذلك بالتنسيق مع السكرتارية العامة للوفد ووكيل مجلس الشورى الوفدى ورئيس الهيئة البرلمانية فى مجلس الشورى وتضم اللجنة الدكتور عبد السند يمامى والدكتور عبدالله المغازى والمستشار بهجت الحسامى.
هل قرر الوفد دخول الانتخابات البرلمانية القادمة ضمن جبهة الإنقاذ.. وما المقاعد التى تستهدفون الحصول عليها؟
ــ نعم سيتحالف الوفد مع جبهة الإنقاذ فى قائمة موحدة، وأعتقد أن حظوظنا ستكون جيدة خاصة بعد تراجع شعبية الإخوان فى الشارع.
أى أنك تقر بأن الإخوان سيحصلون على الأكثرية فى الانتخابات المقبلة؟
ــ بالطبع، فهم الأكثر تنظيما وتواجدا فى الشارع، كما تتميز جماعة الإخوان المسلمين واعضاؤها بالعقيدة، فهم ليسوا جماعة سياسية فحسب ولكنهم ايضا جماعة عقائدية، مما يمنحهم قوة واصرارا وإرادة.
ولكن تقييم أدائهم السياسى بعد حصولهم على الأغلبية البرلمانية السابقة ووصولهم إلى سدة الحكم أظهر أخطاءهم المتتالية مما ادى إلى تراجع شعبيتهم بشكل كبير لدى المواطن المصرى البسيط.
ما المواد التى تعترضون عليها فى الدستور وستسعون إلى تغييرها فى البرلمان المقبل؟
ــ الجبهة تسعى فى الأساس إلى اسقاط الدستور بالكامل لأنه لم يتم إقراره بناء على توافق وطنى، واذا لم نستطع اسقاطه سنعمل على تعديل ما لا يقل عن عشرين مادة محل خلاف فى الدستور، وهى مواد تم اجحافها بعد انسحاب الليبراليين من الجمعية التأسيسية.
ما رأيك فى خطاب الرئيس مرسى الأخير؟
ــ أنا لم اشاهده ولكننى قرأته، وهو كالعادة يفتقد إلى الكثير من الشفافية والمصارحة مع الشعب المصرى.
لكن الخطاب حمل تطمينات بخصوص الوضع الاقتصادى؟
ــ هذه ليست تطمينات لأن أى شخص يعرف القليل فى الاقتصاد يعلم اننا نمر بأزمة حقيقية فالوضع الاقتصادى سيئ جدا فمثلا عجز الموازنة مرشح للوصول إلى 200 مليار جنيه العام المالى الحالي، والبنك المركزى عاجز عن سد الفجوة بـ 80 مليار جنيه مما يؤدى إلى عدم الامان الاقتصادى إذا استمر الوضع على ما هو عليه وفى نفس الوقت الاحتياطى النقدى انخفض إلى ما دون 15 مليار دولار، بما يعادل واردات مصر فى ثلاث إلى أربعة شهور.
والحل من وجهة نظرى أن تكون هناك رؤية اقتصادية وسياسية اى خارطة طريق واضحة.
هل توافق على حصول حزب الوفد على حقائب وزارية فى حكومة ما بعد البرلمان، وكيف تتوقع التشكيل الوزارى المقبل؟
ـ أعتقد انها ستكون وزارة ائتلافية، إلا أن الوفد لن يشارك فى الوزارة بشكل هامشى أوكرتوني، بمعنى منح الحزب وزارتين هامشيتين ليس لهما دور فعال فى الحكومة، وإنما نوافق حال كانت لنا الاكثرية البرلمانية وهو أمر مستبعد فى هذه الدورة خاصة أن الحزب مر بمرحلة ضعف كبيرة فى الفترة الماضية لان الوضع السياسى العام فى مصر كان ديكتاتورياً وقاتلاً للمعارضة، وبدأ الحزب فى محاولة استرداد عافيته، ونتمنى ان يكون الأكثر شعبية فى الفترة القادمة.
هل من الممكن أن يتحالف حزب الوفد مع حزب الحرية والعدالة؟
ــ الوفد لا يدخل فى تحالفات مع أى جماعات سياسية إسلامية فقد رفضنا وعوداً من الإخوان فى الانتخابات البرلمانية السابقة، كما رفضنا أيضا المشاركة فى الحكومة وحركة المحافظين، فالحزب لا يدخل فى صفقات مع أحد فى مقابل الحصول على مقاعد برلمانية أو الحصول على حقائب وزارية وإنما نعمل للصالح الوطنى العام.
هل ترى أن الحريات تتعرض لأزمة فى الوقت الحالى؟
ــ مصر تعيش فى الوقت الراهن صراعاً حول الحرية، فرغم مساوئ النظام السابق إلا أنه كان يقبل النقد، بينما تسيطر نظرية المؤامرة على النظام الحالي، فلا يقبل نقدا، ليتم اختزال الديمقراطية من وجهة نظرهم فى صناديق الاقتراع فقط، رغم أنها تقوم على وجود معارضة قوية.
وأستطيع أن أصف ما يجرى حاليا بأنه ارهاب فكرى للمعارضين وهو مؤشر على انخفاض شعبية الإخوان، وينبئ بانخفاض حصتهم فى البرلمان القادم، إلا أنهم سيظلون أصحاب الأكثرية.
البعض انتقد جبهة الإنقاذ لأنها ضمت بين عضويتها السيد البدوى.. لماذا من وجهة نظرك؟
ــ بعض التيارات اليسارية لم تستوعب دخول الوفد فى التحالف الديمقراطى مع الإخوان اثناء الانتخابات البرلمانية الماضية قبل انسحابنا من التحالف، كما لم تستوعب بقاءنا فى تشكيل الجمعية التأسيسية رغم أن الدعوة لتشكيل متوازن للجمعية التأسيسية صيغت داخل الوفد «بيت الأمة»، وبمبادرة من شخصيات وطنية طلبت منى أن يضطلع الوفد بهذه المهمة، وعندما انسحبوا من الجمعية التأسيسية توقعوا أننا سننسحب مثلهم، فى حين أننى أمثل حزبا له تاريخ عريق، وعندما صدر الاعلان الدستورى كان هذا سببا كافيا للانسحاب من التأسيسية بعد أن وجدنا أننا أمام تيار لا يحسن إدارة أمور البلاد.
حوار – نرفانا وجيه








