توقع محمود السقا، مدير عام الائتمان بالبنك العربى الافريقى الدولى ان يكون عام 2013 بداية الانطلاق الحقيقية للاقتصاد المصرى، الذى سيشهد نهضة سريعة بعد اكثر من عامين من التباطؤ الاقتصادى الذى اعقب الاحداث السياسية التى شهدتها مصر.
أشار السقا في حوار مع «البورصة» إلى أن محفظة البنك الائتمانية تبلغ حاليا 4 مليارات دولار وإنه يتم مراجعة ميزانية البنك كل ثلاثة شهور لتحديد مستهدفات كل مرحلة ولم يصل البنك حتى الآن إلى الحدود القصوى فى تمويل أى قطاعات والقاعدة الرأسمالية التى تتخطى حاليا 800 مليون دولار تسمح له بالتوسع فى تمويل اى عميل.
«الاحداث السياسية دفعت الطلب على التمويل للتراجع نتيجة الحذر والتحوط الذى اتخذه المستثمرون لحين استقرار الاوضاع ما أدى إلى ارتفاع كبير بالسيولة لدى الجهاز المصرفى يساعدها على ضخ اى تمويل مطلوب».
أضاف أن البنوك متفتحة ولديها رغبة فى التمويل بشرط توافر الجدوى الاقتصادية والجدارة الائتمانية للمشروعات الجديدة ولدينا استعداد للمساهمة فى تمويل المشروعات التى تحتاج إلى قروض طويلة الاجل، مؤكداً أن البنك مول العديد من المشروعات طويلة الاجل لاسيما قطاع البترول.
قال السقا إن البنك انتهى من تأسيس شركة العربى الافريقى للتأجير التمويلى وسيتم تفعيلها العام المقبل وفقا لمدى قدرة السوق على الاستيعاب وتسببت الاحداث السياسية التى مرت بها مصر في تأخير بدء نشاطها وهى مملوكة بالكامل للبنك العربى الافريقى الدولى.
«تخطينا المرحلة الاصعب ولن تسوء الامور اكثر ولدينا تفاؤل بمستقبل الاقتصاد والمستثمرون لديهم شغف للاستثمار فى مصر والمهم هو استقرار الاوضاع السياسية والامنية».
واكد علي أن القطاع المصرفى عاد إلى التوسع التدريجى فى الاقراض وتمويل المشاريع، مشيراً إلي أنهم يدرسون عدة تمويلات جديدة فى عدة قطاعات مختلفة وسيوقع البنك خلال الشهر المقبل قرضا لصالح شركة الصناعات الكيماوية المصرية ” كيما ” ويشارك فى ترتيبه بنوك الاهلى المصرى ومصر والقاهرة والتجارى الدولى والأهلى سوسيتيه جنرال.
وتوجه حصيلته لتمويل انشاء خطين لانتاج الامونيا واليوريا بمحافظة اسوان وتبلغ قيمة التمويل الاجمالية نحو 444 مليون دولار تمثل 56.4% من اجمالى التكلفة الاستثمارية للمشروع.
أكد أن مشروعات البنية التحتية والشراكة مع القطاع الخاص من أكثر المشروعات الجاذبة للتمويل البنكى، لكونها مشروعات تنموية ومدرة للعائد، متوقعا مزيداً من الطلب عليها.
أضاف أن القطاع المصرفى استطاع أن يتجاوز المرحلة الأصعب من تداعيات الثورة بعد ان فرضت الاحداث طوقاً احترازياً على نشاط التمويل وساعدنا عملاءنا القدامى لتخطى تداعيات الأزمة.
قال إن البنوك حاليا فى وضع جيد والثقة فى مصر من قبل المستثمرين بدأت تعود إلى عهدها وستبدأ مصر فى الانطلاق مرة اخرى بداية العام المقبل وسيولة البنوك ستلعب دوراً رئيسياً فى دعم الاقتصاد مستقبلا.
السقا كشف عن أن بنكه سيقدم منتجات مصرفية اسلامية فى حال ارتفاع الطلب عليها وأنهم ينتظرون توجهات البنك المركزى بشأن منح رخص للبنوك التقليدية وسيوفر اى منتج عليه اقبال ومطلوب فى السوق.
«البنك ينظر إلى ظروف السوق بشأن التوسعات المستقبلية ويقوم بمراجعة ربع سنوية للموازنة لوضع آليات المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن هناك العديد من طلبات التمويل لدى البنك التى مازالت تحت الدراسة».
أضاف: مصر بحاجة إلى مشروعات كثيرة فى مجال البنية التحتية واحياء مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص باشكالها المختلفة وسيكون امام البنوك فرصة لضخ التمويل وتوظيف السيولة ونتوقع ان تشهد الايام المقبلة تطورا فى هذا الملف والبنك لديه استعداد للمشاركة فى تمويل مستشفيات جامعة الاسكندرية.
ويري السقا أن قطاع البترول حيوى والبنك العربى الافريقى قدم تمويلات للقطاع بعد الثورة ومستعد لدراسة اى طلبات للهيئة العامة للبترول ولكنها لم تتقدم بأى طلبات بعد الثورة للاقتراض من البنك وسبق أن قدم تمويلات كبيرة لها خلال السنوات الماضية ويري أنها تمتلك الجدارة الائتمانية للسداد.
وقال إن الشركات ارجأت طرح سندات فى السوق بعد الاحداث السياسية نتيجة ارتفاع العائد بشكل قياسى والذي يعد غير مناسب للاستثمار – حالياً – لكن فرضته «الظروف والاوضاع المحيطة، متوقعا تحسنه، لافتا إلى أن العلاقه بين العميل والبنك ليست متوقفة على العائد ولكنه بالتأكيد من المحفزات الواجب الاهتمام بها».
«الظروف الاقتصادية هى المتحكم فى سعر العائد الآن وتوسع الحكومة فى طرح ادوات الدين الحكومية مع المخاطر الائتمانية المرتفعة وتراجع التصنيف الائتمانى دفع العائد للارتفاع بشكل ملحوظ».
أشار إلى أن اصدار اذون خزانة بالعملات الاجنبية مفيد للدولة ويقلل تكلفة الدين واتجاه الحكومة لطرح اذون باليورو جيد ومطلوب ويغطى جزءاً من عجز الموازنة، ولكنه لابد أن يكون على المدى القصير كى تتمكن الدولة من السيطرة على أعباء الدين.
قال إن البنك يدرس اطلاق صناديق استثمار جديدة ولكن وفقا لمتطلبات السوق، مشيرا إلى أن العربى الأفريقى لديه عدة صناديق استثمار تعمل بشكل جيد فالبنك يمتلك صندوق نقدى “جمان” وصندوق “جذور” يستثمر فى ادوات الدخل الثابت وصندوق “شيلد”، نافيا اتجاه البنك للمساهمة فى عدد من الشركات، مشيرا إلى أن البنك لا يبحث المساهمة فى استثمارات مباشرة جديدة بقدر اهتمامه بالتوسع فى نشاط ا






