يتدفق مديرو الصناديق نحو الشرق الأوسط نتيجة لانجذابهم لأموال البترول التى تذهب إلى الكثير من صناديق الثروة السيادية فى المنطقة.
وتأتى 88% من الأصول تحت الإدارة فى دول مجلس التعاون الخليجى التى تبلغ حوالى مليارى دولار من صناديق الثروة السيادية، ويجد مديرو الصناديق الغربية فرصة كبيرة ومتنامية فى حجم الأصول وقلة الخبرة فى المنطقة.
وقال جاى بيتش، مدير فى شركة «آى إم آر» التى تساعد الشركات البريطانية على تسويق نفسها إلى صناديق الثروة السيادية، إنه لا يوجد فى المنطقة عروض قوية لإدارة الاستثمارات، لذا فهم يتجهون نحو المدراء الأجانب.وفى نفس الوقت يقول نيك تولتشارد، مدير منطقة الشرق الأوسط فى شركة «إنفيسكو»، إن المنافسة شديدة، فالعالم بأكمله يتشوق للعمل معهم نظرا لوجود أنواع كثيرة من الأصول أمامهم، مضيفا أن صناديق الثروة السيادية تتخير أفضل أنواع المنتجات عالميا.
وهذا يعنى أن مديرى الصناديق عليهم اختيار طريقة تسويق أنفسهم بعناية، ويجب أن يكون فيها قليل من الوساطة وكثير من بناء العلاقات.
وقال سامى العيد، مدير علاقات العملاء لدى شركة “ديكسيا” لإدارة الأصول، إن الأمر كله يتعلق بالقدرة على التواصل، مضيفا أن صناديق إدارة الاستثمارات قد تكون أمامها عدة سنوات قبل اختيارها لإدارة أصولهم.
وبينما يركز العديد من المستثمرين الغربيين على فئة بعينها من الأصول، تعمل صناديق الثروة السيادية الكبرى على مجموعة كبيرة من الأصول التى يجب على مديرى الصناديق اختبارها بأنفسهم. وهذا يعنى أنه يجب على مديرى الصناديق بناء العديد من العلاقات.
وأضاف العيد أن صندوق الثروة السيادى قد يتكون من عدة أقسام مثل الدخل الثابت أو الأسهم الأمريكية أو استثمارات الأسواق الناشئة، وكل قسم منهم قد يكون فى حجم شركة استثمارية مكتملة. ويعتقد بيتش أنه من الممكن بناء علاقات وثيقة من خلال السفر بشكل منتظم إلى المنطقة، بينما افتتاح مقرات فى المنطقة لا يكون ميزة بالضرورة.
وأشار صندوق “بارينج” لإدارة الأصول الذى يدير محافظ فى الأسواق الناشئة لحساب عملاء فى الشرق الأوسط إلى أن الاتصال بين صناديق الثروة وكبار مديرى الصناديق يتم على مستوى عالمى وبالتالى تنعقد الاجتماعات فى أى مكان وليس بالضرورة فى المنطقة.
وقال العيد إنه يجب الاتصال وزيارة صناديق الثروة السيادية بشكل منتظم وإبقاؤهم على إطلاع على المنتجات والتطورات الاقتصادية.
وأضاف أن صناديق الثروة السيادية أصبحت أكثر انتقائية، وتخلت عن التعامل مع العديد من مديرى الصناديق الذين لم يحققوا مستويات أرباح جديدة على مدار ثلاث سنوات وخاصة فى استثمارات الأسواق الناشئة. وأوضح بيتش أنه بالرغم من سهولة وصول الأسماء المشهورة فى عالم إدارة الاستثمارات إلى صناديق الثروة، فإن الأسماء الأصغر بإمكانها أيضا إثارة انتباههم إذا كان لديها تاريخ قوى فى تحقيق الأرباح.
ومع ذلك، لا تقتصر القصة فى الشرق الأوسط على صناديق الثروة السيادية فقط، فهناك ما يقرب من 200 مليار دولار فى صورة أصول تمتلكها مؤسسة مثل البنوك المركزية والبنوك متعددة الجنسيات والبنوك المحلية وشركات التأمين والشركات الاستشارية المستقلة.
اعداد: رحمة عبد العزيز








