رأت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن عدوى مكافحة التمييز بسبب النوع أو اللون أو العرق أخذت تنتشر عبر مجتمعات العالم المختلفة.
ولفتت الصحيفة -في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الأربعاء- إلى تعاون الناشطات في مجال مكافحة التمييز بسبب النوع في كل من أيرلندا ومصر والهند وغيرها ضد العنف الجنسي الذي باتت تعانيه المرأة في تلك المجتمعات أكثر من ذي قبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الناشطات أخذن في تنظيم أنفسهن في تلك المجتمعات على اختلاف ثقافاتها لاتخاذ موقف ضد التشريعات البالية التي تميز بين الناس على أساس النوع.
وقالت إن المرأة في مجتمعات العالم المختلفة باتت تعاني في الآونة الأخيرة من ثقافة التحرش على نحو غير مسبوق، الأمر الذي دفعها إلى التفكير في مجابهة هذه الثقافة أيضا بطرق غير مسبوقة.
وعزت “الجارديان” لمعان نجم ثقافة التمييز في الآونة الأخيرة حول العالم إلى رياح الاضطراب الاجتماعي والسياسي التي عصفت بأوروبا وأمريكا والشرق الأوسط, قائلة إن مثل هذه الاضطرابات الاجتماعية تنعكس أول ما تنعكس على الأقليات والمهاجرين والملونين والسيدات والفتيات.
وقالت الصحيفة إن التمييز على أساس النوع عادة ما يتم استخدامه لتخفيف حدة التوتر في أوقات الاضطرابات الاجتماعية، مشيرة إلى أن هذا التمييز يأخذ أشكالا مختلفة باختلاف قيم المجتمع الذي يعاني اضطرابا.
ولفتت “الجارديان” إلى أن التنظيم وشجاعة المواجهة هي ظاهرة تنتقل كالعدوى على غرار الربيع العربي، مشيرة إلى أن الحركات المحلية في كل دولة أخذت, على الرغم من عدم وجود رابط ظاهر بينها, في تبادل المعلومات واكتساب الشجاعة من تجارب الآخرين في صراعهم، وهكذا بدأ كفاح التمييز ضد المرأة في الانتشار عبر الإنترنت وعبر شبكات التضامن التي تتطور على نحو سريع, على خلاف الطرق التقليدية.
وقالت الصحيفة البريطانية إن المدهش بشأن هذه الحركات النسائية الجديدة هو استقلاليتها، فهي تنمو وتتطور من تلقاء نفسها خارج دائرة المنظمات الأهلية وغيرها من القنوات التي كان يتعين في السابق على مثل هذه الأنشطة السير في أطرها.
واعتبرت الصحيفة هذه النزعة الاستقلالية لتلك الحركات بمثابة شبه اتفاق فيما بينها على تراجع الإيمان بقدرة الحكومات وقوات الشرطة في التعامل مع ثقافة التمييز, مشيرة إلى أن قوائم المطالب لا تزال تبدأ بتعديل القانون, ومؤكدة أن السيدات لم يعد في طوقهن الانتظار والصبر حتى يقوم القضاء والشرطة بتعديل القوانين والتشريعات.
ورأت “الجارديان” أنه مع تعذر التكهن بمدة استمرار حالة الاضطراب الراهنة، فإن أعضاء المجتمعات عندما يكافحون التمييز فهم في الحقيقة لا يكافحون فقط الحكومات أو قوات الشرطة أو المنظمات الدينية أو الأغراب بقدر ما يكافحون كذلك تعصب محبيهم وزملائهم وأصدقائهم وأفراد عائلاتهم ممن باتوا غير قادرين على التفاهم معهم.
واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن المسألة تتطلب شجاعة خاصة لطرح عباءة الخزي والحرج ورفض التمييز لدرجة المغامرة بالتعرض للخطر من أجل مستقبل أفضل.
أ ش أ








