كشف مسئول في وزارة المالية عن عدم اقتناع بعثة صندوق النقد الدولي التي تزور القاهرة حالياً للتفاوض حول قرض بقيمة 4.8 مليار دولار بالنسخة الأخيرة من البرنامج الاقتصادي المرافق للقرض.
وقال المسئول لـ«البورصة» إن البعثة فوجئت بمدي تردي الأوضاع الاقتصادية لمصر وطلبت إجراءات اصلاح اقتصادي أقوي من المعروض عليها لمعالجة مشكلات الاقتصاد المصري المستفحلة.
وينتظر أن يمتد عمل بعثة صندوق النقد الدولي الي الاسبوع المقبل، وقال المسئول إن موقف الصندوق من القرض سيتحدد آنذاك.
وتخوض مصر مفاوضات متعثرة مع صندوق النقد الدولي منذ أغسطس الماضي للحصول علي قرض بقيمة 4.8 مليار دولار يعد شرطاً أساسياً لحصولها علي مزيد من المساعدات الدولية.
من ناحية أخري دخلت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين أشتون التي زارت مصر اليومين الماضيين علي خط المفاوضات مع الصندوق، وصرحت أمس بأن الاتحاد الأوروبي سوف يبذل كل جهوده لتيسير حصول مصر علي قرض صندوق النقد الدولي، واصفة زيارتها بأنها جزء من جهود الاتحاد الأوروبي الجارية لدعم التحول الديمقراطي والاقتصادي في مصر.
لكنها قالت إن هناك ضرورة ملحة لإجراء تصالح سياسي جاد يساهم بدوره في حصول مصر علي قرض صندوق النقد الدولي وعودة النشاط الاستثماري والانتعاش الاقتصادي لمصر.
ونقل عنها الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور قولها “مصر منجم ذهب لا يمكن إهماله وتتمتع بكفاءات في جميع المجالات” ضمن كلمة ألقاها بالجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي لحزب التيار الشعبي.
وتسعي الحكومة حاليا للتفاوض بشأن فتح خطوط ائتمانية من دول ومؤسسات مالية ومساعدات من دول عربية لسد الفجوة التمويلية البالغة 20 مليار دولار.
من ناحية أخري، نفت رشا ساري، المتحدث الإعلامي للاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية بالقاهرة، لـ«البورصة»، ما تداولته الأنباء حول وقف البرلمان الأوروبي مساعدات لمصر بقيمة 5 مليارات يورو منها 500 مليون يورو تتعلق باتفاقية صندوق النقد الدولي، مشيرة إلي أن البرلمان لم يصدر أي قرار من شأنه وقف المساعدات، لكنه أصدر بياناً أبدي فيه قلقه من الوضع السياسي المتأزم في مصر.
و قال محمد موسي، عضو المكتب التنفيذي لحزب المؤتمر لـ «البورصة»، إن عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني عرض خلال لقائه بـ «كاثرين آشتون» رؤية القوي المعارضة وتطورات الأزمة السياسية، داعياً الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر وتيسير سبل الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي من خلال إعطائها شهادة دولية تؤكد أهليتها للاستثمار وضخ الأموال فيها، فضلاً عن التأكيد علي دور الاتحاد الأوروبي مستقبلاً لمساعدة مصر اقتصادياً.
وطالب موسي الاتحاد الأوروبي بدعم الاقتصاد المصري من خلال عقد مؤتمر دولي لتعبئة رؤوس الأموال والاستثمارات لمصر مما يساعد تنشيط السياحة والاقتصاد، رافضاً مبدأ الوساطة الأجنبية بين القوي السياسية المعارضة والنظام الحاكم.
وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ الوطني، إنه أخبر كاثرين بعدم فائدة قرض صندوق النقد الدولي إذا كان سيتم إقراره من أجل سد الديون وعجز الميزانية وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، أما إذا كان سيأتي من أجل دعم الصناعة وإنشاء المصانع، وزيادة الاستثمار، فمرحباً به علي الفور، مؤكداً أن مصر ليست مستعدة لكي تدفع أجيالها القادمة ثمن فشل الحكومة الحالية.








