حيثما وجدت الأرقام فإن الدكتورة مناهل ثابت حاضرة فيها ابتداء من الرياضيات الكمية والهندسة المالية إلي تجارة الأسهم والخدمات الاستشارية.
«لا أحب المجازفة سوي في معادلاتي الرياضية، فأنا حينها لا أضر أحداً وإذا فشلت يكون ذلك علي أساس نظري فقط»
«أنحني احتراماً إلي إنجازات النساء في دول الخليج وأعتقد أن النساء العصاميات اللواتي ظهرن في السنوات العشر الأخيرة يثرن الإعجاب حقاً»
بالنسبة إلي الدكتورة مناهل ثابت ، ليس هناك من شيء مستحيل وبقدر ما تسعفها الذاكرة، فقد كان لدي خبيرة الاقتصاد والعالمة المتحمسة البالغة 33 عاماً، أحلام أكبر مما يمكن لعقلها «ولعائلتها اليمنية المتواضعة» أن يستوعبها وبالرغم من تلاشي طموحاتها بأن تصبح عالمة فلك بعد أن اصطدمت بالواقع لاتزال الدكتورة ثابت تواصل أحلامها دون أن يعيقها شيء واليوم، تعد هذه السيدة اليمنية، التي تفخر بحصولها علي معدل ذكاء 168، أصغر امرأة عربية بل الوحيدة التي تنال درجة الدكتوراة في الهندسة المالية وفيما تعمل الآن علي نيل درجة الدكتوراة الثانية لكن في الرياضيات الكمية هذه المرة استطاعت هذه المرأة التي لقبت بـ«نابغة العام»، وممثلة قارة آسيا في دليل النبوغ العالمي، أن تقهر المستحيل، إذ تقول: «لم أستطع الذهاب إلي الفضاء الخارجي» فحسب فهذه المرأة العربية الموهوبة لديها نهم لا يتوقف حيال الأرقام وحافز قوي كي تشارك العالم بما لديها من معرفة لذا قامت الدكتورة ثابت بتأسيس شركة «سمارت تيبس ـ Smart tips» للاستشارات في دبي، والتي تختص بإعادة الهيكلة المالية.
وتقدم «سمارت تيبس»، التي أطلقت في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، دعماً ملائماً للتغلب علي المصاعب المالية والهيكلية ومن خلال توفير 4 خدمات رئيسية: الاستشارة ودراسة الجدوي والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات وقد تنامت قوة الشركة الاستشارية التي تربطها علاقة مميزة مع شركات رفيعة المستوي، منها: «أجيل تكنولوجيز ـ Agile Technologies» خبراء المنتجات المالية، و«مور ستيفنز ـ Moore stephens» الشبكة العالمية للمحاسبة والاستشارات وبالانطلاق سريعاً مع قائمة عملاء ممتدة كامتداد المهارات التي تملكها الدكتورة ثابت، أصبحت «سمارت تيبس» اليوم تضم عملاء من شركات عائلية وأخري تابعة لجهات حكومية وأثرياء من دول الإمارات والسعودية وقطر.
وبالرغم من إحجامها عن الإفصاح عن أرقام الشركة لأي أحد سوي المساهمين المحتملين، فإن المرأة التي تعد علم الفلك من الهوايات المحببة لديها، توضح أن «سمارت تيبس» تمتاز بأداء مالي جيد قائلة: «إنها شركة بلا ديون، وفيما يتعلق بنمو الأرباح، فقد تجاوزنا اليوم ولأول مرة منذ انطلاقنا نسبة 175%» ونظراً لاحتوائها علي 25 موظفاً، أو فرداً في العائلة، كما يحلو للدكتورة ثابت تسميتهم إذ تري أنهم يعملون معها وليس عندها بالإضافة إلي التعاقد مع أكثر من 100 خبير مهني لتلبية احتياجات المشروعات المختلفة، نجد أن «سمارت تيبس» لا تفتقر إلي القوي العاملة أو الكفاءات العقلية كي تتمكن من إعادة تنظيم الأوضاع المالية في المنطقة.
ولدي استذكارها للفترة التي قادت إلي تأسيس «سمارت تيبس»، تقول الدكتورة ثابت، التي تترأس شركة «آي كوستشن ـ iqustion» لأصحاب معدلات الذكاء المرتفعة والتي تعمل نائباً لرئيس «الشبكة العالمية للذكاء ـ World intelligence Network» إنها شعرت بأن ثمة عاصفة مالية علي وشك الحدوث وبعد أن عملت لدي بنك أبو ظبي فور وصولها إلي دبي قبل 12 عاما قررت مناهل أن تعتمد علي نفسها إذ دخلت عالم تجارة الأسهم وأحرزت نجاحاً مدوياً وبعد أن حازت علي لقب «ملكة البورصة» بين أقرانها، صدم العديد من تجارب الأسهم بأن السيدة المولعة بالفيزياء الكمية قد انسحبت في ذروة نجاحها.
وبما أنها من النساء المتعلقات بعلم الحساب، لا تترك الدكتورة ثابت أي شيء للصدفة، فهي تؤكد بالقول: «لا أحب المجازفة سوي في معادلاتي الرياضية، فأنا حينها لا أضر أحداً، وإذا فشلت يكون ذلك علي أساس نظري فقط.
وبغية التخلص من المخاطر «الواقعية» انسحب الدكتورة ثابت من أسواق البورصة قبل أشهر من انهيارها المذهل تقول: «كان الناس يتساءلون عن سبب انسحابي» واعتقدوا أنني اتخذت أسوأ قرار في حياتي، لكن قلت لهم: كلا من المحال أن أكون مخطئة»، وفي حين يتعامل معظم المحللين مع سوق الأسهم من منظور اقتصادي أي بالعرض والطلب فإن هذه المهندسة المالية تعتمد استخدام الأساليب الكمية ما أسهم في حمايتها من تكبد خسائر مالية فادحة.
إن التحول من مجال العلوم إلي عالم الشركات لم يضع نهاية لمساعي الدكتورة ثابت العلمية ومن خلال التمويل الذاتي لبحوثها المبنية علي تحليل نتائج المشروعات التي تديرها عبر «سمارت تيبس» تواصل إسهامات الدكتورة ثابت في العلوم الحديثة بإثارة الإعجاب.
تشرح قائلة: «أنا من بين النساء العرب القلائل اللواتي دخلن مجال الرياضيات الكمية، وقد قام العديد من الجامعات بتبني بحوثي لغايات التطوير».
ربما كان السبب الذي يدفع بالدكتورة ثابت إلي التواضع هو ضخامة العمل الذي ما يزال عليها القيام به في فهم حقائق الكون، غير أن الشهادات التي يدلي بها أقرانها تزخر بمديحها وبالنسبة إلي اللورد غراهام باول، إحدي الشخصيات البارزة في الشبكة العالمية للذكاء فإن الدكتورة ثابت لا تمثل عقلية استثنائية فحسب بل هي «شخصي يؤدي مهماته علي أتم وجه، ويستحوذ علي ثقة كل من يلتقيه مقدماً له الاحترام اللائق» أما نهجها في الأعمال التجارية، فهو مختلف تماماً تؤكد مؤسسة «سمار تيبس» قائلة: «إن الشركة ذات بنية قوية ولدينا خطة عمل وهدف محدد، إضافة إلي خطط توسع».
عن طريق العمل مع بعض الشركات الكبيرة «مجهولة الاسم» في السعودية أخذت الدكتورة ثابت تنشئ أعمالاً قوية في المملكة مع وجود خطط لافتتاح مكتب في الرياض في أواخر عام 2014 أو في بداية عام 2015 وتذكر سيدة الأعمال المتمرسة أن بلادها اليمن تطرق بابها أيضاً إذ تسعي حكومتها إلي الاستعانة بخبراتها في إعادة هيكلة ديون البلاد لكنها تتوخي الاعتدال في توقعاتها فمشروع بهذا الحجم سيتطلب التواجد الفعلي في اليمن وهو ما تحول حالة الاضطراب السياسي دون إمكان حدوثه وعلي الرغم من ذلك يبقي الاحتمال قائماً حين تقول: «إذا جري التوقيع مع الحكومة عندها سأعمل علي فتح مكتب تمثيلي هناك يبدو الأمر غريباً ـ أن أفتح مكتباً تمثيلياً في بلادي».








