%40 ارتفاعاً في أسعار الحبوب.. 13 ألفاً لطن الفاصوليا 5.5 ألف للفول المستورد و4 آلاف جنيه للأرز
مناقصات الحكومة عجزت عن إعادة النشاط والاضطرابات انعكست سلباً علي سوق الياميش بالساحل
كشفت جولة «البورصة» في سوق البلح والغلال بمنطقة الساحل، معاناه التجار من حالة الركود ، التي تسيطر علي الأسواق بسبب التباطؤ الاقتصادي وغلبة حالة من الاضطراب السياسي علي الشارع المصري.
قال محمد سليمان، تاجر حبوب بسوق الساحل، إن تجار الغلال بالسوق غير ملزمين بتطبيق قرار محافظة القاهرة الذي أصدرته عام 2007، وينص علي نقل سوق الساحل إلي العبور بحجة انه يمثل إشغالا وأزمة مرورية هذا السوق عمره 100 عاما، ومن غير المنطقي أن يترك التجار اماكنهم التي يملكونها.
وأضاف أن المحافظة خصصت سعر المحل بالعبور بحوالي 3 آلاف جنيه للمتر، وأن مساحة المحلات لا تتجاوز 150 مترا، في مقابل المحلات التي يمتلكها التجار في سوق الغلال تتجاوز مساحتها 350 متراً، كما تخلو منطقة سوق العبور من أي لجان أمنية، وأن البلطجية يسيطرون عليها، ويفرضون الإتاوات علي التجار للسماح لهم بنقل بضائعهم من وإلي السوق.
ولاحظ سليمان أن زيادة الطلب علي بعض الأصناف كالفول والأرز أمر طبيعي خلال رمضان، لأن جميع الناس يستخدمونها يوميا وأيضا العدس.
وأشار إلي أن الأسعار هذه الآونة غير مستقرة حسب توافر السلع ومدي الإقبال عليها من المواطنين، لكن هذا العام تشهد أسعار معظم أنواع الحبوب ارتفاعات ملحوظة تتجاوز في بعضها 40%، حيث ارتفع سعر طن الفول المستورد من 3500 إلي 5500 جنيه بسوق الجملة، وارتفع الأرز من 2500 الي4000 جنيه للطن، فيما بلغ سعر الفاصوليا نحو 13 ألف جنيه مقابل 8 آلاف العام الماضي.
ولفت سليمان إلي أن الفول المدمس يعتبر الطبق الرئيسي في وجبة السحور عند غالبية المصريين، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار الفول وزيوت الطعام يرفع من تكلفة الحصول عليه، إلا أن هذا الغلاء يأتي في إطار الموجة التي تجتاح كل الأسواق وليس الغلال فقط، مؤكدا أن الطلب علي السلع يشهد تراجعا أصاب الاسواق بحالة من الركود.
وقالت سناء عبد العليم، تاجرة ياميش، إن السوق لم يشهد حالة الرواج، التي اعتاد عليها خلال السنوات السابقة، وأن الكميات المعروضة من الياميش أقل من العام الماضي.
وأضاف أن ارتفاع تكلفة استيراد الياميش بسبب صعود سعر الدولار أدي إلي تراجع معدلات الاستيراد نسبيا خوفا من عدم تصريف البضائع في ظل ارتفاع الأسعار.
وأكد سيد الجوهري، تاجر ياميش بسوق الساحل، إن القوي الشرائية للمستهلك انخفضت، وبات يكتفي بنوع أو اثنين من الياميش فقط كالزبيب وجوز الهند، التي تدخل في إعداد جميع الحلويات خاصة بعد ارتفاع الأسعار بينما يكون هناك إقبال من الطبقات فوق المتوسطة علي المكسرات كالبندق وعين الجمل واللوز.
وأشار الجوهري إلي أن أسعار الياميش تتفاوت تبعا للجودة، حيث تتراوح أسعار الزبيب بين 16 و18 جنيها للكيلو، بينما يتجاوز سعر الزبيب الإيراني 20 جنيهاً للكيلو، وتتراوح أسعار قمر الدين بين 10 و11 و23 و25 و20 جنيهاً للفة، و40 جنيهاً سعر البندق بقشرة، و60 جنيهاً سعره بدون قشر، وأن قمر الدين هذا العام تم استيراده من إيران بدلاً من سوريا خاصة في ظل الثورة السورية.
وقال محسن عبدالعاطي، تاجر بسوق الساحل، إن السوق كان قد بدأ يشهد رواجا عقب عزل الرئيس محمد محمد مرسي، إلا أن الأحداث، التي تشهدها البلاد حالياً، وسقوط قتلي أدي إلي تراجع المبيعات مرة أخري، نظراً إلي حالة الحزن العام، التي تسيطر علي البلاد بالإضافة إلي انشغال المستهلك لمتابعة الأحداث السياسية.
وأوضح مدحت جابر، تاجر ياميش وبلح بسوق الساحل، أن هناك نقصا في المعروض من البلح داخل السوق في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، وأن البلح المطروح في الوقت الحالي هو بلح أسيوط، حيث إن بلح الواحات والصعيد لم يتم طرحه بالأسواق، وذلك نظرا إلي مجيء رمضان مبكراً عن موسم البلح بتلك المحافظات.
وأكد أن هناك كميات كبيرة من البلح المطروح بالأسواق، مشيراً إلي انخفاض أسعار الياميش والبلح داخل السوق بنحو 15% مقارنة بالأماكن الأخري لبيع الياميش، وأن البلح أنواع مختلفة منها السكوتي والجنديلا والبريمودا، وان هذه الأسماء تعد أسماء فرعونية، إلا أن أشهر المسميات التي أطلقت علي بلح الموسم الحالي «السيسي» و«الثورة»، لكن الطلب علي بلح «السيسي» أكبر.
ولفت جابر إلي الكميات المطروحة من البلح خلال هذا العام تقدر بنحو 300 الف طن، وأن السوق يشهد اقبالا من تجار الجملة لتوزيع البلح علي جميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلي المستهلك الحالي، مشيراً إلي جودة بلح الصعيد، الذي تتزايد حلاوته، الذي لا تضاهيه أي جودة.
فيما قال عيسي زاهر، تاجر بلح بالسوق، إن ارتفاع تكلفة النقل هذا العام، وذلك نظرا لأزمة توقف النقل عن العمل بسبب خوفه من التعرض للسرقة بالإضافة إلي ارتفاع أسعار العمالة أثر علي المعروض من البلح وأسعاره خاصة أن البلح يأتي من الصعيد.
وقال نصر متولي، نائب شعبة الحبوب بغرفة القاهرة التجارية، إن تجار الحبوب انتهوا من استيراد جميع السلع الخاصة بشهر رمضان، وتم استيراد 30 الف طن فول بتكلفة 20 مليون دولار معظمها من انجلترا وفرنسا علي ان يباع الطن في السوق المصري بسعر 5000 جنيه بارتفاع نسبته 10% عن العام الماضي نتيجة ارتفاع سعر الدولار.
وأضاف أن ازمة الدولار أثرت علي التجارة، وأن عملية الاستيراد في الوقت الراهن تتم بدون تعقيدات إدارية، التي كانت في الفترة الماضية، التي عادة ما كان ينتج عنها حجز كميات كبيرة في الموانئ وعدم دخولها للبلاد بحجة انها غير مطابقة للمواصفات، وأن لجوء الحكومة إلي قطاع الأعمال العام لتوفير الحبوب لهيئة السلع التموينية يساهم في خفض الأسعار.
وعن قرار نقل سوق الغلال إلي العبور، تضامن متولي مع رفض التجار تنفيذ القرار، وذلك بقوله: التجار يرفضون نقل سوق الغلال إلي العبور، وأن الطريق بين العبور والمحافظات المجاورة لا يتوافر به أي نقاط أمنية، وهو ما يعني تعرض البضائع لخطر السطو المسلح، وأن المستهلك هو الذي سيجني ثمار هذا الصراع والعناد وسوء النوايا، وسوف يتحمل نسبة زيادة في الأسعار تقدر بنحو 30%.
من جهته قال صبري عبد الغفار، عضو شعبة الحبوب بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الحبوب شهدت ارتفاعاً كبيراً نتيجة ارتفاع سعر الدولار، ووصل سعر العدس إلي 5200 جنيه للطن.
وأضاف أن مصر تستورد 70 الف طن عدس سنويا من استراليا وانجلترا وفرنسا، فيما تستورد نحو 500 الف طن حبوب من استراليا وانجلترا وفرنسا، وأن تكثيف عمليات زراعة الحبوب في مصر هو الحل الامثل لتجنب ارتفاع تكلفة الاستيراد.
وأوضح عبدالفتاح متولي، عضو شعبة الحبوب بغرفة القاهرة التجارية، أن إنتاج الفول البلدي والعدس البلدي غير كاف وسعره أعلي من المستورد، فيتراوح سعر كيلو الفول البلدي بين 8 و9 جنيهات مقارنة بنحو 5 جنيهات للمستورد، لذلك يقبل المستهلك في الغالب الأعم علي المستورد الأقل سعرا والأقل قيمة غذائية أيضا.
وقال متولي إن التوتر الحالي أصاب هيئة السلع التموينية وادي إلي زيادة حجم مناقصاتها الخاصة، مما قد يؤدي إلي ارتفاع أسعار مجمل السلع الغذائية الأساسية، وبالتالي سيؤثر سلبا علي موازنة الدولة.
وأضاف أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في اسعار بقية البقوليات خاصة الفاصوليا واللوبيا ووصل كيلو الفاصوليا إلي 22 جنيهاً في سوق التجزئة.
وأشار متولي، الذي يمتلك أحد محلات الغلال بسوق الساحل، إلي أن سحب الأسر لكميات كبيرة من الفول للتخزين في شهر شعبان أدي إلي انخفاض الطلب عليه خلال رمضان غير أن الكميات ضعيفة مقارنة بالعام الماضي، بسبب تخفيض اعداد الشنط الرمضانية وموائد الرحمن مقارنة بالعام الماضي بالإضافة إلي ضعف القدرة الشرائية لدي المستهلك المحلي.
وفي سياق متصل، أشار هلال عفيفي، مدير العمليات بسوق العبور، إلي تأجيل تسليم 194 محلاً كان مقرراً تسليمها نهاية العام الماضي بسبب الأحداث السياسية الجارية، وأن إدارة سوق العبور تخطو خطوات حثيثة لنقل سوق الغلال بعد أن تم حصر المساحات، التي تشغلها المحلات التجارية بالسوقين ومضاعفة المساحة، التي يشغلها كل تاجر حتي تعطي الفرصة لزيادة نشاطه.
يذكر أن أشهر تجار الحبوب في مصر هي عائلات ادريس ومتولي وعزيز معوض وسليمان، وتتواجد معظم محلات الجملة الخاصة بهم في منطقة الساحل بالقاهرة.








