بقلم : هيثم يحيى
قبل 15 عامًا، ربما لم تكن عبارة «مطوِّر تطبيقات» تعنى لك الكثير، أما اليوم وبفضل ما توفره شبكة الإنترنت من إمكانيات كبيرة، فقد أصبحت هذه المهنة إحدى أكثر المهن المطلوبة فى مجال التكنولوجيا. وهناك عبارة أخرى قد تبدو شائعة هذه الأيام وهى عبارة «مشاهير YouTube»، ولكن ما الذى يعنيه الحصول على «مهنة على YouTube»؟
يعتمد نشاط العديد من الأفراد والمؤسسات التجارية اعتمادًا كبيرًا على الويب. ونظرًا لأن YouTube هو أكبر منصات مشاركة الفيديو واستضافته من حيث الشعبية حول العالم، فقد أصبح يمثل جزءًا من حياة الكثيرين؛ كما تجاوز الأمر ذلك حيث أصبح يمثل مصدرًا يعتمدون عليه فى العيش. تم طرح برنامج الشركاء رسميًا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى شهر «مارس» 2013 وشمل ذلك جميع المستخدمين فى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد أتاح ذلك لجميع من لديه قناة على YouTube ومحتوى أصلى استثمار ذلك وتحقيق استفادة مالية من مقاطع الفيديو التى ينشرها.
يمكن لمنشئى المحتوى جمع أموال من مقاطع الفيديو التى ينشرونها على YouTube وذلك عند تمكين استثمار المحتوى فى حساباتهم على YouTube. ويمكن للمستخدمين الحصول على هذه الميزة فى حساباتهم إذا كانت هذه الحسابات فى حالة جيدة وشريطة أن يكون المحتوى أصليًا. فهناك من يستفيد من منتج YouTube فى تنمية هواياته أو المساهمة فى توفير احتياجات البقالة، وهناك من يستفيد منه استفادة كاملة من خلال وظيفة بدوام كامل، بل وهناك من يوظف أشخاصًا آخرين ليكون بذلك فرقًا أكبر.
وهناك سبب آخر جعل الكثيرين يتجهون نحو العمل بدوام كامل على YouTube وهو الحرية التى يوفرها لمنشئى المحتوى. لقد أصبح YouTube وسيلة مثالية لمنشئى المحتوى الأصلى مكنتهم من إدارة أعمالهم بأنفسهم ومن العمل مع الفريق المفضل لديهم ومن تجنب الرقابة والتحكم اللذين تفرضهما غرف مجالس الإدارات، علاوة على الكثير من أشكال الحرية الأخرى. كما وفرت الطبيعة المنفتحة لـ YouTube للأفراد الذين لا يملكون سوى ميزانيات محدودة إمكانية إحداث تقدم كبير نظرًا لتمكينهم من إنشاء مشروعات ناشئة بتكلفة منخفضة وذلك من خلال إعداد قنوات وطرح مقاطع فيديو.
وقد اكتشف البعض أن مهنة YouTube ليست مجرد بديل لمهنتهم الحالية؛ بل هى مصدر لإشباع رغباتهم. فهذا أشرف حمدى طبيب أسنان مصرى يعشق رسوم الفيديو المتحركة باعتبارها هواية، وأخيرًا التحق للعمل بمؤسسة «خرابيش» التى تتخذ من الأردن مقرًا لها لابتكار رسوم كارتون عبر الإنترنت. لقد تمكن أشرف فى النهاية من تطوير هوايته بعد أن ترك ممارسة طب الأسنان تمامًا وأنشأ قناة EgypToon لتصبح وظيفة الدوام الكامل الخاصة به.
تزخر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنشئى المحتوى كما تزدحم المنصة بالأنشطة من هذه المنطقة. ذلك أن عدد مرات المشاهدة يتجاوز 310 ملايين مشاهدة فى اليوم، كما تتجاوز ساعات المشاهدة 13 مليون ساعة فى اليوم، وهذا بدوره يشير إلى الأهمية المتزايدة لدور المنصة فى المنطقة. وبالإضافة إلى منشئى المحتوى الأصلى الذين لا تتوفر أنشطتهم التجارية إلا على YouTube، هناك عدد كبير من مقاطع الفيديو المهمة التى تستفيد من عرضها على YouTube. بل وهناك البعض ممن ينشئون برامج مصممة خصيصًا وتستهدف جمهور YouTube.
لقد تحول العديد من الأفراد والأنشطة التجارية من الوسائل التقليدية إلى YouTube بحثًا عن فرص أفضل. ونظرًا لما يحققه YouTube من عدد ساعات مشاهدة يتجاوز أربعة ملايين ساعة فى الشهر، فقد أصبح مصدرًا لمزيد من الخيارات لمنشئى المحتوى يتجاوز عدد الخيارات على جهاز التليفزيون. إن طبيعة هذه المنصة التى تشبه الطريق مزدوجة الاتجاه تعنى إمكانية سرد منشئى المحتوى للأفكار بعدة طرق. يتمتع YouTube بحلقة تغذية مرتدة أسرع بكثير من تلك التى تتوفر على جهاز التليفزيون؛ ذلك أنه يمكن لمنشئى المحتوى الاستجابة لسلوك المشاهد وتحسين المنتج الذى يطرحونه بناءً على تعليقاته. وبذلك تصبح نسبة نجاح منشئى المحتوى أفضل بكثير، كما تزيد نسبة رضا المشاهدين إلى حد كبير.
مسئول برنامج شركاء YouTube على الإنترنت،
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، Google








