الاستثمار فى البنية التحتية وإعادة تأهيلها أبرز مطالب زيادة الإنتاجية والتفاعل
مشاركون: التكنولوجيا تتوجه للتركيز على المعاملات بعد تراجع ربحية الخدمات الصوتية
مستويات عالية من نضج التكنولوجيا والاتصالات بمنطقة الشرق الأوسط
ضخ الاستثمارات يواجه المخاطر.. ويتحتم تفاديها أو تخفيضها
ناقش منتدى “اريكسون للمجتمع الشبكى” الذى عقد فى دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الجارى المراحل الجديدة لقطاع تكنولوجيا المعلومات فى الوقت الذى رأى تحول التكنولوجيا من التركيز على الخدمات الصوتية بعد تراجع ربحيتها إلى المعاملات عبر البيانات.
قال اندرس ليندبلاد، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لـ «إريكسون»، إن معظم الإيرادات التى من المنتظر أن تحققها الشركات الفترة المقبلة سوف تأتى من خدمات البيانات والمعاملات، مشيراً إلى أن المعاملات عبر الأجهزة المحمولة تشمل عدة قطاعات مثل الصحة والتعليم.
أوضح أن أغلب القطاعات ترى ضرورة تحقيق نتائج على المستوى التكنولوجى بما يزيد من القيمة المضافة، بمعنى توفير مستوى عال من التكنولوجيا لتسهيل وسرعة الخدمات الصحية سواء فى المعاملات المالية أو غيرها، موضحاً أن القطاع المصرفى حقق نتائج جيدة بعد التوسع فى استخدام التكنولوجيا الفترة الأخيرة.
ناقش المنتدى المشاكل التى تعانيها دول عديدة بسبب سوء البنية التحتية مما جعلها فى احتياج شديد إلى ضخ استثمارات، لكن ذلك يواجه المخاطر وهو ما يحتم ضرورة تفاديها أو تخفيضها للاستمرار فى ضخ الاستثمارات بالبنية التحتية للمدن لإعادة تأهيلها.
أكد الحاضرون بالمنتدى نمو تكنولوجيا المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط، ما أسهم فى زيادة درجة التفاعل بين العملاء، فيما توقعوا استمرار النمو مع تزايد الاستثمارات بالقطاع وتجاوز مراحل التطور للتكنولوجيا.
توقع المنتدى زيادة الإنتاجية والتفاعل الفترة المقبلة مع ارتفاع مستوى المعيشة فى المدن، خاصة التى تشكل النسبة الغالبة لاستخدامات التكنولوجيا.
وقالت اريكسون فى تقرير، إن %50 من سكان العالم يعيشون فى المدن، و%49 فى الريف،، متوقعة أن يرتفع العدد إلى 70 % فى المدن، ويتراجع إلى %30 بالريف خلال عام 2020.
ووفقا للمنتدى فإن عدد سكان المدن سيرتفع بسبب الهجرة من الريف وزيادة المواليد، فيما صنف التقرير المدن حسب الشبكات، وأكد ضرورة زيادة الاعتمادات المالية لتأسيس الحكومات الإلكترونية والتوسع فى خدمات الصيرفة الإلكترونية من خلال الابتكار والتطوير.
أشار التقرير إلى تصدر إمارتى دبى وأبو ظبى بدولة الإمارات، بالإضافة إلى مدينة الدوحة القطرية قائمة المدن الذكية بمنطقة الشرق الأوسط التى تحقق المزيد من المنافع للأفراد، خاصة أن تلك المدن بدأت فى التغيير والتحول إلى الرقمية.
أجرت« اريكسون» إحصائية على 11 مدينة بالشرق الأوسط توصلت إلى أن هناك مستويات عالية من نضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ما يوفر فرصاً كبيرة للاستفادة من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية، ويحلل التقرير مستويات فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الاسواق فى تلك المدن، على اساس مستويات نضج التكنولوجيا والاتصالات من حيث تطوير البنية التحتية واستخدام خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مقارنة بالمدن الكبرى فى مؤشر المدن العالمية، وأكدت الإحصائية توافر فرص كبيرة بهذه الاسواق.
أبرز التقرير تزايد نفوذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى دعم أنشطة تنظيم المشاريع بالمنطقة، كما أكد على العلاقة القوية بين مستويات عالية من النضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستخدام داخل المدينة لعدد من الشركات المبتدئة والابتكارات المشاريع التى تطلقها، وعلى سبيل المثال فى الموسيقى والفيديو والتجارة الإلكترونية والخدمات السحابية.
وقال ليندبلاد، إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من بيئة العمل، ومن المتوقع أن تستمر فى النمو لتصبح موردا مهماً لنمو التجارة، ما يعزز بيئة ريادة الأعمال والابتكار من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى توفر الأدوات والبنية التحتية، وهو ما يجعل من السهل لأصحاب المشاريع البدء فى العمل التجارى.
أكد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ترعى الابتكار وتساعد المبدعين على تحقيق أفكارهم للشركات والمنتجات والخدمات الجديدة، مما يوفر الوصول إلى سوق أكبر بكثير عن الفترة السابقة كان سابقا ممكن للمشاريع المبتدئة.
أضاف أن الاتصال من القطاعات المهمة جداً للشركات وساهمت المستويات العالية فى استخدام الإنترنت فى رفع معدلات انتشار مماثلة مع العديد من المراكز التجارية الدولية، وهو ما تحقق فى شنغهاى ولندن».
كشف التقرير أن %79 من السكان فى عمان يستخدم الإنترنت للعمل، فى حين تصل النسبة فى مسقط والدوحة %77 و%62 على التوالى.
وقال ليندبلاد إن الانتقال أيضا مؤشر رئيسى فى الدراسة التى انتهت منها «اريكسون»، مشيرا إلى أن الانتقال فى أبو ظبى ودبى والدوحة كشف عن استخدام %100 من الهاتف المحمول، كما أن من العوامل التى نبهت إليها اريكسون انخفاض دخل الفرد، حيث تبين تخصيص العديد الأفراد لنحو 10إلى %20 من الراتب الشهرى على استخدام الهاتف النقال.
أوضح أن الاتجاهات تشير إلى أن أكثر من %60 من مواطنى الشرق الاوسط سوف يعيشون فى المدن قريباً، ما يؤدى إلى التقدم فى التكنولوجيا والبنية التحتية مع الاستمرار فى التغيير، كما أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن تساعد على تلبية بعض التحديات التى تواجه المجتمعات الكبيرة.
وأوضح التقرير مستويات عالية من النضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى منطقة الشرق الأوسط من حيث البنية التحتية واستخدام الإنترنت والاتصالات، فضلاً عن الفرص غير المستغلة للاستفادة من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية.
ووفقا للتقرير فان دبى وأبوظبى والدوحة أعلى ثلاث مدن فى قائمة المدن الذكية، وتلتها عمان، بيروت، القاهرة، جدة، الرياض، الخرطوم واسطنبول ومسقط، واستخدمت اريكسون 28 مؤشراً لقياس إجمالى الفوائد فى مؤشر كل مدينة.
وأشارت جلسات المنتدى إلى صعوبة تخلى المشغلين عن مصادر إيرادات الشبكات والتحول من مرحلة إلى أخرى، بينما من المهم أن تكون للمدن استراتيجيات متطورة وتعاون جيد مع الشركات ومساندة الناشئة منها، بالاضافة إلى وضع اطار عمل قانونى واضح للمدن الأقل تطوراً فى قطاع التكنولوجيا.
وشدد على ضرورة أن تتمتع المدن بسمعة عالمية وليس فقط بمساحات للتطوير، وأكد المنتدى أن مشغلى المحمول والاتصالات يحققون أفضل الإيرادات بالدول.
وفقا للمنتدى فان المرحلة الأولى لتطوير المدن يجب ان ترتكز على ضخ الاستثمار فى البنية التحتية وإعادة تأهيلها بما يسمح باستيعاب التكنولوجيا المتطورة بصفة مستمرة، فيما تعد المرحلة الثانية مد المنازل بالخدمات الجديدة مع الاستثمار فى المهارات والتدريب، بينما المرحلة الثالثة من خلال تقديم الحكومة خدمات تهدف إلى ثقة المجتمع بها.
اعتبر المنتدى أن الحكومة المنتقلة التى تلى الإلكترونية تستهدف المزيد من التواصل وإنشاء مراكز البحوث والابداع، مؤكدا انها ليست ناضجة فى الوقت الحالى مثل الحكومة الإلكترونية التى نضجت فى بعض المدن، وتتضمن المرحلة الرابعة لتطوير المدن تحقيق مستوى عالٍ من التواصل بينما تهتم الخامسة بالنمو المستدام وزيادة الإنتاجية والابتكار.
تقوم المدن الذكية بطرح خدمات حكومية جديدة من خلال بيئة تكنولوجية لقطاعات مختلفة مثل المستشفيات ونمذجة الصحة، بالإضافة إلى التعليم بدءاً من الحضانة حتى الثانوى، واعتبر المنتدى أن هناك فرصاً عديدة وعلى الأسواق استغلالها لمواجهة التحديات وتجاوزها.
شدد الحاضرون على أنه يمكن تجميع البيانات من أى مكان فى العالم ليتم توفيرها للعملاء مع العمل على تأهيل الأجهزة فى الوقت الذى بدأت مبادرات منذ عام لتحفيظ الابتكار والتطوير.






