الشركة حصلت على دراسات 67 مشروعاً من وزارة الاستثمار لتنقيتها وعرضها على إماراتيين
تلقى عروض إدارة «صندوق السياحة» منتصف الشهر و10 بنوك استثمار ستنافس عليه
المنافسة شرسة على جذب رؤوس الأموال ولابد من تغيير الخطاب المصرى المتكرر عن الموقع الجغرافى
كشف كريم هلال، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبى الإسلامى للاستثمار «ADI Capital» عن ترتيب شركته لتمويلات إسلامية بقيمة 2 مليار جنيه لثلاث شركات خلال الفترة المقبلة، وبدأت الشركة فى مخاطبة بعض البنوك لتوفير التمويل اللازم.
وقال هلال فى حوار لـ«البورصة» إن شركته تعتبر حلقة وصل بين السوق المصرى الذى يحتاج استثمارات خارجية وبين المستثمرين الإماراتيين ولذلك تعمل الشركة على القيام بدورها فى هذا المجال.
أضاف أن الشركة حصلت على دراسات 67 مشروعاً استثمارياً جديداً من وزارة الاستثمار لعرضها على مستثمرين اماراتيين، وتجرى الشركة عمليات فرز وتنقية لهذه المشروعات، لتصل إلى المشروعات الحقيقية القابلة للتنفيذ الفعلى وعرضها بشكل مباشر على المستثمرين.
وشدد على أهمية اختلاف لغة الخطاب وأسلوب التسويق للسوق المصري، والتخلى عن خطاب الماضى بالحديث عن الموقع والجغرافيا والتركيبة السكنية التى تخلق معدل استهلاك مرتفع، لأنها لن تجدى مع المستثمرين حالياً لأنهم يدركون ذلك جيداً فى حين أن المنافسة على جذب رؤوس أموال أصبحت شرسة جداً بين الدول.
أضاف أنه عند دراسة المستثمر الأجنبى ضخ أموال فى بلد ما فهو ينظر إلى المخاطر السياسية يليها الحالة الأمنية وبعدها ينظر إلى سيادة القانون، والمشكلة لاتكمن فقط فى التشريعات ولكن فى كيفية التطبيق مع الشفافية الكاملة.
واعتبر هلال أن احترام الدولة لتعاقداتها يعد أهم مبادئ سيادة القانون، وهو السؤال الصعب الذى يوجهه المستثمرون العرب منذ الثورة دون اجابة شافية عليه.
ووفقا لكريم هلال، تقوم شركة أبو ظبى الاسلامى للاستثمار الشركة بدور مستشار إعادة هيكلة احدى شركات القطاع العام التى تنوى الطرح فى البورصة.
وتعتبر شركة أبوظبى الإسلامى أولى شركات بنوك الاستثمار التى تعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية فى مصر ويبلغ رأسمالها المدفوع 5 ملايين جنيه والمرخص به 50 مليون ويتوزع هيكلة ملكيتها على شركة أبوظبى الإسلامى القابضة %95 والنسبة المتبقية تتوزع مناصفة بين البنك الوطنى للتنمية وشركة أبوظبى لإجارة الخدمات.
وقال هلال الذى يشغل منصب المستشار الاقتصادى اتحاد الغرف السياحية، إن صندوق دعم السياحة الذى يعتزم اتحاد الغرف السياحية تأسيسه برأسمال مليار دولار سيبدأ فى تلقى العروض من شركات الإدارة فى 15 فبراير الحالى.
وأضاف أنه اجتمع مع 11 بنك استثمار هى هيرمس وبلتون والأهلى كابيتال وكونكورد والعربى الأفريقى والنعيم وسى آى كابيتال وكايروكابيتال ويونيون كابيتال وبرايم واتش سى، والأخيرة اعتذرت،وسيتم البت فى العرض الفائز بإدارة الصندوق فى نهاية فبراير.
وقال إن وزارة السياحة أعلنت عن رغبتها فى المشاركة بالصندوق وكذلك بعض شركات التأمين والبنوك الحكومية لزيادة ثقة المستثمر الخارجى فى الاكتتاب به، ويجرى البحث حول آلية تأسيس الصندوق وسيتم البت فيه بعد اختيار مدير الصندوق.
ومن المقرر أن يعمل الصندوق على حل مشاكل التمويل التى تواجه المشروعات السياحية، خاصة ما يتعلق باستكمال المشروعات والتشغيل.
وعن الوضع الاقتصادى المصرى قال هلال إن مصر تواجه مشكلات هيكلية تتمثل فى عجز الموازنة وزيادة الدين المحلى والخارجى ولابديل عن اصلاح هيكل الأجور والدعم، حيث يعد سعر البنزين فى مصر الأرخص من بين جميع دول العالم. وأضاف أن الجهاز الإدارى للدولة تكدس خلال السنوات الماضية ويرهق كاهل المستثمرين بسبب الاجراءات الروتينية، مما يؤثر سلباً على الاستثمار فى مصر.
ولفت هلال إلى إمكانية توجيه جزء من الموظفين بالحكومة البالغ عددهم نحو 7 ملايين موظف إلى وظائف منتجة، كما يمكن نقل بعضهم، خاصة الشباب من الوظائف الحكومية إلى مشروعات منتجة، خاصة انه عند زيادة الناتج المحلى الإجمالى بنسبة %1 توفر تلك الزيادة 100 ألف فرصة عمل.
وأشار إلى أن البطالة من أخطر المشكلات التى تواجه مصر ولابد من حلول عاجلة وجذرية لها، حيث تعد الباب الأساسى للتطرف والإرهاب والبلطجة وسيعانى منها الجميع لاحقاً اذا استمرت.
وشكك فى مصداقية التقارير التى تشير إلى أن معدل البطالة %13 فقط، مؤكداً زيادتها على %50 خاصة بين الشباب، مما يتطلب جذب استثمارات جديدة، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع الفصل بين الحوافز المقدمة لكل منها.
وذكر أن شركة ايتيدا الصينية تنتظر العمل وتيسير استثماراتها منذ عدة سنوات بخليج السويس دون فائدة رغم العوائد الكبيرة التى ستعود على البلاد من تطوير المنطقة.
وأضاف أن التوجه المصرى ناحية الغرب أحدث فجوة بين مصر والدول الآسيوية والأفريقية على حد سواء، فى حين انه هناك توجه استثمارى كبير من جانب اسرائيل وتركيا والصين فى أفريقيا.
وأوضح كريم هلال أنه لتدارك الغياب المصرى عن آسيا توجهت شركة سى آى كابيتال، التى كان يرأس مجلس إدارتها، لسنغافورة وعقدت أول مؤتمر للتعريف بمصر والاستثمار بها فى 2009 وتم عقد مؤتمر آخر فى 2010 وشهد نجاحاً كبيراً إلا أنه توقف بعد الثورة، وإن تم تشكيل جمعية رجال الأعمال المصريين الآسيويين.
وأوضح أن حجم التبادل التجارى بين مصر والدول الآسيوية يبلغ 10 مليارات دولار حيث تستورد مصر بقيمة 8 مليارات دولار، مقابل 2 مليار دولار صادرات.
وتعتزم جمعية رجال الأعمال المصريين الآسيويين التى يترأسها هلال تنظيم مؤتمر عن الاستثمار الاَسيوى فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وبالنسبة للبورصة المصرية، شدد كريم هلال على ضرورة ادخال بضاعة جديدة للبورصة المصرية، بعد خروج عدد من الشركات الكبرى منها الفترة الماضية.
وأشاد بتعديل قواعد القيد التى تفتح الباب أمام الاكتتابات الشعبية والمشاركة المجتمعية من جانب المواطنين مثل امتلاك المصريين لهيئة النقل العام وغيرها من الممتلكات العامة.








