العملة الموحدة تحتفل بعدم تبنى سياسة تيسير نقدى واسعة النطاق
إذا كان البنك المركزى الأوروبى يرى أن إضعاف اليورو بمثابة سلاحاً حاسما فى معركته ضد الانكماش، فسوف يعض صانعو السياسة على أناملهم غيظا من رد فعل السوق الأولى للتدابير التى كشف عنها النقاب ماريو دراغي، رئيس البنك المركزى الاوروبي، يوم الخميس الماضي.
وقد أصبح المركزى الأوروبى أول بنك مركزى كبير يخفض أسعار الفائدة الرئيسية إلى أقل من الصفر، كما أنه أعلن عن برنامج تحفيزى بقيمة 400 مليار يورو لدعم الإقراض المصرفى للشركات الصغيرة والحد من شراء السندات، وأكد دراغى «أننا لم ننتهى بعد».
وعلى الرغم من كل ذلك، هبط اليورو بعد الكشف عن تفاصيل التدابير التى تبناها المركزى الاوروبى حتى أنه أقترب من أدنى مستوى له فى أربعة أشهر، ولكنه سرعان ما تعافى وسجل فى نهاية اليوم ارتفاعا بنسبة %0.5 ليبلغ 1.3662 للدولار، وعلى النقيض، تراجع سعر الدولار أمام غالبية عملات الأسواق الناشئة.
وقال ستيفين جين، رئيس صندوق تحوط العملات «سى إلى جيه بارتنرز»، أطلقت منطقة اليورو عددا من الإجراءات الاستثنائية ولكن اليورو لم يتراجع.
ويكمن السؤال هنا فى ما إذا كان ارتفاع قيمة اليورو يعكس خيبة أمل المستثمرين من الشكل الذى اختار البنك المركزى الاوروبى أن يتبناه فى تخفيف السياسة النقدية، أم أنه علامة على أن سوق سعر الصرف أعاقه حجم التداول المنخفض والتقلبات شديدة الانخفاض مع معالجة العديد من المستثمرين لخسائرهم وترددهم فى تحمل مخاطر كبيرة.
ومن المؤكد أن المركزى الأوروبى تصرف على نحو أكثر قوة مما توقعه المستثمرون، فقد كانت صناديق التحوط تخفض من حيازتها لليورو تحسبا لأسعار الفائدة السلبية على الودائع، ولكنهم لم يتوقعوا حجم التسهيل الائتمانى أو التلميح القوى بأن المركزى الأوروبى من الممكن أن يشرع قريبا فى الحد من شراء السندات.
وقال مارك شاندلر، استراتيجى لدى «براون براذر هارريمان»، من المؤكد أن البنك المركزى الاوروبى يشعر بنوعا من الإحباط، فما الذى يمكن ان يفعله أكثر من ذلك، إذ اشتمل برنامجه التحفيزى على جميع مكونات التيسير الكمي.
ولكن السا ليجنوس، استراتيجى لدى «آر بى إس كابيتال ماركتس»، يقول إن إرتفاع قيمة اليورو هى بالظبط النتيجة التى يجب أن نراها، فقد استبعد دراغى أى خفض كبير آخر فى أسعار الفائدة، وبالتالى فإن قيامه بشراء الأصول على نطاق واسع بات أمرا بعيد الإحتمال، كما أنه خفف من حدة لهجته المعتادة بشأن سعر الصرف، إذ أنه لم يذكر الإشارات السابقة بأن قوة اليورو مصدرا كبيرا للقلق.
وأضاف ليجنوس أن المركزى الاوروبى صب تركيزه على تسهيل عملية الائتمان ومن شأنه أن يدعم نمو منطقة اليورو، ولكن تأثيره أقل على سوق الفوركس.
وقال ستيفين جين، رئيس صندوق تحوط العملات «سى إلى جيه بارتنرز»، إن التدابير التى تكون أكثر فاعلية للاقتصاد الحقيقى تكون الأكثر إيجابية بالنسبة لليورو.
ومع ذلك، فهناك مستثمرون آخرون مازالوا فى حيرة من رد فعل السوق على قرارات المركزى الأوروبي، ويقول ماثيو كوبون، مدير صندوق لدى «تردنيدل انفستمنت»، إننى أشعر بالارتباك، ولو كانت تلك الحزمة تم الإعلان عنها منذ ثلاث سنوات لكان اليورو تراجع بعدة نقاط مئوية.
ويرى العديد من المحللين أن قيمة اليورو سوف تضعف فى نهاية المطاف مع حفاظ أو تصعيد البنك المركزى الاوروبى لإجراءاته التحفيزية، فى حين أن بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى يتحرك تدريجيا نحو اول زيادة فى أسعار الفائدة.
ويقول جيف يو، محلل لدى «يو بى إس»، بالرغم من صمود اليورو أمام التخفيف الجذرى للسياسة النقدية التى قام بها المركزى الأوروبي، فإنه من المرجح أن أى تحول فى سياسة الاحتياطى الفيدرالى سوف تضع اليورو فى اتجاه تنازلى واضح. ويقول جين لدى «سى إلى جيه بارتنرز»، سوف تنخفض قيمة اليورو بمرور الوقت ولكن بوتيرة بطيئة.








