تجاوزت صفقات الدمج والاستحواذ العالمية خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجارى، المستوى الذى حققته سنوياً خلال السنوات الخمس الماضية، بعد أن غذى ربعاً آخر من النشاط المتصاعد الآمال فى حدوث طفرة مستدامة.
وأفادت بيانات «تومسون رويترز» أن قيمة صفقات الدمج والاستحواذ بلغت 2.66 تريليون دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2014، مما يعد ارتفاعاً بنسبة %60 عن الفترة المقابلة من العام الماضى.
وأوضحت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن قيمة هذه الصفقات زادت من الشعور المتنامى بين المصرفيين – فى «وول ستريت» وأوروبا وآسيا – أن الشركات العالمية استعادت الثقة التى فقدتها فى أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وربما بدأ هذا الارتفاع فى صفقات الدمج والاستحواذ فى الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأولى من العام الجاري.. ولكن تلك الطفرة فى صفقات 2014 انتشرت إلى أوروبا وآسيا – مما أثار ارتفاعاً هائلاً فى صفقات الدمج والاستحواذ عبر الحدود، نظراً لمحاولة الشركات استغلال الأسواق المفضلة لتحقيق التوسع العالمي.
وقال بيتير وينبيرج، المؤسس المشارك للبنك الاستثمارى «بيريلا وينبيرج» ما نصه: لم أر قط السوق أكثر مرونة مما هو عليه الآن، من حيث امتصاصه للمخاطر الجيوسياسية والمالية.
وازداد نشاط الدمج والاستحواذ فى جميع قطاعات الاقتصاد تقريباً – مما يقلب اتجاه السنوات القليلة الماضية، إذ أخفى الارتفاع الكبير فى صفقات الدمج فى قطاعات بعينها مثل قطاع التكنولوجيا، هشاشة السوق.
ويرى المستشارون أن هذا الارتفاع واسع النطاق فى صفقات الدمج والاستحواذ هو نتيجة منطقية للاستراتيجيات التى تبنتها الشركات منذ اندلاع الأزمة المالية.
وقال بيتر تاج، المدير المشترك للصفقات العالمية فى «سيتى جروب»: «لقد كنا نمر بفترة انخفضت فيها التكاليف وكان هناك العديد من التوسع فى المشاريع القائمة أو إقامة مشروعات جديدة. لذا من الطبيعى أن تتجه الشركات إلى صفقات الدمج والاستحواذ كوسيلة للحفاظ على نموها».
وشهد العام الجارى رغبة متنامية للشركات الأوروبية والآسيوية فى شراء الشركات الآسيوية المنافسة. وأفادت بيانات «تومسون رويترز» أن قيمة صفقات الدمج والاستحواذ الواردة إلى الولايات المتحدة بلغت 260 مليار دولار حتى الآن.
ويقول المدير المشترك لصفقات الدمج والاستحواذ العالمية لدى «جى بى مورجان»، «هيرنان كريستيرنا»، إن اتجاه أوروبا نحو صفقات الاستحواذ فى الولايات المتحدة سيستمر، نظرا لأن الشركات الأوروبية تعانى إحباطاً شديداً لعدم وجود أى دليل على النمو قصير الأجل.. وقال: «لذا أدركت إنه يتعين عليها التوجه خارج البلاد لتحقيق النمو لشركاتها».
وقادت شركات الوقود والطاقة قائمة نشاط الدمج والاستحواذ، إذ بلغت قيمة الصفقات 376.2 مليار دولار خلال الشهور التسعة الماضية، مما يعد ارتفاعا بنسبة %56 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وساهم فى هذا الارتفاع الهائل، صفقة الاستحواذ التى أبرمتها شركة «كيندر مورجان» وبلغت قيمتها 58.6 مليار دولار.
وفى الوقت ذاته، تمتع قطاع الرعاية الصحية بأقوى 9 أشهر فى قيمة الصفقات منذ أن بدأ القطاع يسجل مستويات قياسية فى قيمة صفقات الدمج والاستحواذ، حيث بلغت قيمة الصفقات التى أعلن عنها القطاع حتى الوقت الحالى 368.6 مليار دولار.
واحتفظ بنك «جولدمان ساكس» بمكانته كأكبر مقدم لخدمات الاستشارات المالية فى عالم الاندماج والاستحواذ.
ومع ذلك يتوقع خبراء الاقتصاد أن الأفضل لم يأت بعد، ويقول هينريك اسلاكسن، رئيس قسم الاندماج والاستحواذ فى «دويتشه بنك» الذى احتل المركز السابع فى قائمة أفضل عشر شركات للاستشارات المالية، لم نر أى تباهى فى مجلس الإدارة مع عدم الإعلان عن أى صفقات عملاقة مما يعنى أن هناك جولة أخرى من تلك الدورة التصاعدية فى الصفقات.








