لا يبدو حتى الوقت الراهن أن هجمات القرصنة وسرقة بيانات الشركات الكبيرة سوف تهدأ العام الجارى، حيث مازلنا نشهد عمليات كبيرة من خرق لبيانات الشركات والسجلات الشخصية بالاضافة إلى سرقة المعلومات المالية وبيعها فى السوق السوداء.
وأعلن محللون، وبعض حاملى الأسهم، فى فبراير الماضى عن تمكنهم من الحصول على قائمة تحتوى على 360 مليون ملف بها بيانات وحسابات معتمدة لخدمات شبكة الإنترنت من السوق السوداء وجاء هذا فقط بعد ثلاثة أسابيع من البحث.
وأظهر بحث أجرته شركة «اربور نيتوركس» العام الجارى أن المجرمين يكثفون لعبتهم القذرة من خرق البيانات يوماً بعد الآخر، وأصبحت الهجمات ضعف ما كانت عليه العام الماضى بأكثر من 100 هجمة قرصنة فى أكثر من 100جيجا بايتس فى النصف الأول من العام الجارى.
وأظهر تقرير «أكامى تكنولوجيز» الشركة المتخصصة فى خدمات الحوسبة أن هجمات القراصنة على مواقع الإنترنت ارتفعت %75 فى الربع الأخير من عام 2013، والمتسللون فى الصين مسئولون عن %43 من إجمالى هذه الهجمات.
وتصدّر «إى باى» موقع المزادات الأول على شبكة الإنترنت الذى يقوم بدور الوسيط بين البائع والمشترى أكبر الاختراقات العام الجارى، وفى شهر مايو الماضى كشف الموقع أن قراصنة تمكنوا من سرقة السجلات الشخصية لحوالى 233 مليون مستخدم وحدث هذا الاختراق ما بين شهرى فبراير ومارس، وحصل القراصنة على أسماء المستخدمين، وكلمات السر، وأرقام الهواتف والعناوين.
وقام القراصنة بمهارة كبيرة بسرقة أوراق اعتماد موقع «إى باى» وتمكنوا من الوصول إلى البيانات الحساسة الأمر الذى دفع الموقع إلى حث المستخدمين على تغيير كلمات المرور الخاصة بهم وطمأنتهم بأن المعلومات المالية لم تسرق ويتم تخزينها بشكل منفصل ومشفر رغم وجود مخاوف متزايدة لسرقتها.
وتأتى وزارة الصحة فى ولاية مونتانا الأمريكية فى المرتبة الثانية لهجمات القرصنة حيث كشفت الوزارة عن خرق البيانات التى شملت أكثر من مليون شخص. وحدث الإختراق فعلا فى يوليو من العام الماضى، ولكن لم يتم اكتشافه حتى مايو من العام الجارى، مع عدم وضوح هوية المتسللين، ومدى الضرر الناتج عنه.
وقالت حكومة الولاية بأنها اخطرت 1.3 مليون شخص بمن فى ذلك المقيمون الحاليون والسابقون وأسر المتوفين وأى شخص اخر تم التوصل إليه بهذا الهجوم على المعلومات الشخصية.
وأفاد ريتشارد اوبر، مدير الصحة العامة والخدمات الانسانية فى الولاية، بأنه لم يتضح بعد استخدام القراصنة لهذه المعلومات الحساسة أو بيعها فى السوق السوداء.
وجاء ذلك فى الوقت الذى توصل فيه المتسللون إلى معلومات شخصية للغاية مثل أرقام الضمان الاجتماعى، والسجلات الطبية وسجلات التأمين الطبى، وأسماء وعناوين وشهادات الميلاد بالاضافة إلى التفاصيل البنكية لجميع العاملين بوزارة الصحة.
وتمثلت ثالث أكبر عملية قرصنة فى خرق لبيانات الدفع الخاصة بعملاء سلسلة مطاعم «بى اف تشانغز» الشهر الماضى ولم يذكر على وجه التحديد كم عدد العملاء المتأثرين جراء هذا الهجوم.
وتمكن المجرمون من اختراق المطعم وبيع الات وسجل الائتمان وبيانات بطاقات السحب الالى، إلى السوق السوداء.
وتراوح سعر بيع السجلات المسروقة بين 18 دولاراً و140 دولاراً للسجل الأمر الذى دفع المطعم إلى عودة استخدام الآلات اليدوية لبطاقات الائتمان، ولا يزال المطعم يعمل مع وكالة الخدمة السرية الامريكية لاكتشاف هوية القراصنة.
جاء الهجوم على شركتى «إيفرنوت» و«فيدلى» أشهر شركات تدوين الملاحظات فى المرتبة الرابعة ولكن ليس من الواضح تأثر الشركتين بهذه الهجمات.
وسيطر القراصنة على الخدمات شركة «ايفرنوت» ولكن أعيدت الخدمة بسرعة فى غضون ساعات قليلة، وفى اليوم التالى عانت «فيدلى» أكثر من ذلك بكثير.
أعلن ادوين خوداباكتشاين، الرئيس التنفيذى لشركة «فيدلى» انه تم تقييد هجوم القرصنة وعودة الخدمة إلى طبيعتها.
ولم تتمكن الشركتان من تحديد هوية المهاجمين ولكن القراصنة حاولوا ابتزازهما بطلب المال مقابل انهاء الهجمات غير أن «خوداباكتشاين» رفض الامتثال لمطالب وتهديدات المهاجمين.
وعقدت مجموعة القرصنة «ريكس موندى» صفقة مع سلسلة مطاعم «دومينوز بيتزا»، التى عانت من خامس أكبر عملية قرصنة، للحصول على فدية مقابل البيانات الشخصية لأكثر من 600 الف لسجلات العملاء الفرنسيين والبليجكيين، التى تضمنت أسماء وعناوين ورسائل البريد الإلكترونى، وأرقام الهواتف المحمولة.








