تعد شركة « آبل »، أكثر شركات سيليكون فاللى استعداداً للتطور والتحول إلى شركة صناعة سيارات عالمية؛ نتيجة عدة أسباب لا تتوافر عند غيرها.
وقال أحد المطلعين على أعمال الشركة، إنها وظفت بضعة آلاف من الموظفين للعمل على مشروع سرى، لتطوير سيارة كهربائية، ورغم أن « آبل » تقوم عادة باختبار أفكار لا ترى النور، فإن هذا المشروع يسلط الضوء على رغبة الشركة طويلة الأجل فى لعب دور أكثر فاعلية فى مجال السيارات.
جين مونستر، محلل فى شركة «بايبر جافراي»، قال إن دخول « آبل » عالم السيارات منطقي للغاية فى الوقت الحالي، مضيفاً أنه منذ 10 سنوات كان الأمر يبدو جنونياً، أما الآن فالشركة اختلفت تماماً عن ذى قبل، وأصبحت قادرةً على التعامل مع هذه الأسواق الكبيرة.
وأضاف مونستر أن « آبل »، التى تجاوزت قيمتها السوقية 700 مليار دولار، تحتاج إلى استمرار نمو مبيعات أجهزة «الآى فون»، أكبر مصدر للإيرادات، وفى الوقت نفسه التوسع فى أسواق جديدة مثل السيارات لكى تصل قيمتها لتريليون دولار.
وتوقع مونستر، أن تستغرق الشركة الأمريكية أكثر من 5 سنوات لكى تنتج سيارة.
وفاجأت شركة «تيسلا موتورز»، التى تنتج أقل من 10.000 سيارة كل ربع، المستثمرين الشهر الماضي، عندما أعلن مديرها التنفيذي، إلون ماسك، أن الشركة لن تدر أرباحاً حتى 2020.
ومع ذلك، يذكر تقرير لوكالة أنباء بلومبرج، أن «آبل» تمتلك عدة مميزات تميزها عن الشركات الأخرى ذات الطموحات فى مجال السيارات، ومن بين نقاط القوة لديها ما يلي:
1 – مخزون نقدية بقيمة 178 مليار دولار:
تمتلك « آبل » مخزوناً من النقدية يبلغ حوالى 180 مليار دولار، وكما قال ماسك إن «آبل» تبحث عن مصارف لتوظيف هذا المال، ورغم أنها تنفق كثيراً، فلا تزال لا تنفق بما يكفي.
وقال ديف سوليفان، محلل فى «أوتوباسيفيك»، إن القاعدة القديمة كانت تقول إن تطوير سيارة جديدة يتطلب مليار دولار، أما الآن فقد انخفض هذا المبلغ؛ لأن شركات السيارات التقليدية تستخدم نفس الخط لإنتاج موديلات متعددة.
وأضاف أن ذلك قد يكون أحد التحديات أمام « آبل » التى تنقصها خبرة بناء السيارات، بينما يرى ثيلو كوسولوسكي، نائب رئيس شركة «جارتنر» للأبحاث التكنولوجية، أن « آبل » سوف تكتسب تلك المهارات التصنيعية سريعاً.
2 – إنتاج قمة الأجهزة المحمولة:
جمعت شركة «آبل» ثروتها من ابتكار منتجات مصممة بإبداع، والتى تجمع البرامج بطريقة تدمج المستخدمين فى عالم « آبل »، ما يجعلهم فى انتظار دائم للتحديثات المستقبلية، كما أنها تمتلك الآن تكنولوجيا مناسبةً للسيارات تستعد لإطلاقها.
وقال كوسولوسكى، إن السيارات هى إحدى القطع المهمة والضرورية فى الأحجية، والتى تحتاج تعلمها إذا كنت تريد التفاعل مع المستخدمين أينما كانوا.
3 – لديها العمالة المناسبة:
يبدو مجال السيارات بسيطاً من الخارج، ما يغرى البعض بالتفكير بأنه يمكنهم التفوق على شركة مثل «ديترويت» التى ظلت على مدار جيل تعيد تنظيم إفلاسها قبل أن تعود إلى تحقيق الأرباح.
وتمتلك « آبل » خليطاً فريداً من المدراء التنفيذيين ذوى الخبرة فى مجاليّ التكنولوجيا والسيارات، ولطالما وظفت الشركة مهندسين من قطاع السيارات، والذين يتمتعون عادة بخبرة فى إدارة سلسلة التوريد، وتكنولوجيا البطاريات، وفى تقنية واجهة المستخدم.
وقضى لوكا مايستري، المدير المالى لـ«آبل»، 20 عاماً فى شركة «جنرال موتورز» فى مجال التمويل والتشغيل، أما إيدى كيو، نائب رئيس برامج الإنترنت، فعضو فى مجلس إدارة فيرارى، ومتحمس لمشروع السيارات الخاص بـ «آبل».
كما عمل ستيف زاديسكس، نائب رئيس تصميم منتجات الـ«آى فون»، وقائد مساعى «آبل» لإنتاج سيارة ذاتية القيادة، فى بداية حياته المهنية فى شركة «فورد».
4 – شبكة التجزئة:
وإحدى نقاط القوة أو الضعف لشركات السيارات التقليدية هى شبكات التجار، فمن الصعب افتتاح منافذ بيع حول العالم بالسرعة الكافية لتحقيق قدر المبيعات المطلوب، وفى الولايات المتحدة، هناك تعقيدات إضافية مثل قوانين حق الامتياز التى عادةً ما تمنع المصنعين من بيع السيارات مباشرة إلى العملاء.
وبالطبع، تمتلك آبل شبكة تجزئة عملاقة من خلال متاجرها حول العالم التى تمتد من البرازيل إلى السويد وتركيا.
5 – « آبل » شركة عالمية فعلياً:
يعانى قطاع تصنيع السيارات تعقيدات عالمية منها التعقيدات التنظيمية والتسويقية واللوجستية التى يمكن أن تتسبب بانهيار أى قطاع كثيف الاعتماد على رأس المال.
واعتادت « آبل »، التى تصمم منتجاتها فى كاليفورنيا، وتعتمد على مقاولين لتجميعها فى آسيا فى الغالب، على أن تدير سلسلة توريد فى وقت محدد فى جميع أنحاء العالم، كما أنها تتعامل مع تعقيدات تقلبات العملات من خلال الأسواق العالمية.
وذاع سيط المدير التنفيذى لشركة « آبل »، تيم كوك، فى الشركة؛ بسبب قدرته على الإبحار فى هذه العمليات العالمية.








