يعانى محمد النواوى الرئيس التنفيذى للمصرية للاتصالات منذ توليه المسئولية اغسطس 2012 من احتجاجات للعاملين على فترات بسبب ما اسموه عدم الاهتمام بمطالب العاملين المالية والاجتماعية .
ودشن عاملون بالشركة حملة لجمع توقيعات “تمرد” مؤخرا توضح رأى العاملين فى كفاءة الادارة واسباب عدم الحصول على رخصة تقديم المحمول حتى الان بالاضافة الى تراجع الارباح , وعلى الرغم من دعوة عاملون بالاعتصام السبت الماضى لنفس الاسباب الا ان الاعتصام فشل ولم يحدث .
ويعد دخول سوق المحمول التحدى الاساسى للنواوى فى رئاسته للمصرية للاتصالات , وسيتحمل وحده مسئولية الخسارة فى حالة فشل المشغل الرابع للمحمول وسيذكره التاريخ انه حصل على الفرصة واضاعها بغض النظر عن المناخ الذى ستعمل به المصرية بسوق المحمول او عن منافسة 3 مشغلين من اكبر المشغلين على مستوى الشرق الاوسط .
يعى النواوى الذى قضى سنوات فى ادارة الشركة المصرية لنقل البيانات “تى اى داتا” اهمية خدمات الانترنت فى سوق الاتصالات ودورها فى تنمية العائد وارضاء المستخدمين , وهو ما يراهن عليه واعلنه صراحة عدة مرات ان استخدام الشبكة الرابعة سيركز على انترنت المحمول .
الطفرة التى شهدتها المصرية للاتصالات على يد النواوى كانت فى خدمات الانترنت ADSL , لينمو عدد العملاء من 1.2 مليون مشترك عند توليه المسئولية الى 1.96 مليون مشترك فى ديسمبر الماضى بزيادة 63 % خلال عامين .
وواصلت خدمات الانترنت بالشركة معدلاتها العالية لتنمو ايراداتها من 1.3 مليار جنيه عام 2012 الى 2 مليار جنيه العام الماضى بزيادة 54 % , وهو ما يشير الى توافر عدد من المؤهلات لدعم خدمات المحمول عند الحصول عليها .
إلا ان النواوى لم يستطع مقاومة الظاهرة التعويضية للمحمول والتى تتمثل فى تراجع اعداد المشتركين للتليفون الثابت , ليصل عملاء المصرية فى خدمات الصوت الثابت الى 6 ملايين مشترك ديسمبر الماضى مقابل 8.5 مليون مشترك عند تولى النواوى المسئولية فى 2012 .
وبحسب مصادر مطلعة يخرج النواوى من دائرة الاعجاب لعدد كبير من العاملين بالمصرية للاتصالات خاصة بعد رفع سقف توقعات الموظفين بحصول الشركة على رخصة لخدمات المحمول ومنافسة الشركات الثلاث ماليا وفنيا .
ولم تكن المصرية للاتصالات افضل حالا قبل تولى النواوى المسئولية بل انها شهدت عدة تغييرات فى الادارة خلال فترة قصيرة , فيما يحسب له اجتياز مراحل عديدة من المفاوضات مع شركات المحمول للحصول على الرخصة الموحدة وقبول عدة قرارات هامة ضمن شروط الرخصة ابرزها التخارج من فودافون مصر .
ويبقى لدخول المصرية للاتصالات نادى المحمول خطوات بسيطة تتركز فى اسعار تأجير شبكات المحمول الثلاث وشراء الدقائق لاعادة بيعها مرة اخرى الى المستهلك.
وقالت المصادر : “يحسب للنواوى حفاظ المصرية للاتصالات على ربحيتها وايراداتها على الرغم من عدم دخول انشطة جديدة بالشركة منذ 3 سنوات على الاقل .. وهو ما يعنى الاعتماد على النشاط الفعلى للشركة بجوانب مختلفة والتوسع فى خدمات الانترنت Adsl “.
ونمت ايرادات المصرية للاتصالات لتتخطى 12.1 مليار جنيه فى 2014 وهو اعلى ايراد حققته الشركة سنويا , فيما تراجعت الارباح من 2.9 مليار جنيه الى 2 مليار وهو ما ارجعه النواوى الى زيادة الضرائب وابرام تسوية مع جهاز الاتصالات بمتأخرات مالية .
لعل ابرز انجازات النواوى تنفيذ خطة استبدال الكابلات النحاسية بكابلات الالياف الضوئية “فايبر” , والتخلص من المركزية التى تعانى منها الشركات الحكومية.
وتعتبر الازمات التى تواجه النواوى بسبب العاملين ليست الاولى , وانما حدثت عدة احتجاجات من العاملين سابقا , كما دخل النواوى فيما يشبه صداما مع وزير الاتصالات السابق عاطف حلمى على خلفية اعتراض الأول على اشتراك الشركة المصرية في الكيان الوطنى للبنية الأساسية ، الذي أعلنت الوزارة تأسيسه بالاشتراك مع شركات المحمول العالمية.
يصبح النواوى افضل رئيس تنفيذى للمصرية للاتصالات تاريخيا فى حالة الحصول على رخصة المحمول وتحقيق نتائج جيدة منها , فيما سيكون اسوأ رئيس للشركة حال الفشل.








