نتوقع نمو نشاط التمويل الجماعى بالمنطقة العربية لأكثر من 1.5 مليون دولار
25 دولاراً متوسط ما يدفعه الفرد فى حملات التمويل الجماعى
مفاوضات مع شركات خاصة لدعم حملات التمويل بجزء من ميزانيات المسئولية الاجتماعية
بعض المستثمرين يشترطون إجراء صاحب المشروع حملة ناجحة قبل دعمه
«المشكلات تولد الأفكار الإبداعية»، هكذا بدأ محمد عزالدين، المؤسس والرئيس التنفيذى لموقع « تينرا » للتمويل الجماعى حواره مع «البورصة»، وبدأ عزالدين التفكير فى إنشاء « تينرا » عقب تخرجه فى كلية الهندسة، وبحثه عن حلول للتحديات التى تواجه رواد الأعمال والبحث عن أفضل الفرص الاستثمارية.
قال عزالدين، إن المرحلة الأولى من عمر الشركات الناشئة تواجه كثيراً من المشاكل فى جذب التمويل؛ نظراً إلى ارتفاع نسبة المخاطر ومحدودية الشركات والمستثمرين الذين قد يرغبون فى تمويل المشروعات الناشئة فى مراحلها المبكرة. وتابع «رأس المال جبان بطبيعته».
أضاف مؤسس موقع «تينرا»، أن انتشار فكرة التمويل الجماعى يرجع إلى ثورة منصات التواصل الاجتماعى التى ساهمت فى تزايد التقارب بين المستخدمين، حيث تقوم فكرة التمويل الجماعى على اتفاق عدد من الأشخاص لتمويل فكرة مشروع محددة.
أشار إلى أنه حاول الاستفادة من تجربة موقع «kick starter» الناجحة فى التمويل الجماعى مع الحرص على التوافق مع الثقافة المحلية مثل توفير وسائل دفع «أوف لاين».
وأوضح عزالدين: «تتميز منصة (تينرا) عن غيرها من منصات التمويل الجماعى العربية بأنها تشجع الشركات الخاصة على لعب دور فى عمليات التمويل الجماعى عبر اجتذاب جزء من ميزانيتها للمسئولية الاجتماعية فى دعم وتأسيس الشركات الناشئة فى مقابل تقديم عدد من الحلول التسويقية المبتكرة، وهى الميزة التنافسية التى تتمتع بها مقارنة بالمنصات التمويلية الأخرى».
وذكر أن الحل التسويقى الذى تقدمه «تينرا» للشركات التى تشارك فى التمويل على الألعاب التسويقية يعتمد على وضع شعارات أو إعلانات للشركة الممولة داخل اللعبة مع الاتفاق حول عدد معين لممارسي اللعبة لتضمن الشركة أن إعلانها تفاعلت معه النسبة المستهدفة، فى مقابل ذلك تمول الشركة 50% من المشروع المعروض على المنصة.
وقال عزالدين، إن « تينرا » تعرض على الشركات الخاصة المشروعات المطروحة من خلالها، وشرح المشروع للشركة والقطاع الذى تقدم له خدماتها على أن تمول الشركة الخاصة 50% من القيمة المستهدفة ليتم جمع النسبة المتبقية من خلال التمويل الجماعى، لتمزج بذلك «تينرا» بين فكرتى التمويل الجماعى والتمويل بمعناه التقليدى.
وكشف عزالدين، أن تأسيس «تينرا» بدأ باستثمار لم يتجاوز 5 آلاف جنيه بتمويل ذاتى منه وشريكيه، واستعرض أول عملية تمويل جماعى أجرتها الشركة بإمكانيات محدودة، حيث تمت من خلال صفحة على «فيس بوك» لتحضير فعاليات أسبوعية يحضرها المهتمون بالمجال، وعرض المشروع المستهدف تمويله على الحاضرين وبالفعل تمكنوا من اجتذاب التمويل المستهدف خلال شهر واحد فقط.
أضاف أن المشروع كان يستهدف اجتذاب تمويل بقيمة 5 آلاف جنيه، لكنه تمكن من جمع 7 آلاف جنيه، محققاً نجاحاً فى جمع التمويل بنسبة 122% لمشروع تعليمى مبتكر يقوم بتعليم الأطفال والشباب علوم الفيزياء من خلال تكوين «ريبوتات» مصنوعة من مواد معينة على شكل أدوات مدرسية.
وبحسب مؤسس « تينرا »، فإن التمويل الجماعى فى مصر ما زال فى خطواته الأولى، حيث لم يتجاوز حجمه بالمنطقة العربية مليون دولار، بينما وصل فى أمريكا إلى 16 مليار دولار مقابل مليار دولار عام 2008.
وتوقع عزالدين أن ينمو التمويل الجماعى خلال العام الجارى ليصل إلى 1.5 مليون دولار، فيما يصل متوسط ما يدفعه الفرد محلياً للشركات المعروضة على منصات التمويل الجماعى ما يقرب من 25 دولاراً.
ويرى عزالدين أن منصات التمويل الجماعى لا تعتبر بديلاً عن صناديق الاستثمار فى الوقت الحالى، وإنما هى مرحلة متقدمة عنها، حيث يعتمد رائد الأعمال عليها فى بدء مشروعه ليتمكن من تسويق شركته للمستثمرين الأفراد وصناديق الاستثمار بعد تجاوز تحديات التأسيس.
ويتوقع عزالدين أن يتطور دور منصات التمويل الجماعى خلال الفترة المقبلة لتحل محل صناديق الاستثمار مستدلاً على رأيه ببلوغ قيمة بعض الحملات التمويلية على منصات التمويل الجماعى العالمية أكثر من 20 مليون دولار.
أوضح أن بعض المستثمرين يشترطون إجراء صاحب المشروع لحملة تمويل جماعى ناجحة قبل دعمه بالاستثمار لقياس مدى قابلية المستخدمين للمنتج أو الخدمة التى يقدمها الراغب فى التمويل.
وعن آليات تحقيق « تينرا » للأرباح قال عزالدين، إن الشركة تحصل على نسبة تقدر قيمتها بـ7% من إجمالى حجم التمويل فى الحملات الناجحة، حيث يشترط على الراغب فى التمويل تحديد المبلغ المطلوب ومدة عرض مشروعه على المنصة لجمع التمويل، وإذا انتهى الوقت المحدد قبل اجتذاب التمويل المستهدف يسترجع الممولون أموالهم مرة أخرى، ولا تحصل «تينرا» على حصتها، وفى حال اجتذاب القيمة المستهدفة، تتم العملية وتحصل المنصة على حصتها من إجمالى ما تم جذبه من تمويل.
وتضع «تينرا» عدداً من المعايير لإجازة عرض المشروع على منصتها، وبحسب مؤسسها فإن أهم تلك المعايير هو أن يكون المشروع اجتماعياً ومبتكراً، ويملك صاحب الفكرة نموذجاً أولياً لمنتجه، وتمكنت منصة «تينرا» حتى الآن من إقامة 3 حملات تمويل جماعية ناجحة.
وتدرس منصة « تينرا » أكثر من 25 مشروعاً لعرضها حملات التمويل الجماعى، وتجرى مفاوضات مع الشركات الخاصة بمختلف القطاعات ليخصصوا جزءاً من ميزانيات المسئولية الاجتماعية لديهم لدعم حملات تمويل الشركات الناشئة التى تتم عبر منصة « تينرا ».
وقال عزالدين، إن « تينرا » توفر حلولاً تقليدية لسداد قيمة التمويل «أوف لاين» بواسطة جمعها عبر أحد الموظفين الراغبين فى التمويل أو السداد بمقر الشركة والسداد «أون لاين» من خلال منصة آمنة لاستخدام «الكريديت كارد» وتخطط المنصة للاتفاق مع شركة «فورى» لتفعيل حلول السداد من خلال منافذه.








