21 محطة طاقة شمسية رغم ضعف فترات السطوع مقارنة بالدول الغربية
يعد قطاع الطاقة المتجددة فى ألمانيا من أكثر القطاعات ابتكاراً ونجاحاً فى العالم، وازدادت مصادر الطاقة المتجددة فى قطاع الكهرباء الألمانى من %6.3 فى عام 2000 إلى نحو %30 فى عام 2014 .
ولأول مرة على الإطلاق تشكل الرياح والغاز الحيوى والطاقة الشمسية نسبة أكبر من صافى إنتاج الكهرباء من الفحم البنى، بينما سجلت نسبة توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية أعلى مستويات لها فى ألمانيا وبلغت %74 فى ابريل 2014، ووصلت معدلات توليد الطاقة من الرياح ذروتها فى ديسمبر 2014 إذ ولّدت 562 جيجا وات فى الساعة، وبات يطلق على ألمانيا «أول اقتصاد للطاقة المتجددة فى العالم».
وتستهدف ألمانيا أن يصل متوسط نسبة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة %35 مطلع عام 2020 و%50 مطلع عام 2030، وبسبب قانون تعريفة التغذية، أصبحت الأولوية فى الاستخدام للطاقة المتجددة وهو ما يؤدى فى بعض الأحيان إلى تراجع الطلب على توليد الطاقة من منشآت الفحم والطاقة النووية والغاز الطبيعى.
وحققت ألمانيا نجاحاً كبيراً اليوم للوصول إلى ما يقرب من %30 من نسبة الطاقة المتجددة فى توليد الكهرباء، ويعود ذلك إلى قوة الشبكات الكهربائية فى ألمانيا نسبة إلى الشبكات النموذجية الموجودة في البلدان الأخرى، وتعنى قوة أن انقطاع التيار الكهربائى لا يحدث تقريبا فى البلاد، وأن هذه الشبكات تتمتع بسعة إنتاجية تفوق الطلب الحالي، ومنذ أن بدأت ألمانيا فى ربط مصادر الطاقة المتجددة بنظم توزيع الكهرباء فى تسعينيات القرن الماضى كانت تلك الشبكات القوية فى حاجة إلى بعض التحسينات اللازمة لاستيعاب الطاقة المتجددة، واستمرت قوة هذه الشبكات فى خدمة ألمانيا جيداً مع ربط المزيد والمزيد من مصادر الطاقة المتجددة بنظام توزيع الكهرباء.
وتُعد ألمانيا من أكبر اقتصاديات العالم التى تعتمد على نفسها فى إنتاج الطاقة وتُصدر جزءًا كبيرًا منها، وتمتلك 140 محطة توليد للطاقة تعتمد على الوقود الأحفوري، و28 محطة أخرى كهرومائية، و21 محطة أخرى لإنتاج الطاقة الشمسية، رغم قلة الأيام التى تظهر فيها الشمس بشكل كاف لإنتاج الطاقة فى ألمانيا مقارنة بالدول العربية أو جنوب الكرة الأرضية بشكل عام.
كما تتمتع ألمانيا بفائض كبير فى توليد الطاقة من الفحم وساهمت تلك السعة الإنتاجية الزائدة بشكل فعال فى توفير نسبة كبيرة من توازن الطاقة للتعويض عن تنوع مصادر الطاقة المتجددة، ولكن هذا الفائض له أيضاً جانب سلبى لأنه يؤدى إلى انخفاض العائدات بالنسبة لأصحاب مصانع الفحم، كما يرفع نسبة استخدام الفحم بالنسبة إلى الغاز الطبيعى وهو ما يؤدى إلى ازدياد انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، الأمر الذى دفع ألمانيا إلى إجبار محطات توليد الكهرباء التى تعمل بالفحم على الحد من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون مطلع عام 2020، وكان من المفترض أن تخفض المحطات الانبعاثات 22 مليون طن ولكن بعد مراجعة الخطة تستطيع المحطات خفض الانبعاثات بنحو 16 مليون طن.
وذكرت وكالة رويترز أن الآلاف من عمال الفحم نظموا مسيرة فى برلين الشهر الماضى للاحتجاج ضد الخطط التى تتضمن فرض ضريبة على أقدم محطات الطاقة وأكثرها تلويثا للبيئة، وتقول نقابات العمال ان مثل هذه الخطط قد تعرض نحو مائة ألف وظيفة للخطر، وفرضت ألمانيا تلك القواعد التنظيمية الجديدة لتحقيق هدفها بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بنسبة %40 فى غضون خمس سنوات.
وسجلت ألمانيا رقما قياسيا جديدا مع توفير الطاقة الشمسية %50.6 من توليد الكهرباء فى يونيو الماضي، والتحول إلى الطاقة الشمسية لم يأت بسهولة، إذ لعبت الحكومة الالمانية دورا كبيرا فى دعم تكلفة الألواح الشمسية بنسبة %80 خلال خمس سنوات وخلق الطلب على تلك الألواح وتشجيع المواطنين على تركيب الألواح على أسطح منازلهم، بدلا من التركيز على بناء مزارع الطاقة الشمسية على نطاق واسع، وفى الواقع فإن %90 من الألواح الشمسية فى ألمانيا توجد على أسطح المنازل، الأمر الذى دفع البلدان الأخرى لتحذو حذوها فى تخفيض أسعار الألواح الشمسية ولاسيما تلك البلدان تتمتع بمزيد من ضوء الشمس.
وانتقلت ألمانيا مؤخرا إلى النظام الأذكى عالميا فى توليد وتوفير الكهرباء، ويُشترط على البيوت الجديدة أن تزود بنظام توليد للطاقة الشمسية يطلق عليه «نظام الخلايا الضوئية»، ويقوم هذا النظام بتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، ويستخدم جزء منها ويتم الاحتفاظ بجزء آخر فى البطاريات، ثم يباع الفائض للدولة وبذلك أصبحت البيوت فى ألمانيا لا تستهلك الطاقة الكهربائية فقط بل تساهم أيضا فى إنتاجها وتقوم الدولة بشراء هذه الطاقة من المواطنين.
كتب: نهى مكرم
شيماء رأفت








