تباين الأسعار لدى تجار العملة وترقب للعطاء المقبل.. وجنينة: البنك يحاول مخالفة التوقعات
شهدت تعاملات السوق الموازى ارتباكاً ملحوظاً بعد إبقاء البنك المركزى على أسعار صرف الدولار فى عطاء العملة اليوم عند 7.93 جنيه.
وتباينت الأسعار على الفور بعد عطاء اليوم لدى تجار العملة والمعاملات غير الرسمية لشركات الصرافة.
وقال متعاملون لـ”البورصة”، إنهم يبيعون الدولار بسعر 8.55 جنيه، بتراجع بلغ 5 قروش عن أسعار ما قبل العطاء، بينما قال تاجر عملة فى وسط القاهرة، إنه مازال يبيع العملة الأمريكية عند نفس مستوياتها قبل العطاء البالغة 8.60 قرش، وأحياناً بزيادة تصل لقرشين على هذا السعر.
وأضاف لـ”البورصة”، أنه بالرغم من تثبيت سعر الدولار فى السوق الرسمى، إلا أن السوق مازال يعانى شحاً فى المعروض، وبالتالى فإن مبررات السعر المرتفع مازالت موجودة.
وقال مسئول بشركة صرافة، إن معدلات الطلب تتزايد بشكل ملحوظ منذ بداية تعاملات اليوم سواء من قبل الشركات أو الأفراد، وهو ما تسبب فى استمرار الأسعار عند مستوياتها المرتفعة وتجاهل تثبيت البنك المركزى لسعر الدولار فى عطاء اليوم، متوقعاً استئناف الارتفاع بمعدلات كبيرة حال إقدام المركزى على تخفيضات جديدة للجنيه.
مشيراً إلى أن مبيعات الأفراد والشركات من العملة محدودة، على أمل استئناف رفع أسعار صرف الدولار بالسوق الرسمى.
وأبقى البنك المركزى على أسعار صرف الدولار فى عطائه اليوم عند 7.93 جنيه، كما استقر سعر صرفه فى البنوك عند 8.03 جنيه، وذلك عقب إجراء تخفيض مجموعهما 20 قرشاً على العملة المحلية فى عطائين متتاليين منذ الخميس الماضى.
ويتوقع محللون، أن يستأنف البنك المركزى خفض قيمة العملة المحلية، وقال هانى فرحات محلل الاقتصاد الكلى فى بنك الاستثمار سى آى كابيتال، إن التوقف الآن سيخلق مشاكل كبيرة وسيطيح بالمكاسب التى حققها خفض الجنيه خلال الأيام الأخيرة.
قال هانى جنينة رئيس البحوث ببنك الاستثمار فاروس، إن الاستمرار فى خفض الجنيه أمر ضرورى، ولابد ان يحدث، ولكن من الصعب التكهن بقرار البنك المركزى العطاء المقبل، مشيراً إلى أن المركزى يعمل دائماً على مخالفة التوقعات كى يتفادى عمليات الدولرة.
وأضاف جنينة أن المركزى على دراية منذ بداية العام بضرورة تخفيض الجنيه، ولكن تحديد التوقيتات ونسب التخفيض التدريجية تتم وفقاً لتصوراته هو.
وتوقع استمرار ارتفاع أسعار صرف الدولار فى السوق الموازى الأيام المقبلة لتوقعهم مزيد من الخفض بالإضافة إلى تدنى المعروض من العملة الخضراء، مشيراً إلى ضروره تدخل البنك المركزى بضخ عطاء استثنائى ضخم لاستيعاب الطلب على العملة والسيطرة على ارتفاعات الأسعار.
ويرى جنينة، أن المركزى سيواجه صعوبة فى التدخل حالياً، نظراً لتراجع معدلات الاحتياطى الأجنبى بشكل ملحوظ راهناً قدرته على التدخل وضخ دولارات بقدرة الحكومة على جذب تمويلات بقيمة 4 مليارات دولار قبل نهاية العام الجارى، كما أعلنت من قبل.
وتوقع بنك الاستثمار فاروس، أن يتحسن السوق بشكل تدريجى بعد الخفض الأخير لقيمة الجنيه، خاصة بعدما تعلن الحكومة عن خطة ملموسة وذات مصداقية لتمويل الفجوة فى ميزان المدفوعات لعام 2016.
وأضافت فى تعليق مختصر على تخفيض قيمة الجنيه، أن البنك المركزى اختار الطريق الصعب، ولكنه الطريق المناسب بشكل قاطع، والذى يجب أن يضمن استعادة التوازن فى ميزان المدفوعات على المدى المتوسط.
ومع أخذ الموارد الحالية فى الاعتبار، فإن الخيار البديل كان سيتمثل فى إدارة حالة «ركود مصغرة» من أجل الحد من الطلب على العملة الأجنبية، وتأثيره على معنويات المستثمرين كان سيصبح “كارثياً”.







