سيتخلى الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين عن سياسة الطفل الواحد التى استحدثها، أواخر سبعينيات القرن الماضى، لنزع فتيل قنبلة ديموغرافية موقوتة، تهدد بخنق النمو فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
وصرحت وكالة أنباء شينخوا، اليوم، بأن صانعى القرار فى لجنة الحزب المركزية صدقوا على خطة للسماح لجميع المتزوجين فى الصين بإنجاب طفلين، وذلك بعد انتهاء اجتماع الحزب الذى استمر أربعة أيام، ومن المتوقع الحصول على مزيد من التفاصيل خلال الأيام المقبلة، مع إصدار مشروع الخطة، التى لن تكتمل حتى يصدق عليها مجلس التشريع الوطنى العام المقبل.
وتأتى هذه الخطوة التى كانت متوقعةً بعد جهود سابقة لتخفيف السياسة التى تبتعد كثيراً عن هدف تعزيز المواليد بنحو 2 مليون طفل سنوياً.
وقال وانج يوكاي، أستاذ الإدارة بالأكاديمية الصينية لنظم الإدارة: «يوضح القرار رغبة الحزب فى اتخاذ إجراء فى أقرب وقت ممكن، ويظهر، أيضاً، أنه لا يوجد وقت أمام الصين لتأجيل التعديل فى سياستها السكانية».
وأضاف «يوكاى»، أن القادة لا يستطيعون الانتظار حتى يتم تمرير التشريع العام المقبل، فهم يريدون السياسة الجديدة الآن. وتعد هذه السياسات جزءاً من مخطط الرئيس الصينى شى جين بينج، لإدارة تحول الاقتصاد إلى نمو أبطأ وأكثر توازناً، وتمثل الخطة الخمسية أفضل فرص «شى» لتنفيذ الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التى تم التخطيط لها منذ أن تولى السلطة عام 2012.
وتسعى الصين إلى تجنب «فخ الدخل المتوسط» وإتمام تحولها من دولة نامية تعتمد على التصدير والاستثمار إلى «مجتمع رغد الحياة» ذى اقتصاد يقوده الخدمات والانفاق الاستهلاكي والابتكار. وعندما اعتُمدت سياسة الطفل الواحد قبل 36 عاماً، كان التفكير السائد هو أن معدل إنجاب ما يقرب من 3 أطفال لكل امرأة عبء على النمو. ومنذ ذلك الحين، خُففت القيود واكتسبت مناشدة إلغائها اهتماماً كبيراً مع انخفاض معدل الخصوبة، وتآكل الأيدى العاملة، وتراجع عدد السكان فى سن العمل فى البلاد لأول مرة منذ عقدين على الأقل العام الماضى مع تباطؤ النمو، وهو ما يعد محاكاةً لانكماش اليابان فى أواخر تسعينيات القرن الماضي.








