200 جنيه بالمعادى و300 بدار السلام و500 ببولاق و700 بقويسنا
«الفيس بوك»: «إنزل وشارك.. 200 جنيه تنقذك من المهالك».. و«تويتر» يرد بهاشتاج # انزل_انتخب
لم تكن مصادفة أن تعود طوابير الانتخابات بهذه الصورة إلى لجان المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، ولكن كان لشراء الأصوات وانتشار سماسرة المرشحين، دور بارز فى حشد الناخبين للجان الاقتراع.
ورصدت «البورصة» أرقاماً متفاوتة للصوت الانتخابى، اختلفت من منطقة لأخرى ومرشحاً وآخر، حسب قوة المرشح وقدرته المالية.
وحققت مدينة قويسنا الرقم القياسى لسعر الصوت الانتخابى مسجلة 700 جنيه مقابل 200 جنيه فى المعادى و300 بدار السلام و500 ببولاق أبوالعلا، فى حين انخفضت القيمة إلى 50 جنيهاً فى بعض المناطق، واستبدلت بالهدايا العينية (وجبات – لحوم – زيت -سكر- عبايات) فى بعض المناطق الأخرى.
وقال إيهاب كاسب، منسق حملة «افضحوهم»، المراقبة للانتخابات البرلمانية، إن المرحلة الثانية شهدت عمليات شراء للأصوات بشكل أكبر من المرحلة الأولى، منذ الساعات الأولى لفتح اللجان أمس، «عكس المتعارف عليه.. دايماً المال السياسى كان يظهر فى الساعات الأخيرة فقط قبل إغلاق اللجان».
وأضاف: «سعر شراء الصوت الانتخابى يتراوح بين 50 و500 جنيه فى بعض الدوائر مثل دائرة بولاق أبوالعلا، فيما لم يتجاوز 200 جنيه بالمعادى».
وأشار إلى تقدم منظمات المجتمع المدنى، والأحزاب، وعدد من المرشحين، بشكاوى للجنة العليا لوقف شراء الأصوات، مضيفاً: «اللجنة العليا للانتخابات تنظر فقط لما تراه يمثل عملاً جسيماً يضر بسير العملية الانتخابية».
وتابع: هناك سماسرة يقومون بأخذ أموال من المرشحين مقابل حشد الناخبين للتصويت لهم، ويقومون بمناصفة قيمة الصوت مع الناخب.
ورصدت غرفة عمليات حزب المؤتمر، وصول سعر الصوت الانتخابى فى قويسنا لـ700 جنيه، وأعلنت فى بيان، وجود دعاية انتخابية لمرشح تيار الاستقلال، وتوجيه الناخبين لصالحه أمام المدرسة الابتدائية بقرية «شنتا الحجر» باللجنتين أرقام «187،188».
وفى قرية «بجيرم» فى محيط مدرسة «بجيرم الثانوية»، لاحظت الغرفة توجيه ناخبين لصالح المرشح إبراهيم الغريب من قبل أنصاره، وتم رصد أنصار مرشح يطالبون الناخبين بالتصويت له مقابل 700 جنيه للصوت.
يأتى ذلك فيما، قال على عبدالونيس، مرشح برلمانى لدائرة المعادى ودار السلام، إن عملية شراء أصوات الناخبين أصبحت بشكل علنى أمام لجان الاقتراع رغم وجود القضاة والمشرفين على العملية الانتخابية.
وأكد عبدالونيس، قيامه بتقديم أكثر من 10 شكاوى إلى اللجنة العليا للانتخابات لاتخاذ إجراءاتها للقضاء على الظاهرة، ولم تستجب اللجنة لهذه الشكاوى، مضيفاً: «الموضوع زاد عن الحد، واعترض بعض الناخبين على ذلك وقاموا بعمل تجمعات لمنعها».
وأشار إلى أن نسبة الإقبال على الصناديق فى المعدل المتوسط، وأن ما ذكرته اللجنة العليا أمس بشأن وجود قاض خارج اللجان لضبط المخالفات والتحقيق فيها لم يتحقق على الأرض.
والتقت «البورصة»، أمس، عدد من «سماسرة» الانتخابات، المنتشرين أمام اللجان الانتخابية لعدد من المرشحين، خاصة المتنافسين على المقاعد الفردية.
وقال سمسار أحد المرشحين بدائرة المعادى، إنه اتفق مع بعض المرشحين قبل بدء انتخابات المرحلة الثانية على جلب أصوات انتخابية مقابل 50 جنيهاً له، و100 جنيه لصاحب الصوت.
وأوضح السمسار، أن أسعار الصوت والسمسرة متفاوتة من دائرة لأخرى، حسب قوة المرشح وقدرته المالية، مضيفاً: «وصلت الأسعار فى نهاية اليوم الأول للمرحلة الثانية لـ300 جنيه عند بعض المرشحين فى حين تمسك البعض بـ150 جنيهاً للسمسار والناخب».
وأضاف: «تحت أيدى 500 ناخب بتفاوض مع أحد المرشحين على شرائهم، لكن حتى الآن لم نتفق، الوقت فى صالحى وهوصل بسعرهم لـ300 جنيه قبل نهاية اليوم الثانى».
وتابع السمسار: «متفتكرش الفلوس دى هاخدها كلها لوحدى.. ده أنا كدة أبقى أغنى من المرشحين.. أنا معايا ناس كتير فى مناطق وشوارع مختلفة عشان الشغل كتير».
وشهدت منطقة دار السلام، أمس، خلافاً بين عدد من المواطنين أمام أحد المقرات الانتخابية للمرشحين، نتيجة عدم التزام المرشح بدفع كامل القيمة التى تم الاتفاق عليها مع الناخبين مقابل شراء الأصوات، وانتهى الخلاف بقول سيدة أربعينية لأحد العاملين فى اللجنة: «أنا ممكن أجيبلك شارع كامل بكرة ينتخب بس تحترموا الناس واللى نتفق عليه تدفعوه».
ودار جدال بين إحدى المرشحات بدائرة المعادى مع مواطنة ترغب فى بيع صوتها مقابل 50 جنيهاً، وقالت المرشحة: «انتى عايزانى اشترى صوتك واكسب وارجع أسرقك؟».. فردت المواطنة: «إحنا كدة كدة مبنشفش منكم حاجة.. أهو اللى نطوله فايدة.. تدفعى 30؟».
وعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، عن انتقادهم لظاهرة شراء المرشحين لأصوات الناخبين، بطريقتهم الخاصة وعلقوا ساخرين على تقديم أحد المرشحين فى حلمية الزيتون وجبات غذائية للناخبين قائلين: «شارك بصوتك ليا.. ومتخافش الغداء عليا»، «إنزل وشارك.. 200 تنقذك من المهالك».
فى المقابل دعا عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، الجماهير للمشاركة فى الانتخابات، خاصة بعد قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتصويت، واحتل هاشتاج «انزل انتخب» المرتبة الأولى فى قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولاً بالتزامن مع بدء المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية.








