ماذا خسرت “اوراسكوم للاتصالات” من فقدان السيطرة على “كوريولينك” ؟

أظهرت قائمة الدخل لشركة اوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا، تكبد الشركة خسائر من العمليات غير المستمرة بقيمة 3.11 مليار جنيه عن الشهور التسعة الاولى من العام الحالى، وذلك بسبب استبعاد نتائج أعمال شركة «كوريولينك».

وقالت «أوراسكوم للاتصالات» إن إجمالى أصول شركة «كوريولينك» التى فقدت السيطرة عليها 3.92 مليار جنيه، وذلك من خلال استخدام سعر الصرف الرسمى المعلن من خلال البنوك العاملة فى كوريا الشمالية، ومن ثم بلغ نصيب السهم من خسائر الفترة 62.5 قرش، و59 قرشاً من العمليات المستمرة.

وتم تحويل مساهمة الشركة فى «كوريولينك» من استثمارات فى شركات تابعة إلى استثمارات فى شركات شقيقة، ما يعنى إدارجها بالقيمة العادلة التى سجلت 613.6 مليون جنيه.

وتراجعت اصول الشركة طويلة الأجل 75%، إذ سجلت مليارى جنيه مقابل 8.3 مليار جنيه، ويأتى التراجع بعد أن انخفضت الأصول المالية الأخرى طويلة الأجل إلى 44 مليون جنيه مقابل 5.03 مليار جنيه، فضلا عن انكماش الأصول غير الملموسة من 517 مليون جنيه إلى 169.5 مليون جنيه.

ويكمن السبب الرئيسى فى التراجع إلى اختفاء بند «الودائع غير المتداولة» بقيمة 4.18 مليار جنيه، إذ سجل صفر بختام سبتمبر 2015 بسبب الأموال المحبوسة فى كوريا الشمالية والمستبعد الحصول عليها، وذلك مقابل 4.18 مليار جنيه، فيما لم تشير الايضاحات المتممة للشركة عن قنوات توجيه الـ4.18 مليار جنيه، الا الأصول المتداولة ارتفعت بقيمة 14.2%، بعد أن ارتفعت النقدية إثر بيع حصة الشركة فى «موبينيل».

انكمشت استثمارات الشركة لتصل 3.48 مليار جنيه مقابل 8.045 مليار جنيه بنسبة 56.7%.

وسجل اجمالى حقوق الملكية للشركة 3.22 مليار جنيه مقابل 7.87 مليار جنيه عن الفترة المقارنة بانكماش 2.4 مرة، لتتراجع على إثرها القيمة الدفترية للسهم إلى 61.4 قرش، مقابل 1.5 جنيه بنهاية 2014، بتراجع 60%.

وقال هانى جنينة رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار «فاروس»، إن القيود التى تفرضها حكومة كوريا الشمالية على الاستثمارات بها، وعلى تحويل الأموال إلى الخارج، جعلت أفضل السيناريوهات بيع «كوريولينك» لأحد المستثمرين، فضلا عن ضياع ودائع الشركة فى كوريا الشمالية، ما ظهر فى قوائمها المالية.

وشدد على أن ضياع استثمارات «كوريولينك» لا تعدو كونها جولة وانتهت، وأن رجل الاعمال ساويرس نجح فى الخروج من قطاع الاتصالات بعدة مكاسب قوية على مستوى الشركات وعلى مستواه الشخصى.

وأكد أن الاستثمار فى شركة «أوراسكوم للاتصالات» فرصة استثمارية، وأن القيمة السوقية للشركة وفقاً للمستويات السعرية الحالية يصل إلى 2.990 مليار جنيه، وتمتلك سيولة تصل إلى 1.9 مليار جنيه، ما يعنى أن نحو 63% من قيمة السهم سيولة.

ولفت إلى أنه بفقدان الشركة سيطرتها على شركة «كوريولينك»، تكون «أوراسكوم للاتصالات» قد تخارجت من جميع استثماراتها فى قطاع الاتصالات، خاصة بعد بيع حصة الشركة فى «موبينيل»، وفى المقابل يتجه رجل الأعمال نجيب ساويرس لـ«بلتون» كفرصة استثمارية جديدة، ما يعطى اشارة على تحول «أوراسكوم للاتصالات» إلى شركة استثمارية كبرى فى عدة قطاعات مختلفة، لاسيما قطاع الطاقة البديلة وغيرها من القطاعات.

ونصح رئيس بحوث «فاروس»، المتعاملين بانتهاز فرصة التراجعات الحالية للسهم فى تكوين مراكز مالية فى الشركة، بدفع من تلك الاستثمارات الجديدة فى عدة قطاعات.

فيما كان لبحوث المجموعة المالية «هيرميس»، وجهة نظر أخرى، إذ نصحت ببيع السهم إثر أزمة «كوريولينك» وخفضت القيمة العادلة للسهم إلى 53 قرشاً للسهم، و 34 قرشاً لشهادة الايداع، نزولاً من مستويات 77 قرشاً للسهم.

وتبنّت «هيرميس» السيناريو الأسوأ لـ«اوراسكوم للاتصالات» والمتضمن مصادرة أصل الشركة فى كوريا الشمالية «كوريولينك»، لافتة إلى أن «اوراسكوم» فقدت السيطرة على الأصل هناك، ومن ثم عدم القدرة على تحويل الأموال خارج كوريا الشمالية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وقالت «هيرميس» فى دراسة بحثية لها، إنه رغم أن التغير الذى حدث يكمن فى المعالجة المحاسبية إلا أنه يؤكد على ارتفاع المخاطر بشأن استثمارات الشركة فى «كوريا الشمالية»، معبرة عن قلقها بشأن قدرة الشركة على استكمال أعمالها التشغيلية هناك.

و تراجعت المخصصات لتصل إلى 362.9 مليون جنيه مقابل 546.89 مليون جنيه، كما اختفى بند «التزمات محتفظ بها بغرض البيع بعد أن سجل «صفر» مقابل 356.3 مليون جنيه،ليتراجع اجمالى الالتزامات المتداولة 1.4 مرة مسجلة 694.4 مليون جنيه مقابل 2.157 مليار جنيه.

وارتفع رأس المال العامل للشركة 1.738 مليار جنيه ليسجل، 1.48 مليار جنيه مقابل رأسمال عامل سلبى بقيمة 256.2 مليون جنيه.

ووفقاً لقائمة التدفقات النقدية لشركة «أوراسكوم للاتصالات»، فإن الشركة تملك سيولة 1.9 مليار جنيه مقابل 1.256 مليار جنيه، ولولا حصول الشركة على مقبوضات من بيع استثمارات فى شركات شقيقة “موبينيل” بقيمة 1.81 مليار جنيه، لكانت السيولة المتاحة للشركة نحو 100 مليون جنيه فقط، ما يفسر اتجاه الشركة للاقتراض لتمويل صفقة الاستحواذ على بنك الاستثمار بلتون.

وخسرت الشركة 1.09 مليار جنيه من السيولة المتاحة لديها جراء استبعاد شركة كورية لينك من قوائمها المالية، وقدرت القوائم المالية للشركة صافى اصول “كوريولينك” بقيمة 3.92 مليار جنيه

وقالت بحوث “مباشر” فى مذكرة بحثية، إنها حددت القيمة العادلة لسهم الشركة عند مستوى 40 قرشاً للسهم الواحد، أى أقل نحو 29% من القيمة الحالية لسعر السهم بالسوق، وقيّمت قطاع الكابلات بالشركة عند 92 مليون جنيه، فيما لم تمنح اى تقييم لقطاع الاتصالات فى لبنان، بعد استبعاد الشركة من تقديم الخدمات هناك.

استبعدت وزارة الاتصالات اللبنانية شركة أوراسكوم للاتصالات من المنافسة على شبكتى الهاتف المحمول فى لبنان، بعد تأخرها فى التقدم بالمستندات المطلوبة، وهو ما نفته الشركة.

كما شمل التقييم حصة الـ84.4% من بنك الاستثمار “بلتون” والذى واستحوذت عليها “أوراسكوم” مؤخراً بقيمة 463.2 مليون جنيه، وخصم التقييم 549.4 مليون جنيه من السيولة المتاحة للشركة البالغة 1.26 مليار جنيه تمثل سداد مقابل الاستحواذ على “بلتون”.

وحددت الدراسة قيمة السهم عند 35 قرشاً مع توقعات بالانكماش 39% عن القيمة الحالية للسهم.

ولفتت إلى أن السيناريو الأمثل للشركة فى إدراج استثماراتها فى “كوريو لينك” ضمن التقييم بالقيمة العادلة للسهم عند 614 مليون جنيه، ما يرفع قيمة السهم إلى 46 قرشاً.