وتسجل ضعفي أداء كل من مؤشر “إس أند بي 500” والسندات عالية الدخل
“كليتون” : “الأصول المالية” حول العالم ترتفع إلى 900 تريليون دولار بحلول 2020
قال روبرتو كوارتا رئيس مجلس إدارة “كليتون، دوبليير آند رايس” (سي دي أند آر-CD&R)، إن إقبال المستثمرين على الملكية الخاصة سيظل قوياً حول العالم مستفيداً من زيادة كبيرة في حجم الأصول المالية المستثمرة عالمياً والأداء المرتفع لصناديق الملكية الخاصة مقارنة بفئات أصول أخرى، بحسب ما صرّح به روبرتو كوارتا، ، وهي إحدى أكثر شركات الملكية الخاصة خبرة وأرفعها سمعة في العالم.
وكشف عن تفوق قطاع الملكية الخاصة في الأداء على منافسيه في العقد الماضي محققاً إجمالي عائدات سنوية خلال السنوات العشرة بلغت 13% في المتوسط مقارنة بـ 4% بالنسبة لأسهم الأسواق الناشئة و7% بالنسبة لـS&P 500 و7% بالنسبة للسندات عالية الدخل.
وأوضح كوارتا، أن “الهندسة المالية” في قطاع الملكية الخاصة لم تعد كافية بعد الآن لتحقيق مثل هذه العوائد بشكل ثابت ومتكرر على المدى الطويل، مع العلم أن القطاع استطاع أن يحقّق مثل هذه النتائج المميزة عن طريق “الهندسة المالية” في السنوات الأولى من انطلاقه، لكن الأمر الآن اختلف.
ووفقاً للسيد كوارتا فإنه مع نضوج القطاع حالياً، يسعى 100% تقريباً من المستثمرين في صناديق الملكية الخاصة من المؤسسات حول العالم، أو ما يطلق عليهم أيضاً الشركاء المحدودين، للعمل مع شركات الملكية الخاصة التي تشارك في إدارة الشركات التابعة لمحافظها الاستثمارية بشكل نشطوفعّال.
ففي المنطقة العربية، تعتقد 59% من شركات الملكية الخاصة أن “القدرة على إضافة القيمة” إلى الشركات التابعة لمحافظها الاستثمارية هي العنصر التنافسي الأقوى الذي يميّزها في السوق المحلي.
وأوضح روبرتو كوارتا، وهو عضو أيضاً في لجنة الاستثمار لصندوق إيطاليا السيادي، “FondoStrategicoItaliano” ورئيس مجلس إدارة شركة “دبليو بي بي” (WPP plc) المتداولة في البورصة ورئيس مجلس إدارة “سميث أند نفيو”Smith & Nephew plc: “يجب أن تبرهن شركات الملكية الخاصة عن قدراتها في إضافة القيمة في المجال التشغيلي عبر الدورات الاقتصادية المختلفة، سواء خلال فترات الانتعاش الاقتصادي أو ركوده.
كما يجب أيضاً أن تعاد رؤوس الأموال للمستثمرين بطريقةمحسوبة ومتوقعة وليس بالصدفة أو بأساليب عشوائية،وأخيراً يجب أيضاً أن تمتلك شركات الملكية الخاصة خبرات سابقة وتتحلّى بسجل أداء واضح يشمل توليد العائدات ولا يكتفي بذلك، بل أيضاً يؤدي إلى تحسين أرباح الشركات التي تستثمر فيها.”
ومع النمو الهائل لمجمل الأصول المالية حول العالم، والتي سجلت نمواً بنسبة 271% من 221 تريليون دولار أميركي في عام 1990 إلى 600 تريليون في عام 2010 والتي من المتوقع لها أن تصل إلى 900 تريليون دولار أميركي في عام 2020، سيواصل قطاع الملكية الخاصة الاستفادة من حصة أكبر من هذا الارتفاع المتزايد في الأصول بفضل تفوّقه في الأداء على فئات الأصول الأخرى.
فمنذ عام 2000، نمت الأصول التي تديرها شركات الملكية الخاصة بأكثر من 500%، في حين نما عدد شركات الملكية الخاصة بأكثر من 100%.
هذا وقد بدأت منطقة الشرق الأوسط، التي تضم بعض أكثر الصناديق السيادية وأكثر الأفراد ذوي الثروات الطائلة فطنة وتمرساً، باللحاق بهذا الركب. قال روبرتو كوارتا: “إن منطقة الشرق الأوسط هامة جداً بالنسبة لنا. وهناك عدد كبير من المستثمرين من القطاع المؤسسي في المنطقة يستثمرون في صناديقنا.”
وتابع السيد كوارتا: “لقد أصبح قطاع الملكية الخاصة قطاعاً عالمياً بالفعل. وتضم منطقة أميركا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط وآسيا أموالاً طائلة بالنسبة لجامعي الأموال حيث لا تقلّ هذه المناطق أهمية عن مناطق أميركا الشمالية وأوروبا.”
وبالرغم من تزايد الاستثمارات عالمياً في شركات الملكية الخاصة وزيادة نصيب هذه الشركات من مجمل الأموال المدارة، فمع ذلك يشهد السوق نوعاً من تركيز وتجمّع هذه الاستثمارات حيث تتدفّق أموال المستثمرين إلى شركات معينة للملكية الخاصة تعتبر هي “الأقدر والأهم”، أي الشركات التي استطاعت أن تبرهن عن قدرتها الواضحة على إضافة القيمة.
كما أن صفقات الشراء في القطاع تكون من نصيب شركات الملكية الخاصة التي تتمتعبقدرات حقيقية لمساعدة الشركات التابعة لمحافظها الاستثمارية على تحسين الأداء الكلي للشركات والانتقال بها إلى المستوى التالي من الامتياز في مجال التشغيل.
أضاف روبرتو كوارتا: “لقد بدأنا نرى مؤشرات أولية على قوة القطاع وعلى فرز الرابحينعن الخاسرين.
وقد أصبحت الشركات العائلية، مثل الشركات في منطقة الشرق الأوسط، أكثر فطنة في إدارة أعمالها المؤسسية وهي تبحث عن شركاء لديهم الخبرات والمهارات التي ستساعدها على تحقيق ذلك بفعالية أكبر، بالإضافة إلى ضخ الاستثمارات التي لم تعد لوحدها كافية. والمستثمرون من المؤسسات أيضاً يفضلون وضع استثماراتهم في مدراء الملكية الخاصة الذين يبرهنون عن قدرات متخصصة كمثل المهارات في مجال التشغيل لتحسين أداء الشركات التابعة لمحافظهم.”
هذا وفي دراسة أجريت مؤخراً للمقارنة بين المناطق النامية، توصّل المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جاهزة الآن للاستفادة من إدارة متمكّنة ومحترفة ومتطورة ومن محفّزات إضافية على زيادة الكفاءة في تلك الشركات، وهي أمور توفّرها شركات الملكية الخاصة التي تنتهج أسلوباً متمكّناً في مجال تحسين أداء التشغيل في شركاتها.
وفي وقت لا زالت الكثير من الشركات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط في طريقها إلى النضوج من حيث بنيتها المؤسسية ومن حيث تبنّي أفضل الممارسات في مجال الإدارة والحوكمة وانتهاج أساليب الامتياز في جميع المجالات التشغيلية لهذه الشركات، فإن شركات الملكية الخاصة التي تتسم بمهارات تشغيل بالغة التطور وبالخبرات الضرورية لبناء شركات أقوى ستكون وسيلة للتغيير بالنسبة لهذه الشركات المحلية.
اختتم روبرتو كوارتا: “لقد رأينا في السنوات الأخيرة أن شركات الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد طوّرت شركات عالمية ممتازة والتي تم شراؤها فيما بعد من قِبل شركات عالمية متخصصة أو من قِبل شركات استثمارية أخرى. وقد أجرت ’سي دي آند آر‘ صفقة في المنطقة عندما قمنا في عام 2014 بتملّك شركة ’ماوزر‘ الألمانية من شركة الاستثمار ’دبيإنترناشيونال كابيتال‘ في منطقة الشرق الأوسط.
كما وأنجزنا معاملات أخرى في السنوات القليلة الأخيرة مع مشترين استراتيجيين أوروبيين وآسيوين وأميركيين الذين تملّكوا شركات نشأت وتطورت في منطقة الشرق الأوسط قبل أن تصبح شركات عالمية.”
وتعتبر شركة “سي دي آند آر” CD&R التي تتمتع بتاريخ يمتد لـ 37 عاماً، إحدى شركات الملكية الخاصة الأكثر خبرة والأفضل سمعة في العالم، حيث تُعرَف الشركة بمنهاجها المتطوّر والمميّز والقائم على مزج المهارات المالية مع قدرات التشغيل لكي تبني شركات كبرى ورفيعة.
ويتكون موظفو “سي دي آند آر” من مجموعة من المتخصصين في اتخاذ القرارات الاسثمارية بالإضافة إلى الروّاد المخضرمين في القطاعات الاقتصادية التي يعملون فيها ويتمتعون بخبرات عريضة من خلال عملهم مع شركات عالمية بارزة مثل “بي إيه إي” و”ديزني” و”داو” و”إمرسون إلكتريك” و”آي بي إم” و”بيبسيكو” و”يونيليفر”. ومن الجدير بالذكر أن جاك ولش هو من كبار المستشارين لدى “سي دي آند آر فندز”.
وتولّت “سي دي آند آر” استثمار 21 مليار دولار أميركي في 65 شركة – حيث كانت هذه الشركات في أحيان كثيرة أقساماً تابعة لمؤسسات كبرى وتحولت إلى شركات ضخمة– تمثّل قيمة مجمعة للصفقات تبلغ 100 مليار دولار أميركي.
وتستثمر “سي دي آند آر” حالياً من صندوقها الاستثماري CD&R Fund IX، وهو صندوق بقيمة 6 مليار دولار أميركي تمّ جمع أمواله في عام 2013.








